أجل أنا من أرضاك خلا موافيا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أجل أنا من أرضاك خلا موافيا لـ إسماعيل صبري باشا

اقتباس من قصيدة أجل أنا من أرضاك خلا موافيا لـ إسماعيل صبري باشا

أجَل أنا مَن أَرضاكَ خلّاً مُوافِياً

وَيُرضيكَ في الباكين لو كنتَ واعِيا

وَقلبِيَ ذاك المَورِدُ العَذبُ لم يَزَل

كَما ذُقتَ منه الحبُّ وَالوُدَّ صافِيا

سِوى أَنَّه يَعتادُه الحُزنُ كلَّما

رَآكَ عن الحَوضِ المُهَدَّدِ نائِيا

وَيَعثُرُ في بعض الخُطوب إذا مشى

إلى بعض ما يَهوى فَيرجِعَ دامِيا

وَإِن رامَهُ سِربُ المَسَرّاتِ لم يَجِد

مَحَلّاً بهِ من لاعجِ الهَمِّ خاليا

أَلا عَلِّلاني بِالتَعازي وَأَقنِعا

فُؤاديَ أَن يَرضى بهِنَّ تَعازِيا

وَإِلّا أَعيناني على النَوحِ وَالبُكا

فَشَأنُكما شَأني وما بِكُما بِيا

وَما نافِعي أن تَبكيا غيرَ أنّي

أُحبُّ دموعَ البِرِّ والمرءَ وافِيا

أَيا مصطفى تَاللَهِ نَومُكَ رابَنا

أَمِثلُكَ يَرضى أن ينامَ اللَياليا

تكلَّم فَإنَّ القوم حولَكَ أطرَقوا

وَقُل يا خطيبَ الحيِّ رَأيَكَ عالِيا

لقد أوشَكَت من طولِ صَمتٍ وَهجرَةٍ

تخالُكَ أعوادُ المَنابِرِ فانيا

وَتَبكيكَ لولا أنَّ فيها بَقِيَّةً

تُعَلِّلها من ذلك الصَوتِ داوِيا

فهَل أَلَّفَت ما بَينَ جَفنِكَ والكَرى

مُحالَفَةٌ أم قد أَمِنتَ الأَعاديا

فَقَدناكَ فُقدانَ الكَمِىِّ سِلاحَه

وَسارى الدِياجي كَوكَبَ القُطبِ هادِيا

وَبِتنا وَدَمعُ العَينِ أندى خَمائِلاً

وَأكثرُ إسعافا منَ الغَيثِ هاميا

وَلَولا تُراثٌ مِن أمانيكَ عندنا

كريمٌ بَكَينا إذ بَكَينا الأَمانيا

طَواكَ الرَدى طَيَّ الكتابِ تَضَمَّنَت

صحائِفهُ من كلِّ فخرٍ معانِيا

مَضاءٌ إذا البيضُ انتَمَت لِأُصولِها

غَضِبنا إذا سَمّاكَ قومٌ يَمانِيا

وَرَأيٌ يُجَلّى اليَأسَ واليَأسُ ضارِبُ

عَلى الأُفقِ ليلا فاحمَ اللَونِ داجِيا

إِذا ما تَقاضَينا وَلم تَكُ بيننا

ذَكَرناهما حتّى نُجيدَ التَقاضِيا

فَلَيتكَ إذ أَعيَيتَ كلَّ مُساجِلٍ

قَنِعتَ فَلم تُعيِ الطَبيبَ المُداوِيا

وَلَيتَكَ إذ ناضَلتَ عن مصرَ لم تُفِض

مع الحِبرِ قلباً يعلمُ اللَهُ غالِيا

لَقد ضاع إخلاصُ الطبيبِ وَحِذقُه

سُدىً فَبَكى الفخرَ الذي كان راجِيا

ولم تَنتَهِز تلك العَقاقيرُ فُرصَةٌ

تُرى الناسَ فيها فضلَ بُقراطَ بادِيا

يَحيّيك سَيفاً باتَ في التُربِ مُغمَداً

تَقَلَّدَه فيما مَضى الحقُّ ماضِيا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أجل أنا من أرضاك خلا موافيا

قصيدة أجل أنا من أرضاك خلا موافيا لـ إسماعيل صبري باشا وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا

تعريف وتراجم لـ إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا:

من شعراء الطبقة الأولى في عصره. امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه. وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية. تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسة، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظا للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة.

وكان كثيرا ما يمزق قصائده صائحا: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر. وأبي وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيسا للوزارة، فقال: لن اكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتّاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي