أترى جازعا وأنت صبور

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أترى جازعا وأنت صبور لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة أترى جازعا وأنت صبور لـ خليل مطران

أَتُرَى جَازِعاً وَأَنْتَ صَبُورُ

إِنَّ خَطْباً أَكْبَرْتَهُ لَكَبِيرُ

ثَكِلَتْ مِصْرُ مَنْ جَزِعَتْ عَلَيْهِ

ثُكْلَ أُمٍّ فقَلْبُهَا مَفْطُورُ

لاَ يُبَرِّح بِكَ الأَسَى فإِذا الْعَزْ

مُ الذِي كَانَ قَاهِراً مَقْهورُ

وَعَظِيمُ الرِّجَالِ تَعْلمُ مَنْ جَلَّ

عَلَى قَدْرِ مَا تَجِلُّ الأُمُورُ

هَكَذا هَكذَا الْوُجُودُ وَمَا الأَرْ

وَاحُ إِلاَّ الصَّبَا وَإِلاَّ الدَّبُورُ

وحَيَاةُ اللَّبِيبِ أَسْرٌ فهَلْ يُرْ

ثَى لهُ حِينمَا يُفَكُّ الأَسِيرُ

مَا اجْتِرَائِي عَلَى الْوزِيرِ المُعَلَّى

بِعِظاتِي وَهْوَ الْحَكِيمُ البَصِيرُ

وَهُوَ النَّابِهُ الَّذِي اسْتَشْرَف الغَيْبَ

فأَبْدَتْ لَهُ الْخَفَايَا السُّتُورُ

أَبَنِي الرَّاحِلِ العَزِيزِ إِذَا لَمْ

تَمْلِكُوا النَّفْسَ فَالمصابُ خَطِيرُ

رَحِمَ اللهُ مَن قَضَى إِنَّ مَن

تَبْكُونَ بِرّاً لَخَاِلدٌ مَبْرُورُ

رَجُلٌ كَانَ فِي اعْتِكَارِ الدَّيَاجِي

نَيِّراً يَهْتَدِي بِهِ المُسْتَنِيرُ

جَمَعَ الحِلمَ وَالنَّدَى فَهْوَ سَمْحٌ

مَا يَثَاءُ الكَمَالُ وَهْوَغَفُورُ

هِمَّةٌ لاَ تَنِي وَقلْبٌ خَفُوقٌ

لِلعُلَى لاَ يَهِي وَلاَ يَسْتَطِيرُ

وَافِرُ المَحْمَدَاتِ فِيهِ خلاَلٌ

غَيْرُهُ بِالأَقَلِّ مِنهَا فخورُ

مُوشِكٌ فِي تَوَاضُعِ النَّفْسِ أَنْ

يُسْرِفَ لَولاَ جَلاَلُهُ المَوْفُورُ

خُلُقٌ فِي دِمائِكُمْ يَتَمَشَّى

مِن قِديمٍ وَإِنَّهُ لُطَهُورُ

يَسْتَوِي فِيهِ زَارِعٌ وَطَبِيبٌ

وَأَدِيبٌ وَنَائِبٌ وَوَزِيرُ

إِنَّ كَفْراً يُدْعى مُصَيْلِحَة

سَمَّاهُ لاَ شَكَّ أَلْمَعِيٌّ خَبِيرُ

لَيْسَ بِدْعاً وَفِي المَكَانِ صَلاحٌ

أَنْ يُرَاعَى فِي اسْمِ المَكانِ النَّظِيرُ

ساسَهُ شيْخُكُمْ بِحَزْمٍ وَعَزْمٍ

فَغَدا وَهْوَ بِالنَّدى مغْمُورُ

جَعَلَ القَومَ إِخْوَةً يَكْثُرُ

الخَيرُ فِيهِمْ وَيَنْدُرُ الشِّرِّيرُ

حَبَّبَ السَّعَي فِي الحَيَاةِ إِلَيهِم

فَإِذَا هُمْ وَلَيْسَ فِيهِم فَقِيرُ

بَاذِلاً نُصْحَهُ مُشِيراً بِمَا فِيهِ

فَلاَحٌ نِعْمَ النَّصِيحُ المُشِير

مَانِحاً هَمَّهُ مُهِمَّتَهُ تِلكَ

وَقَد يُصْلِح الكَثِيرُ اليَسِيرُ

مَصْلِحُ الكِفْرِ مُصْلِحُ القطْرِ هَلِ

مصْرُ لَعَمْرِي إِلاَّ قُرىً وكفورُ

إِنْ يُعَظَّمْ شأْن الحَواضِرِ إِجْحَافاً

فمَا الشَّأْنُ فِي الضيَاعِ صَغِيرُ

رب حيٍّ أَوْلَى التَّقدُمَ حَيّاً

وَله فِي الظوَاهِرِ التَّأْخِيرُ

غاِلبُ الضَّيْرِ مَا يَجِيءُ مِنَ المدْ

نِ وَنزْر مِنَ القرى ما يَضِير

إِنَّ بُعْداً عَنْ كُل حَشْدٍ مُقِيمِينَ

لتَقْوَى وَرَاحَةٌ وَسُرُورُ

لَو أَعَزَّ المُقَامَ قَرْب مِنَ النَّا

سِ إِذَنْ هَانَ فِي الجِبَالِ ثِبيرُ

أَوْ أَتى الطُّورَ فِي الجَمَاهِيرِ موسى

مَا زكتْ نَارُهُ وَلا لاحَ نُورُ

إِنَّمَا نُزِّلَتْ علَيهِ انفِراداً

كَلِمَاتُ الهُدَى فكَانَ الطُّورُ

هَكذَا سَادَ رَبْعَهُ وَرَعاهُ

ذِلكَ السيدُ الحَصِيفُ الوَقورُ

فَهْوَ فِيهِ الأَبُ الحَبِيبُ إِلَى

كُل امِريءٍ وَالمؤدِّبُ المُشكُورُ

طَاولَ النَّجْمَ عِزُّهُ وَعَلَى قَرْ

يَتِهِ كلُّ أَمِرِه مَقْصورُ

عفَّ عَنْ بَسْطَةٍ وَلَو دَبَّرَ

الملكَ لَما جَازَ وُسْعَهُ التَّدْبِيرُ

غَايَةُ النُّبلِ فِي الفِعَالِ صِغاراً

وَكباراً أَلاَّ يكونَ قُصُورُ

ذَاكَ مَنْ قَدْ عَلِمتُ فِي ذَاتِهِ

وَالفَضلُ فِي آلِهِ الكِرَامِ كَثِيرُ

مَاتَ مِن قبْلِهِ حُسَيْنٌ وَلمْ

يَعْدِلْهُ قَاضٍ حُرٌّ نَزِيهٌ قَدِيرُ

وعَلِيٌّ لَو ظلَّ وَهْوَ يُديرُ

الحُكْمَ مَا فَاقَهُ الغَدَاةَ مُدِيرُ

دَعْهُمَا وَاذكُرِ البَنِينَ لَقَد عا

شَ فَقِيدٌ بِوُلْدِهِ مَذْكُورُ

حَبَّذَا الفِتْيَةُ العُلَى مِن مَصَا

بِيحِ نُبُوغٍ يَرُوعُ مِنهَا الزُّهورُ

كلُّ نَجمٍ مِلءُ العُيُونِ ظهُوراً

بِسَنَاهُ وَمَا مُنُاهُ الظُّهُورُ

مَنْ كَعَبْدِ الْعَزِيزِ طَلاَّعَ أَنْجَا

دٍ صِعابٍ إِذَا دَعَاهُ الضَّمِيرُ

لاَ يُبَارِي ذَاكَ الذَّكَاءَ ذَكَاءٌ

لاَ وَلاَ ذِلكَ الشُّعُورَ شُعُورُ

هُوَ يَومَ الفَخَارِ طِفْلٌ وَدِيعٌ

وَهْوَ يَومَ الحِفَاظِ لَيثٌ هَصُورُ

مَا لِحَيٍّ فِي حُبِّ دَارٍ تُفَدَّى

قَلبُهُ الصَّادِقُ الوَفِيُّ الَغُيورُ

حَسْبُهُ أَنهُ بِإِجْمَاعِ مِصْرٍ

صَوْتُ مِصْرٍ وَسَيْفُهَا المَشْهُورُ

فَعَزَاءً آلَ الفَقِيدِ فمَا لِلحَيِّ

إِلاّ هَذَا المَصِيرُ مَصِيرُ

إِنَّ ذاكَ الَّذِي تُعَزَّوْنَ فِيهِ

لَيُعَزَّى فِيهِ التُّقَى وَالخَيرُ

لَقِيَ اللهُ غَيرَ بَاغٍ فَفِي الدُّنَيا

نَحِيبٌ وَفِي الجِنَانِ حُبُورُ

عُمَرٌ غَيرُ غَائِبٍ وَحِماهُ

بِبَنِيهِ مِنْ بَعْدِهِ معْمُورُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أترى جازعا وأنت صبور

قصيدة أترى جازعا وأنت صبور لـ خليل مطران وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي