أجلها في أباطحها جيادا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أجلها في أباطحها جيادا لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة أجلها في أباطحها جيادا لـ ابن فركون

أجِلْها في أباطِحِها جِيادَا

تُجِدُّ السّيرَ طَوْعاً وانقِيادا

وعرِّسْ بالرّكائِبِ في رُباهَا

فتِلْكَ حُداتُها تَبغي ارْتيادا

على أنّي عَميدُ القَلبِ شاكٍ

وإن قرُبَتْ معاهِدُها البِعادا

ستعلم دَوْلَةُ العُشّاقِ أنّي

عميدٌ قدْ جُعِلتُ لها عِمادَا

خبالُ القلْبِ يُذْهِبُهُ خَيالٌ

إذا هو قدْ ألمّ دُجىً وعَادَا

ففي الطيف المُلِمّ لهُ شِفاءٌ

ولكِن جفْنُه ألِفَ السُّهادَا

حديث الوَجْدِ أكْتبُه فأُلْقِي

بصَفْحِ الخدّ من دَمْعي مدَادَا

وكم زمنٍ قطَعْنا في التَّصابِي

حَسِبنا غَيّنا فيهِ رشادَا

تعاطيْنا كؤوسَ الوُدّ تُبْدي

لشمْلِ الأنْسِ جمْعاً واحْتِشادَا

أجَلْناها جِياداً قدْ أقمْنا

بميْدانِ السرُورِ لها طِرادَا

وساحِرَةِ الجفُونِ أرَتْ حُلاها

فلَمْ تَتْرُكْ بلا وجْدٍ فُؤَادا

فَواتِرُ وهْيَ تمْنَحُنا فتوناً

نواعسُ وهْيَ تمْنَعُنا الرُّقادا

فَلولاها لَما هِمْنا غراماً

ولا مِلْنا إلى الذّكْرى ودَادا

ولوْلا ناصِرُ الدّين ابْنُ نَصْرٍ

لما نِلْنا منَ الدنيا مُرادا

ولوْلاه لأوْجَفْنا سِراعاً

رَكائِبَنا نَجوبُ بها البِلادا

وقدْ كُنّا نسيرُ بِلا انثناءٍ

ونتّخِذُ الثّناءَ عليهِ زادا

إلى أنْ جاءَنا وعْدٌ كَريمٌ

أفادَ منَ المَكارِم ما أفادا

فأمْرَعَ بعْدَهُ روْضُ الأماني

وأخصَبَ كلّما رُمْنا مَرادا

ومَنْ أوْفَى بعهْدٍ منك يا مَنْ

تَعاهِدُنا مَكارمُهُ عِهادا

وعبْدُ مقامِكُمْ نظماً ونثراً

أجادَ وعَن سَبيل الجودِ حادَا

وسائِلُهُ لَديْكَ لَها صُعودٌ

ترُدُّ البيضَ والسُّمْرَ الصِّعادا

بها لاقَى خُطوبَ الدّهْرِ دِرْعاً

ويوْمَ الفَخْرِ قلّدَها نِجادا

ستكْسونا الملابِسَ ضافياتٍ

وتُعْطينا المُحَجّلة الوِرادَا

ومازِلنا على عِلْمٍ بأنّا

لذلِك لن نُضامَ ولن نُكادَا

فإن جارَ الزمانُ وراحَ منّا

خضوعاً كيفَ نعْطيهِ قِيادَا

وكيفَ وراحَةُ المَوْلَى ابْنِ نصْرٍ

تزيدُ من النَوالِ مَن اسْتَزادا

تقولُ لمن هَوى منّا خضوعاً

أرى العَنقاءَ تكبرُ أن تُصادَا

إذا سُئِلَ الملوكُ فآل نصْرٍ

بحُورٌ قد أمَدّتْها ثِمادا

ويُوسُفُ للملوكِ غدا إماماً

بما مَلكَتْ أنامِلُهُ جَوَادا

ويوسُفُ قد غَدا بَدراً وبحراً

لديْه لَن نضِلَّ ولن نُذادا

فبَدْرُ هُداهُ لا يَلْقَى مَحاقاً

وبحْرُ نَداهُ لا يخْشَى نَفادا

لقد فاقَ المُلوكَ نَدىً وعِلْماً

فلا مَلكٌ يرومُ لهُ عِنادا

لنُصْرةِ مُلْكِهِ الأعْلَى تجلّتْ

ملائِكُ ترتقي السّبعَ الشِّدادا

لو الأفْقُ اقتدى بحُلَى عُلاهُ

هُدىً وندىً أنارَ سنىً وجادَا

ولوْ صدَرَتْ أوامِرُهُ لأضحَى

مطيعاً أمرَهُ فيما أرادا

فأمْطَى منْ بَوارِقِهِ جِياداً

ووَثَّرَ من كواكبهِ مِهَادا

ومن عَجبٍ نوالُكَ حين يَهْمي

يَزيد الفِكرَ صَيِّبُه اتِّقادا

وكمْ لِعلاكَ من صُنْعٍ جميلٍ

لجسْمِ الدّهْرِ قد أضحى فُؤادا

ولا كالنُّزهَة الغرّاءِ لمّا

لدَيها العِزُّ أصْبَحَ مسْتَفادا

بَوادي الحُسْنِ قد لاحتْ بوادٍ

منَحْناهُ المحبّةَ والوِدادا

فأنواعُ الجمالِ وإن تناهَتْ

حَوَى جمعاً لها وبها انفرادا

بَدا للأُنسِ ربْعاً حين أضحَتْ

ظِباءُ الإنسِ تحْسِبُهُ مَرادا

إذا جالَ النّسيمُ لَدَى رُباهُ

وعادَ حديثَ بهْجَتِهِ أعادا

تثنّى الغُصنُ إذ أثْنَى عليهِ

خَطيبُ الطيْرِ من طَرَبٍ ومادا

بِوادٍ حَلّ مَوْلانا فعمّتْ

ركائِبُهُ الغوائرَ والنّجادا

تَرَى كُلّاً لديْه مِنْ يَديْهِ

يُراوَحُ بالمكارِمِ أو يُغادَى

لقدْ شرّفْتَ مغْناهُ فقُلْنا

بحقٍّ أنْ يسودَ ولنْ يُسادا

ستُثْني بالذي أوْليْتَ فيهِ

بَنو الآمالِ مَثْنَىً أو فُرادَى

وقدْ أوْحَشْتَها حمْراءَ مُلْكٍ

فأبْدَتْهُ خلوصاً واعْتِقادا

كأنّ الرّوحَ قدْ عادَتْ لجسْمٍ

غداةَ احْتَلّها المَوْلَى وعادا

فلُقِّيتَ المُنى ظَعَناً وحَلّاً

وهُنِّئْتَ الثّناءَ المسْتَجادا

إذا نادَى الورَى غرْباً وشرْقاً

إمامَ مُلوكِها كُنتَ المُنادى

بَقيتَ لنَصْرِ دين اللهِ تُعْلي

مَعالِمَهُ دِفاعاً أو جِهادا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أجلها في أباطحها جيادا

قصيدة أجلها في أباطحها جيادا لـ ابن فركون وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي