أجانبها حذارا لا اجتنابا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أجانبها حذارا لا اجتنابا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أجانبها حذارا لا اجتنابا لـ السري الرفاء

أجانبُها حِذاراً لا اجتِنَابا

وأعتِبُ كي تُنازِعنَي العِتابا

وأبعُدُ خِيفَةَ الواشين عنها

لكي أزدادَ في الحبِّ اقترابا

وتأبى عبرتي إلا انسكابا

وتأبى لوعتي إلا التهابا

مرَرْنا بالعقيقِ فكم عقيقٍ

ترقرقَ في محاجرِنا فذابا

ومن مغنىً جعلنا الشوقَ فيه

سؤالاً والدموعَ له جوابا

وفي الكِلَلِ التي غابتْ شموسٌ

إذا شَهِدَتْ ظلامَ الليلِ غابا

حملْتُ لهنَّ أعباءَ التصابي

ولم أَحمِلْ من السُّلوانِ عابا

ولو بَعُدَتْ قِبابُكَ قابَ قوسٍ

من الواشينَ حَيَّينا القِبابا

نَصُدُّ عن العُذَيب وقد رأينا

على ظَمإ ثناياكَ العِذابا

تثِّني البرقِ يُذكِرُني الثَّنايا

على أثناءِ دجلةَ والشِّعابا

فأياماً عَهِدْتُ بها التَّصابي

وأوطاناً صَحِبْتُ بها الشَّبابا

ولستُ أرى الإقامةَ في مَقامٍ

يضُمُّ غرائبَ الحَمْدِ اغترابا

وقد شغلَ النَّدى الألبابَ فيه

فباتتْ تَنظِمُ الكَلِمَ اللُّبابا

رياضٌ كلما سُقِيَتْ سَحاباً

بسَيفِ الدولةِ انتظرَت سَحابا

رحيبُ الصَّدرِ يُنزِلُ آمليهِ

من الأملاكِ أوسعَها رِحابا

ومنشئُ عارضٍ يُذكي التهاباً

على الآماقِ أو يَهمي انسكابا

يُلاقي الرَّاغبين ندَى يديه

برَغبَتِه وإن كانوا رِغابا

إذا انتهبَتْ صوارمُه بلاداً

أعادَتْه مكارمُه نِهابا

ربيبُ الحربِ إن جرَّ العوالي

إلى الهيجاءِ راعَ بها ورابا

تودَّدَها حديثَ السِّنِّ حتى

أشابَ شَواتَها طعناً وشابا

يَعُدُّ حياضَ غَمْرتها عِذاباً

إذا ما عدَّها قومٌ عَذابا

أأبناءَ الصليبِ تواعَدَتْكم

قواضبُ تَنثُرُ الهامَ اقتضابا

إذا طارَتْ مُرفرفةً عليه

عِقابُ الجيش فانتظروا العِقابا

وإن حسرَ الضريبُ مُلاءتَيْه

عن الدَّربين فارتقبوا الضِّرابا

فقد عاق الشتاءُ الحَيْنَ عنكم

وعنه الحربَ فيه والحِرابا

سيُرضي اللهَ ذو سخَطٍ عليكم

يقودُ إليكم الأُسْدَ الغِضابا

تقلَّبَ في بلادِ الرومِ حتى

أمالَ عروشَهم فيها انقلابا

كأنَّ الجوَّ لما انقضَّ فيها

أطالَ عليهم منه شِهابا

فلم يَثْنِ القَنا الخَطِّيَّ حتى

أقادَ بكل ما كَعَبَ كَعَابا

ويومَ البَرقَموشِ كأنّ برقاً

تألَّقَ بالحُتوفِ له فصَابا

سموتَ له وبحرُ الموتِ سامٍ

فلما عبَّ فَرَّجْتَ العُبابا

بِذَبٍّ عن حريمِ الله أربَى

فلم تُتركْ لذي شُطَبٍ ذُبابا

سَلِمْتَ لبيضةِ الإسلامِ ترمي

مراميَها انصلاتاً وانتدابا

وعادَ عليكَ عيدُك ما توارى

جبينُ الشمسِ أو خَرَقَ الحِجابا

وخُذْها كالتهابِ الحَلْيِ تُغْنِي

عن المِصباحِ في اللَّيلِ التِهابا

مُشَعْشَعَةً كأنَّ الطَّبعَ أَجرى

على صَفَحاتِها الذَّهبَ المُذابا

يَكُرُّ لها العَيِيُّ الفكرِ حَوْلاً

ويكبو دونَ غايتِها انكبابا

كذاكَ العَيرُ إمَّا احُتثَّ يوماً

ليدخُلَ في غُبار الطِّرْفِ خابا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أجانبها حذارا لا اجتنابا

قصيدة أجانبها حذارا لا اجتنابا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي