أبيت كأني للصبابة صاحب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبيت كأني للصبابة صاحب لـ أبو فراس الحمداني

اقتباس من قصيدة أبيت كأني للصبابة صاحب لـ أبو فراس الحمداني

أَبيتُ كَأَنّي لِلصَبابَةِ صاحِبُ

وَلِلنَومِ مُذ بانَ الخَليطُ مُجانِبُ

وَما أَدَّعي أَنَّ الخُطوبَ تُخيفُني

لَقَد خَبَّرَتني بِالفِراقِ النَواعِبُ

وَلَكِنَّني مازِلتُ أَرجو وَأَتَّقي

وَجَدَّ وَشيكُ البَينِ وَالقَلبُ لاعِبُ

وَما هَذِهِ في الحُبِّ أَوَّلَ مَرَّةٍ

أَساءَت إِلى قَلبي الظُنونُ الكَواذِبُ

عَلَيَّ لِرَبعِ العامِرِيَّةِ وَقفَةٌ

تُمِلُّ عَلَيَّ الشَوقَ وَالدَمعُ كاتِبُ

فَلا وَأَبي العُشّاقِ ما أَنا عاشِقٌ

إِذا هِيَ لَم تَلعَب بِصَبري المَلاعِبُ

وَمِن مَذهَبي حُبُّ الدِيارِ لِأَهلِها

وَلِلناسِ فيما يَعشَقونَ مَذاهِبُ

عَتادي لِدَفعِ الهَمِّ نَفسٌ أَبِيَّةٌ

وَقَلبٌ عَلى ماشِئتُ مِنهُ مُصاحِبُ

وَجُردٌ كَأَمثالِ السَعالى سَلاهِبٌ

وَخَوصٌ كَأَمثالِ القَسِيِّ نَجائِبُ

تَكاثَرَ لُوّامي عَلى ما أَصابَني

كَأَن لَم تَكُن إِلّا لِأَسري النَوائِبُ

يَقولونَ لَم يَنظُر عَواقِبَ أَمرِهِ

وَمِثلِيَ مَن تَجري عَليهِ العَواقِبُ

أَلَم يَعلَمِ الذُلّانُ أَنَّ بَني الوَغى

كَذاكَ سَليبٌ بِالرِماحِ وَسالِبُ

وَإِنَّ وَراءَ الحَزمِ فيها وَدونَهُ

مَواقِفَ تُنسى دُنَهُنَّ التَجارِبُ

أَرى مِلءَ عَينَيَّ الرَدى فَأَخوضُهُ

إِذِ المَوتُ قُدّامي وَخَلفي المَعايِبُ

وَأَعلَمُ قَوماً لَو تَتَعتَعتُ دونَها

لَأَجهَضَني بِالذَمِّ مِنهُم عَصائِبُ

وَمُضطَغِنٍ لَم يَحمِلِ السِرَّ قَلبُهُ

تَلَفَّتَ ثُمَّ اِغتابَني وَهوَ هائِبُ

تَرَدّى رِداءَ الذُلِّ لَمّا لَقيتُهُ

كَما تَتَرَدّى بِالغُبارِ العَناكِبُ

وَمِن شَرَفي أَن لايَزالُ يُعيبُني

حَسودٌ عَلى الأَمرِ الَّذي هُوَ عائِبُ

رَمَتني عُيونُ الناسِ حَتّى أَظُنُّها

سَتَحسُدُني في الحاسِدينَ الكَواكِبُ

فَلَستُ أَرى إِلّا عَدُوّاً مُحارِباً

وَآخَرَ خَيرٌ مِنهُ عِندي المُحارِبُ

هُمُ يُطفِؤونَ المَجدَ وَاللَهُ موقِدٌ

وَكَم يَنقُصونَ الفَضلَ وَاللَهُ واهِبُ

وَيَرجونَ إِدراكَ العُلا بِنُفوسِهِم

وَلَم يَعلَموا أَنَّ المَعالي مَواهِبُ

وَهَل يَدفَعُ الإِنسانُ ماهُوَ واقِعٌ

وَهَل يَعلَمُ الإِنسانُ ماهُوَ كاسِبُ

وَهَل لِقَضاءِ اللَهِ في الناسِ غالِبٌ

وَهَل مِن قَضاءِ اللَهِ في الناسِ هارِبُ

عَلَيَّ طِلابُ المَجدِ مِن مُستَقِرِّهِ

وَلا ذَنبَ لي إِن حارَبَتني المَطالِبُ

وَهَل يُرتَجى لِلأَمرِ إِلّا رِجالُهُ

وَيَأتي بِصَوبِ المُزنِ إِلّا السَحائِبُ

وَعِندِيَ صِدقُ الضَربِ في كُلِّ مَعرَكٍ

وَلَيسَ عَلَيَّ إِن نَبَونَ المَضارِبُ

إِذا كانَ سَيفُ الدَولَةِ المَلكُ كافِلي

فَلا الحَزمُ مَغلوبٌ وَلا الخَصمُ غالِبُ

إِذا اللَهُ لَم يَحرُزكَ مِمّا تَخافُهُ

فَلا الدُرعُ مَنّاعٌ وَلا السَيفُ قاضِبُ

وَلا سابِقٌ مِمّا تَخَيَّلتَ سابِقٌ

وَلا صاحِبٌ مِمّا تَخَيَّرتَ صاحِبُ

عَلَيَّ لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ أَنعُمٌ

أَوانِسُ لَم يَنفِرنَ عَنّي رَبائِبُ

أَأَجحَدُهُ إِحسانُهُ فِيَّ إِنَّني

لَكافِرُ نُعمى إِن فَعَلتُ مُوارِبُ

لَعَلَّ القَوافي عُقنَ عَمّا أَرَدتُهُ

فَلا القَولُ مَردودٌ وَلا العُذرُ ناضيبُ

وَلا شَكَّ قَلبي ساعَةً في اِعتِقادِهِ

وَلا شابَ ظَنّي قَطُّ فيهِ الشَوائِبُ

تُؤَرِّقُني ذِكرى لَهُ وَصَبابَةٌ

وَتَجذُبُني شَوقاً إِلَيهِ الجَواذِبُ

وَلي أَدمُعٌ طَوعى إِذا ما أَمَرتُها

وَهُنَّ عَواصٍ في هَواهُ غَوالِبُ

فَلا تَخشَ سَيفَ الدَولَةِ القَرمَ أَنَّني

سِواكَ إِلى خَلقٍ مِنَ الناسِ راغِبُ

فَلا تَلبَسُ النُعمى وَغَيرُكَ مُلبِسٌ

وَلا تُقبَلُ الدُنيا وَغَيرُكَ واهِبُ

وَلا أَنا مِن كُلِّ المَطاعِمِ طاعِمٌ

وَلا أَنا مِن كُلِّ المَشارِبِ شارِبُ

وَلا أَنا راضٍ إِن كَثُرنَ مَكاسِبي

إِذا لَم تَكُن بِالعِزِّ تِلكَ المَكاسِبُ

وَلا السَيِّدُ القَمقامُ عِندي بِسَيِّدٍ

إِذا اِستَنزَلَتهُ عَن عُلاهُ الرَغائِبُ

أَيَعلَمُ مانَلقى نَعَم يَعلَمونَهُ

عَلى النَأيِ أَحبابٌ لَنا وَحَبائِبُ

أَأَبقى أَخي دَمعاً أَذاقَ كَرىً أَخي

أَآبَ أَخي بَعدي مِنَ الصَبرِ آإِبُ

بِنَفسي وَإِن لَم أَرضَ نَفسي لَراكِبٌ

يُسائِلُ عَنّي كُلَّما لاحَ راكِبُ

قَريحُ مَجاري الدَمعِ مُستَلَبُ الكَرى

يُقَلقِلُهُ هَمٌّ مِنَ الشَوقِ ناصِبُ

أَخي لا يُذِقني اللَهُ فِقدانَ مِثلِهِ

وَأَينَ لَهُ مِثلٌ وَأَينَ المُقارِبُ

تَجاوَزَتِ القُربى المَوَدَّةُ بَينَنا

فَأَصبَحَ أَدنى مايُعَدُّ المُناسِبُ

أَلا لَيتَني حُمِّلتُ هَمّي وَهَمُّهُ

وَأَنَّ أَخي ناءٍ عَنِ الهَمِّ عازِبُ

فَمَن لَم يَجُد بِالنَفسِ دونَ حَبيبِهِ

فَما هُوَ إِلّا ماذِقُ الوُدِّ كاذِبُ

أَتاني مَعَ الرُكبانِ أَنَّكَ جازِعٌ

وَغَيرُكَ يَخفى عَنهُ لِلَّهِ واجِبُ

وَما أَنتَ مِمَّن يُسخِطُ اللَهَ فِعلُهُ

وَإِن أَخَذَت مِنهُ الخُطوبُ السَوالِبُ

وَإِنّي لَمِجزاعٌ خَلا أَنَّ عَزمَةً

تُدافِعُ عَنّي حَسرَةً وَتُغالِبُ

وَرِقبَةَ حُسّادٍ صَبَرتُ لِوَقعِها

لَها جانِبٌ مِنّي وَلِلحَربِ جانِبُ

وَكَم مِن حَزينٍ مِثلِ حُزني وَوالِهٍ

وَلَكِنَّني وَحدي الحَزينُ المُراقِبُ

وَلَستُ مَلوماً إِن بَكَيتُكَ مِن دَمي

إِذا قَعَدَت عَنّي الدُموعُ السَواكِبُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً

تَناقَلُ بي فيها إِلَيكَ الرَكائِبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبيت كأني للصبابة صاحب

قصيدة أبيت كأني للصبابة صاحب لـ أبو فراس الحمداني وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن أبو فراس الحمداني

أبو فِراس الحَمْداني، الحارثُ بن سعيد بن حمْدان التَّغلِبي الرَّبْعي، أميرٌ شاعرٌ فارِسٌ، وهو ابنُ عَمِّ سيفِ الدولة. كان الصاحبُ ابنُ عبَّادٍ يقولُ: «بُدئَ الشِّعرُ بمَلِكٍ وخُتِمَ بمَلِكٍ.» يعني: امرأَ القيسِ وأبا فِراسٍ. وله وقائعُ كثيرةٌ قاتلَ بها بين يدَي سيفِ الدَّولة. وكان سيفُ الدَّولةِ يحبُّه ويُجلُّه ويَستصحبُه في غزَواته، ويُقدِّمه على سائرِ قَومه. كان يَسكُن مَنْبِجَ (بين حلَبٍ والفُرات)، ويتنقَّلُ في بلاد الشَّام. وأسَرَتْه الرُّومُ في بعضِ وَقائعِها بمَنْبِجَ (سنة ٣٥١ه) وكان مُتقلِّدًا لها، فامتازَ شعرُه في الأسرِ برُوميَّاتِه، وماتَ قَتيلًا في صَدَد (على مقرَبة من حِمص)، قتلَه أحدُ أتباعِ أبي المعالي بنِ سيف الدَّولة، وكان أبو فراس خالَ أبي المعالي وبينَهُما تنافسٌ.

مولِدُه سنة عشرين وثلاثمائة – ووفاتُه سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة هجرية.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي