أتراك تسمع للحمام الهتف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أتراك تسمع للحمام الهتف لـ البحتري

اقتباس من قصيدة أتراك تسمع للحمام الهتف لـ البحتري

أَتُراكَ تَسمَعُ لِلحَمامِ الهُتَّفِ

شَجواً يَكونُ كَشَجوِكَ المُستَطرَفِ

لِلَّهِ حِلمٌ يَومَ بُرقَةِ ثَهمَدٍ

يَهفو بِهِ بَينُ الغَزالِ الأَهيَفِ

أُنسٌ تَجَمَّعَ ثُمَّ بَدَّدَ شَملَهُ

شَملٌ مِنَ الأُلّافِ غَيرِ مُؤَلَّفِ

وَلقَد وَقَفتُ عَلى الرُسومِ فَلَم أَجِد

عَتَباً عَلى سَنَنِ الدُموعِ الذُرَّفِ

وَسَأَلتُها حَتّى اِنجَذَبتُ فَلَم تُصِخ

فيها لِدَعوَةِ واقِفٍ مُستَوقِفِ

دِمَنٌ جَنَيتُ بِها الهَوى مِن غُصنِهِ

وَسَحَبتُ فيها اللَهوَ سَحبَ المُطرَفِ

فَلأُجرِيَنَّ الدَمعَ إِن لَم تُجرِهِ

وَلأَعرِفَنَّ الوَجدَ إِن لَم تَعرِفِ

وَأَنا المُعَنَّفُ في الصَبابَةِ وَالصِبا

وَعَلَيهِما إِن كُنتَ غَيرَ مُعَنَّفِ

عَجِبَت لِتَفويفِ القَذالِ وَإِنَّما

تَفويفُهُ لَو كانَ غَيرَ مُفَوَّفِ

هَلّا بَكَيتِ وَقَد رَأَيتِ بُكاءَهُ

وَدَنِفتِ حينَ سَمِعتِ شَجوَ المُدنَفِ

أَقسَمتُ بِالشَرَفِ الَّذي شَهِدَت لَهُ

أُدَدٌ وِراثَةَ يوسُفٍ عَن يوسُفِ

وَبَهَولِ إيعادِ الهِزَبرِ فَإِنَّهُ

قَصَفَ العَدُوَّ بِرَعدِهِ المُتَقَصِّفِ

لَيُصبِحَنَّ الرومُ جَيشٌ مُغمِدٌ

لِلصُبحِ في رَهَجانِهِ المُتَلَفِّفِ

يَسوَدُّ مِنهُ الأُفقُ إِن لَم يَنسَدِد

وَتَمورُ فيهِ الشَمسُ إِن لَم تَكسِفِ

لَو أَنَّ لَيلى الأَخيَلِيَّةَ شاهَدَت

أَطرافَهُ لَم تُطرِ آلَ مُطَرِّفِ

خَيلٌ كَأَمثالِ الرِماحِ وَفِتيَةٌ

مِثلَ السُيوفِ إِذا دُعينَ لِمَشرَفِ

زُهرٌ إِذا اِلتَهَبَت بِهِم شُعلُ الظُبا

عَطَفوا عَلى أولى القَنا المُتَعَطِّفِ

يَهديهِمِ الأَسَدُ المُطاعُ كَأَنَّهُ

عِندَ اِجتِماعِ الجَحفَلِ المُتَأَلِّفِ

عَمرُو القَنا في مَذهِجٍ أَو عامِرٌ

في طَيِّئٍ أَو حاجِبٌ في خِندِفِ

كَاللَيثِ إِلّا أَنَّ هَذا صائِلٌ

بِمُهَنَّدٍ ذَرِبٍ وَذاكَ بِمِخصَفِ

ثَبتُ العَزيمَةِ مُصمَتُ الأَحشاءِ في

أَهوالِ ذاكَ العارِضِ المُتَكَشِّفِ

مُستَظهِرٌ بِذَخيرَةٍ مِن رَأيِهِ

يُمضي الأُمورَ وَبَحرُها لَم يُنزَفِ

إِلّا يَكُن كَهلَ السِنينَ فَإِنَّهُ

كَهلُ التَجارِبِ في ضَجاجِ المَوقِفِ

تَبدو مَواقِعُ رَأيِهِ وَكَأَنَّها

غُرَرُ السَوابِقِ مِن يَفاعٍ مُشرِفِ

وَإِذا اِستَعانَ بِخَطرَةٍ مِن فِكرِهِ

عَنَنٍ فَسِترُ الغَيبِ لَيسَ بِمُسجِفِ

وَإِذا خِطابُ القَومِ في الخَطبِ اِعتَلى

فَصَلَ القَضِيَّةَ في ثَلاثَةِ أَحرُفِ

في كُلِّ دَربٍ قَد أَباتَ جِيادَهُ

تَهوي هُوِيَّ جَنادِبٍ في حَرجَفِ

جازَت عَلى الجَوزاتِ وَانكَدَرَت عَلى

ظَهرٍ مِنَ الصَفصافِ قاعٍ صَفصَفِ

صَبَّحنَ مِن طَرَسوسَ خَرشَنَةَ الَّتي

بَعُدَت عَلى الأَمَلِ البَعيدِ الموجِفِ

وَتَرَكنَ ماوَةَ وَهيَ مَأوىً لِلصَدى

مَشفوعَةً بِصَدى الرِياحِ العُصَّفِ

وَعَلى قُذاذِيَةَ اِنحَطَطنَ بِرايَةٍ

أَوفَت بِقادِمَتي عُقابٍ مُنكَفِ

جُزنَ الخَصِيَّ وَقَد تَقَحَّمَ طالِباً

ثَأرَ الخَصِيَّ بِرَكضِ جَدٍّ مُقرِفِ

بَهَتَتهُ أَهوالُ الوَغى فَلَوَ اَنَّهُ

عَينٌ لِشِدَّةِ رُعبِهِ لَم تَطرِفِ

يا يوسُفَ بنَ مُحَمَّدٍ ما أَحمَدَ ال

رومَ اِنصِلاتَكَ بِالحُسامِ المُرهَفِ

وَدّوا وِداداً لَو جَدَعتَ أُنوفَهُم

جَدعُ الرُؤوسِ خِلافُ جَدعِ الآنُفِ

خَطَبَت إِلَيكَ السِلمَ رَبَّةُ مُلكِهِم

لَو كانَ يُطلَبُ نائِلٌ مِن مُسعِفِ

وَكَأَنَّني بِكَ قَد أَتَيتَ بِعَرشِها

وَالسَيفُ أَسرَعُ هِبَةً مِن آصِفِ

أَنزَلتَ بِالإِنجيلِ ثُمَّ بِأَهلِهِ

ذُلّاً أَراهُم عِزَّ أَهلِ المُصحَفِ

أَسخَطَتهُ بِالبارِقاتِ وَإِنَّما

أَرضَيتَهُ لَو كانَ غَيرَ مُحَرَّفِ

فَتحٌ سَبَقتَ بِهِ الفُتوحَ فَجاءَ في

ميلادِ مُلكِ العاشِرِ المُستَخلَفِ

يَومَ مَحا عَن أَسوَدانَ سَوادَ ما

فَعَلَ النَبِيُّ بِكَعبٍ بنِ الأَشرَفِ

لَيُكافِئَنَّكَ عَن كِفايَتِكَ الَّتي

كانَت أَمانَ الدينِ بَعدَ تَخَوُّفِ

أَكَّدتَ بَيعَتَهُ وَلَم تَركَن إِلى

جَدَلِ السَفيهِ وَلا كَلامِ المُرجِفِ

أُيِّدتَ بِالحَظِّ الَّذي لَم يُنتَقَض

وَنُصِرتَ بِالفِئَةِ الَّتي لَم تَضعُفِ

كَرَماً دَعَتكَ بِهِ القَبائِلُ مُسرِفاً

ما مُسرِفٌ في المَكرُماتِ بِمُسرِفِ

جَدٌّ كَجَدِّ أَبي سَعيدٍ إِنَّهُ

تَرَكَ السَماكَ كَأَنَّهُ لَم يُشرِفِ

قاسَمتَهُ أَخلاقَهُ وَهيَ الرَدى

لِلمُعتَدي وَهِيَ النَدى لِلمُعتَفي

فَإِذا جَرى مِن غايَةٍ وَجَرَيتَ مِن

أُخرى التَقى شَأواكُما في المَنصِفِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أتراك تسمع للحمام الهتف

قصيدة أتراك تسمع للحمام الهتف لـ البحتري وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي