أبيت وبي وجد حرارته تعلو

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبيت وبي وجد حرارته تعلو لـ العشاري

اقتباس من قصيدة أبيت وبي وجد حرارته تعلو لـ العشاري

أَبَيت وَبي وَجد حرارته تَعلو

وَدَمع لَهُ في عارِضي عارض وَبل

وَأطوي عَلى جَمر وَأغضي عَلى قَذى

وَأشغل أَعضائي وَقَلبي لَهُ شغل

إِذا اللَيل وافى ضقت ذرعاً إِلى الحِمى

وَفاضَت شُؤون لَيسَ يَعقلها عَقل

حَداني إلى الزَوراء شَوق مبرح

فَماذا الَّذي حَدثت عَن حالها سَهل

إِذا ما نبت دار السَلام بِأَهلها

فَلا جَبل يؤوي الكِرام وَلا سَهل

وَإِن كسفت شَمس البِلاد وَبَدرها

فَلَيسَ لَنا في نجمها مَنزل يَعلو

وَإِن قلص الظل الَّذي في جنابها

فَأَين مِن الرَمضاء في غَيرِها ظل

وَإِن نَضب الماء الغَمير بِأَرضها

فَأي شَراب في سِواها لَنا يَحلو

مصاب عراها لا أصيبت بِأَهلها

فَإنهم للمكرمات بِها أَهل

ديار بِها نيطت علي تَمائمي

قَديماً وَلي فيها نَما الفرع وَالأَصل

بِها سكني في ربعها الخصب ناقتي

بِها جملي يَرغو بِها قيمتي تَغلو

ألا لَيت شعري هَل أراني بربعها

مُقيماً وَبالأحباب يَجتمع الشَمل

وَهَل التقي بِالأَهل مِن بَعد فرقة

فلي عندها في كُل ناحية أَهل

وَهَل روضها يَخضر بَعد ذُبوله

وَيَهوي عَلى أَوراقه الغَيث وَالطل

وَهَل ظبيات الكرخ يَخرجن شَرعاً

وَدون حِماهن الأَسنة وَالنَصل

وَهَل أَسمع الداعي وَقَد حَلَق الدُجى

يُؤذن وَالتالي بِأَوراده يَتلو

وَهَل أَنا في يَوم العُروبة قاصد

لِحَضرة محيي الدين دامَ لَهُ الفَضل

وَهَل تَنثَني تِلكَ المَعالم وَالربى

وَفَوقَ ذراها العز وَالكَرَم الجزل

وَكَم فتية فَروا مِن المَوت ضلة

وَما ظعنوا في السَير عَنهُ وَقَد كلوا

أَمن قَدر الرَحمن يجدي فرارهم

فَأَوله سقم وَآخره قَتل

فَقُل لِمُقيم صابر فُزت بِالعُلى

وَلِلمُدعي هَيهات ما الكحل الكحل

يَهون عَلينا ما لَقيتم مِن الأَذى

وَلَكن عقد اللَه لَيسَ لَهُ حَل

فَيا رب باسم الذات وَالحكمة الَّتي

بِها تَظهر الأَشياء وَالعدم الأَصل

بِنور جَمال أَشرَق الكَون عِنده

وَعز جَلال دُونهُ أحجم العَقل

بِقدرتك العُظمى بِأَوصافك العُلى

بِأَسمائك الحُسنى لَها الأَخذ وَالبَذل

بسر عُلوم في عِبادك أودعت

وَما أَنتَ مُختص بِأَعلاه مِن قَبل

بِفَضل كَلام جاءَ في الوَحي منزلا

تَلقته عَن مَأمونه السادة الرُسل

بِأَملاكك السامين في العَرش وَالسما

وَلَيسَ لَهُم إِلا بِطاعتهم شُغل

وَبِالأَنبياء الكُل من أنذروا الوَرى

فَفي بَعثهم جُزء الهداية وَالكل

وَبِالمُصطَفى ختم الرِسالة من لَهُ

إِذا قَطَعَ الخَلق التَقدم وَالوَصل

حَبيبك مَن أَكرَمتَهُ بِشَفاعة

عَلى كُل مَن في الحَشر عَم بِها البَذل

بِأَصحابه مَن جاهَدوا بِنُفوسِهم

وَما صَدهُم عَن ذاكَ مال وَلا أَهل

وَبِالأَولياء التابعين لِهَديه

وَأَتباعهم مَن في رُبوع التُقى حلوا

تول لَنا دار السَلام وَأَهلها

بِلُطفك وَأرحمهم فَقَد ثقل الحمل

وَعاملهم بِالعَفو وَارحم شُيوخَهُم

وَأَطفالهم فَالشَيخ قَد آب وَالطفل

وَباء وَطاعون وَما ثم مَلجأ

سِواكَ وَأَنتَ الراحم الحكم العَدل

وَيا غارة اللَه أَسرِعي لِخَلاصِهم

مِن القهر فَالرَحمَن مِن شَأنِهِ الفَضل

وَيا غارة اللَه اِجعَلي كُل وَاحد

بِحصنك قَد غارَ العَدو وَهُم عزل

وَيا غارَة اللَه انصريهم وَبددي

جموع العِدى عَنهم فمقت العِدى سَهل

أَلا فاستجب واسمع نِدائي فَإِنني

دَعَوتك وَالأَجفان في سَحها هطل

وقابل سُؤالي بِالإِجابة سيدي

فَما خابت الشَكوى لديك وَلا السؤل

وصل وسلم كُل يوم وَساعة

عَلى المُصطفى مِن ذكره للوَرى يَحلو

وَآل وَأَصحاب هُم أَنجم الهُدى

فَما فَوقَهُم فَوق وَلا مثلهم مثل

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبيت وبي وجد حرارته تعلو

قصيدة أبيت وبي وجد حرارته تعلو لـ العشاري وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن العشاري

هـ / 1737 - 1780 م حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس البغدادي الشافعي نجم الدين أبو عبد الله. يعود أصله إلى العشارة وهي بلدة تقع على ضفة نهر الخابور وكانت تابعة في العهد العثماني إلى لواء دير الزور، ولد وتعلم ببغداد، وفي تاريخ ولادته خلاف إذ وجد رسالة كتبها باسم والي بغداد إلى الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفى سنة 1165هـ‍ وهي بالتالي تناقض التاريخ الذي ذكره المرادي أنه ولد سنة 1150هـ‍. وكان من أساتذته الشيخ جمال الدين عبد الله ابن حسين السويدي البغدادي المتوفى سنة 1174 هـ‍ وولده الشيخ عبد الرحمن السويدي المتوفى سنة 1200هـ‍ وكان خطه جميلاً نسخ به كثيراً من الكتب. له: (حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر الهيتمي) ، (حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه) ، (رسالة في مباحث الإمامة) ، (ديوان الشعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي