أثرها فدون الرقمتين من الضال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أثرها فدون الرقمتين من الضال لـ عبد الباقي العمري

اقتباس من قصيدة أثرها فدون الرقمتين من الضال لـ عبد الباقي العمري

أثرها فدونَ الرقمتين من الضال

مرابع سعدى جادها كلُّ هطالِ

هفت نسماتُ الشيح في لهواتها

وهبَّ لها التهيام بالطلل البالي

وما فتىءَ الحادي بلحنِ شجونهِ

يجوسُ بها البيداءَ من غير إمهالِ

إلى أن ترامت عن قسيّ نحولها

مبلبلةً أنضادَ وخدٍ وإرقال

تطاردُ في طي الفلاة ظلالها

وتستبقُ الأرواحَ في المهمهِ الخالي

فللَه ما دارت بدارةِ جُلجُلٍ

عشيةَ قوضّنا الخيامَ لترحالِ

وطرّز آفاقَ الدجى ومض بارقٍ

كوشى شذورِ في ذبالةِ عسّالِ

وما هدأت عينُ الغيور وإنما

نجوم العلا ترنو بمقلةِ مفتالِ

بأنّ دواعي الشوقِ حلت شؤونها

وكادت مآقيها بموقفِ إذلالِ

صريعَ الغواني تلكَ نارُ بثينة

أضاءت لنا أم برقُ مبسمها الحالي

فقف في عراص الدار نندبُ رسمها

برنّةِ منبوذِ وأنّةِ مثكالِ

ألم تر أن الصبَّ من حرق النوى

يرومُ محالاً من دوارس أطلال

لك اللَهُ لا يجدي الوقوفُ برسمِها

وهل ينفعُ الالمام بالطللِ البالي

وآخرَ عهدي بالسماوةِ أنها

مراتعُ غزلانٍ ومربضُ أشبال

بحيث الغواني في بروج قبابها

ممنّعةٌ عزت على كلِّ رئبال

إذا لم يهِج شوقي تألّقُ بارقٍ

أهاجَ شجوني طيفُها غبّ أوجال

وفي تالياتِ الليلِ لما تعرضَت

لتوديعنا والبين أسرع قتال

ودون مغانيها الغطاريفُ شرّعت

صدورُ العوالي السمر والشرعُ العالي

فلا وصلَ حتى تُقرعَ البيضُ بالقنا

وتروى دماً من كل أغلبَ جوّال

عتبتُ النوى لو كان يجدي عتابُها

ومن يرتجي الاجداءَ من كف بخّال

فدع يعملات القصدِ ان كنت طالبا

بلوغ الأماني في محطِّ وترحال

تؤمُ حمى شهمٍ تناخُ ببابه

قلوص الاماني في غدوٍّ وآصال

مليك الورى يحيى ابي الفضلِ والندى

أغرِّ السجايا واضح المجدِ بذال

يضيقُ على ورّادهِ كلُّ منهجٍ

فتوسعهُم بذلاً عطاياهُ في الحال

تساير زهرَ الافق في طرقِ العلى

مساعيه حتى يهتدي كلُّ ضلّال

جلا غيهَب الأشكال ثاقِبُ رأيهِ

بفكر ورى الزند من غير أخلال

همام ثرى أدنى مآثر فضلهِ

نهايةَ أربابِ المحامدِ والقال

له رتبٌ فوق الدراري مناطها

تعِزُّ مراقيها على كل مفضال

أخو كلم لا يستطاعُ دراكُها

أدارت على اسماعِنا كأسَ جريال

إذا ما امروءً وافاهُ في حلّ مشكلٍ

يجليه من قبلِ التوقُّعِ في البال

يبيتُ واسد الغابِ تبكي قلوبُها

جلالاً ويضحي جارَه ناعمَ البال

أحدُّ من البيضِ الرقاقِ عزائِما

وامضى يراعا من شبا كلِّ نصّال

من الزائدينَ الروع والخطبُ فادح

وافئدةُ الآسادِ ترقُص كالآل

مصابيح غرّ الروع والخطبُ فادح

وأفئدةُ الآساد ترقُص كالآل

بهم حادثاتُ الدهرِ يؤمُن فكرُها

غداةَ العدا ترمي بخطبِ وأهوال

فمن كلِّ صنديدٍ بنى اللَه مجدهُ

على باذخٍ في ذروة المجد محلال

سما بمعال لا تضاهى وسؤددٍ

ومدّ على الآفاقِ فسطاط إجلال

أصدرَ ملوكِ الأكرمينَ ومن به

تلوذُ بنو العلياءِ من غير إشكال

بأيامك الخضراء زاد ابتهاجُها

وعادت بحمد اللَهِ راتقة الحال

وأسفر بالأسعاد بعد قطوبه

جبين الأماني عن أسرّة اقبال

فأنت لهذا الملك وردٌ على الظما

وكاليسر وافى بعد عشرٍ واقلال

وأنت الفتى الوضّاح اصلا ومحتدا

وفرعاً كريم الجد والعم والخالِ

فدونكَ من عقيان نظمي قلائدا

كما ابتسمت عن ثغرها ربَّة الخال

وجُد بالتقاضي عن قصوري فمن يفي

بوصفِ معاليك العظام بأقوال

ودم راقياً في رفرفِ الشرفِ الذي

تسربل منه المجدُ أشرفَ سربال

مدى الدهرِ ما الفورى انشا قصائداً

لعلياكَ من نظمِ الثنا الواضح القال

شرح ومعاني كلمات قصيدة أثرها فدون الرقمتين من الضال

قصيدة أثرها فدون الرقمتين من الضال لـ عبد الباقي العمري وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن عبد الباقي العمري

عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي. شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد. وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي) . له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و (نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر) ، و (نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و (أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.[١]

تعريف عبد الباقي العمري في ويكيبيديا

عبد الباقي افندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث انه من ابرز ما انجبت الاسرة العمرية الشهيرة في العراق ومن أشهر رجالات هذه الاسرة في مجالي السياسة والأدب. ولد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ولي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و (منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي)، وحينما شغل العمري وظيفة الكتخدائية أختار من اعيان الموصل وفداً رأسه بنفسه ووفد به على داود باشا والي بغداد يلتمسه في تولية يحيى باشا، وكان داود باشا والي بغداد معروفا بالأبهة والكبرياء مايملأ مراجعيه وزائريه هيبة وخوفاً، حتى في يوم الجمعة وهو يوم جلوسه لاستقبال الضيوف وأكثر من ذلك فقد نقل عن مدى تأثير جبروته وغلظته على زائريه أنهم لم يجرؤوا على تناول القهوة التي تقدم في مجلسه. وعلى وضعية هذا الوالي المليئة بالمهابة. دخل عليه الوفد الموصلي برئاسة الشاعر العمري وجلس بجانب الوالي وتناول قهوته التي قدمت له من دون أن تؤثر هيبة الوالي عليه. وبعد أن استفسر الوالي حاجته. اجابه بالبيتين التاليين: يامليك البلاد منيتي حاشاك..... مثلي يعود منك كسيرا أنت هارون وقته ورجائي..... أن أرى في حماك يحيى وزيرا فاعجب الوالي بموقفه ولباقته وجمال توريته فأصدر أمره برفع الطلب إلى السلطان العثماني للموافقة عليه، ولما تميز به الشاعر عبد الباقي من ذكاء ومهارة سياسية وإدارية فضلا عن مهارته الأدبية التي اهلته لتقلد، ومنذ فترة مبكرة من سني حياته منصب كتخدا ولاية الموصل في عهد الوالي يحيى باشا الجليلي وله في الوزير يحيى باشا الجليلي ديوان من الشعر وهو الديوان المسمى نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى. وعبد الباقي العمري هو ابن عم قاسم باشا العمري الذي قاد أول ثورة شعبية ضد الدولة العثمانية في العراق انتهت بمصرع الوالي المعين من قبلها في الموصل وتنصيبه واليا على الموصل، ومن ثم قيادته للحملة العسكرية الموجهة لاسقاط داود باشا والي بغداد وانهاء حكم المماليك في العراق، حيث رافق عبد الباقي العمري ابن عمه قاسم باشا في هذه الحملة وتولى قيادتها بعد مقتله ولحين وصول الجيش الذي يقوده علي رضا باشا اللاز والي حلب، حيث قتل قاسم باشا بعد دخوله بغداد وتنصيبه واليا عليها بفترة قصيرة. وعبد الباقي العمري هو شقيق محمود منيب الذي تولى تربية وتوجيه الملا عثمان الموصلي بعد ان كف بصره وفقد والديه وهو طفل صغير. وعبد الباقي العمري هو عم أحمد عزت باشا العمري الفاروقي رئيس تحرير جريدة الزوراء وهي أول صحيفة عراقية صدرت في عهد الوالي مدحت باشا، والذي شغل منصب متصرف في شهرزور، ثم متصرفا في الأحساء ثم متصرفا في تعز في اليمن. ثم عاد ليقيم في الاستانة مشتغلا بالعلم والأدب ونظم الشعر والتأليف، ومن مؤلفاته كتاب الطراز الانفس في شعر الاخرس. والشاعر عبد الباقي العمري هو أيضا عم والد سامي باشا العمري الفاروقي ابن علي الرضا، عضو مجلس الأعيان العثماني، والملحق العسكري العثماني في برلين، وقائد الحملة العثمانية (الحملة الحورانية) على جبل الدروز في سوريا، وقائد الحملة العثمانية على الكرك في الأردن، ووالي المدينة المنورة لاربع سنوات (1320هـ - 1324هـ)، وقائد الحملة العثمانية التي جهزتها الدولة العثمانية لمحاربة ابن سعود. وعبد الباقي العمري هو جد رشيد العمري متصرف لواء الرمادي في اواخر عهد الدولة العثمانية، وعبد الباقي العمري هو والد جد ناظم العمري صاحب الندوة العمرية في الموصل وعضو اللجنة التنفيذية للدفاع عن عروبة الموصل ضد محاولات ضمها إلى تركيا عام 1925 (وهي لجنة منتخبة من قبل اهالي ووجهاء الموصل كلفت بالدفاع عن عروبة الموصل وعراقيتها). ومن انجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين ويعد الشاعر عبد الباقي العمري من ابرز الشعراء في مدح آل البيت رضوان الله عليهم حيث اجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن ابرز قصائده في هذا المجال قصيدته الشهيرة في مدح الخليفة الراشد علي بن أبي طالب والتي مطلعها: أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا _ ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا_ سمتك امُك بنت الليث حيدرةً _ اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا_ وأنت حيدرة الغاب الذي اسد البرج _ السماويِ عنه خاسئاً رجعا_ وأنت باب تعالى شأنُ حارسه _ بغير راحة روح القدس ما قُرعا وللعمري قصائد غزل عذبة تمور بالرقة والشاعرية، إضافة إلى كتابته أكثر من موشح غني بالصور والظلال وفرح الألوان في الطبيعة المتألقة المتفتحة، وهي موشحات تحتفي بالحياة وتمجد الجمال. وكان له مجلس في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، وله مخاطبات ادبية وشعرية رقيقة مع ادباء وشعراء النجف الاشرف، وهو أول من أطلق لقب (الملائكة)، على عائلة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوانه المعروف ب (الترياق الفاروقي) والذي طبع طبعتين في مصر وطبع طبعة أخرى على مطابع النعمان في النجف الاشرف، ولقد ترجم له الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه نهضة العراق الأدبية بطبعتيه الأولى والثانية ترجمة وافية إضافة إلى تراجم أخرى كثيرة لكتاب اخرين. وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]». خلف عبد الباقي العمري ثلاثة من الأبناء الذكور هم كل من (سليمان فهيم) و (حسين حسني) و (محمد وجيهي)، هاجر اثنان منهم إلى مصر وهم كل من حسين حسني ومحمد وجيهي وشغلا هناك مناصب مهمة في مصر الخديوية منها متصرفية حلوان وانقطعت ذريتهم هناك، وكان آخر من تبقى من ذريتهم هناك السفير محمد طاهر العمري سفير مصر في الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، اما سليمان فهيم فقد بقي في العراق وتقطن ذريته حاليا في مدينة الموصل ويعدون من ابرز اعيانها ويمتهن معظمهم زراعة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها هناك. ومن عائلته (ياسين ابن خير الله العمري) المتوفى بعد سنة 1235هـ/ 1818م، وهو أحد المؤلفين المشهورين في الموصل. حيث قام الدكتور بدري محمد فهد بتحقيق كتابه (منهج الثقات في تراجم القضاة) وطبع في دار الغرب الإسلامي عام 2010.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي