أبى صدها أن يجمع الحسن والحسنى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبى صدها أن يجمع الحسن والحسنى لـ ابن سناء الملك

اقتباس من قصيدة أبى صدها أن يجمع الحسن والحسنى لـ ابن سناء الملك

أَبَى صدُّها أَن يَجْمع الحُسْنَ والحُسْنَى

ووجدِي بها أَن أَجمعَ الجَفْنَ والجَفْنَا

بَدَتْ فَحَكَت بَدْرَ السَّماءِ ملاحةً

ونأْياً إِلى أَن صار أَعلاهما الأَدنى

وآنسَ نَارَ الحَيِّ غَيْرِي وإِنَّني

لآنستُ نُوراً من سنَا ثَغْرهَا الأَسْنَى

تغنَّى عليها حَلْيُها طرباً بها

وفاحَتْ فقُلْنا هذه الرَّوضةُ الغَنَّا

تُعِيرُ المعاني من معانِي جمالها

ففي كل مَعْنىً من مَلاحتِها مَعْنَى

وكم رام مِنَّا قوْمُها أُنفساً لنا

وقد طلبُوا بَعض الذي أَخذَتْ منَّا

وكم عاشقٍ هانَتْ عليه حياتُه

على وَصْلِها فاستعذبَ الضَرْبَ والطعْنَا

يسدّدُ صدْرَ الرُّمْحِ إِن ماسَ قدُّها

ويَكْسِرُ جَفْنَ السَّيْفِ إِنْ كَسَرَتْ جَفْنا

حكى الرُّمحُ منها لونَها مع لِينِها

أَلم ترهُمْ يُسْمُونَه الأَسمر الَّلدْنا

أُوَرِّي بنَجْدٍ والصبابةُ بالحِمَى

وأَكْنِي بسُعْدي واللُّبَانَةُ في لُبْنى

وأَنْسَى سوى ربعِ الحبيبِ فإِنني

تسيل دموعِي حين أَذكرُه حُزْنا

وذلك ربْعٌ تُنْبِتُ الحسنَ أَرْضُه

تَرى الوردَ فيه الخدَّ والقامَةَ الغُصْنَا

وصلَّى بنا فيه إِمَامُ ملاَحَةٍ

فلما انقضَتْ تلكَ الصلاةُ تفرقنا

ضللْنا وقد غابَتْ أَهِلَّةُ أَهلِه

فيا ليتَ لا كانوا ويا ليتَ لا كُنَّا

سأَلتُ وقد بانوا وبانَ تَجَلُّدي

مَحلاَّ فيما أَحلى ومَعْنىً فما أَغْنَى

ولكن سأَلتُ الناصرَ الملك النَّدي

فأَغْنَى وأَقْنَى ثم مَنَّ وما مَنَّا

فِدىً لابن أَيوبَ الملوكُ لأَنهم

إِذا بَخِلو أَعْطَى وإِن أَفْقَرُوا أَغْنى

ترى كلَّ من يعطي المئينَ عُفاتَه

فِدَى مَلكٍ يُعطى الأَقاليم والمُدْنا

ولم يكْفِه أَن أَخجْلَ البيضَ بالدِّما

إِلى أَنْ أَرانَا جودَه أَخْجَل المُزْنا

فسائلُه أَثْنى وقاصدُه اهتدى

ونائلُه أَحْيَا وصارمُه أَقْنى

أَنامَ بني الإِسلام في كهف أَمْنِه

وأَوسعَهُم عدْلاً وأَسكَنَهُم عَدْناً

وعوَّضهم من بعد سُخْطهمُ رضىً

وبدَّلهم من بعد خوفهِمُ أَمْنَا

وما شاقه صوتُ الحَمام إِذا شَدا

ويُطرِبُه سَجْعُ الحِمام إِذا غنَّى

له النَّصلُ يُجْلى والقناةُ بكفِّه

تقوَّمُ والقوسُ الشديدُ له يُحْنَى

أَقام بدارِ الكفر تُجْبى له الجِزَا

وتودَى له القَتْلى وتُسْبَى له الحُسْنى

يشنُّ عليها غارةً بعد غارةٍ

فقد أَصبحَتْ من شَنِّ غاراتِه شنَّا

عفَتْ وخَلَتْ من ساكنِيها ديارُهم

فلا معقلٌ يُنْشَى ولا منزلٌ يَغْنى

زمانٌ على تِلْك المعاهدِ قد مَشى

ودهرٌ على تِلْكَ المعاقِلِ قد أَخْنَى

أَصافَ وشتَّى بين عكَّا وعَرْفَةٍ

هُمامٌ يراها ساعةً وهو قد أَسْنَى

أَقمتَ بها التوحيدَ للهِ وحدَهُ

وأُنْسيتَ فيها الروحَ والأَبَ والابْنَا

ولما رأَوه أَدبرُوا حين عايَنُوا

أَعنَّةَ خيلٍ لا تعودُ ولا تُثْنَى

وقد وقَفُوا لكن لأَسْرِ رقابِهمْ

وقطْفِ رءُوسٍ منهمُ آنَ أَنْ تُجْنى

ثبتَّ لهم والسَّيفُ قد كَرِه الطِّلَى

وجالدْتَهم والقِرْنُ قد سَئِم القِرْنَا

بضربٍ يذيبُ الشمسَ في الأُفق حرُّه

ويَحْرِقُ ما بَيْن القُلوبِ من الشَّحْنا

مضى مَلْكُهم في أَوَّلِ الأَمرِ هارباً

يُحسُّ قفاه الطعنَ فيه ولا طَعْنَا

عتيقُ عتاقٍ ما نجا مَن نَجا بها

ولا فاز من كان الفرارُ له حِصْنَا

وما زال أَعمى العين والقلْبِ فانْثَنَى

وقرْعُ الْعَوالي قدْ أَصَمَّ له الأُذْنا

وقد أَنِفَت منه المَواضِي لجُبْنِه

فلمَّا نَجَت حوباؤُه شكَرَ الجُبْنا

ولم يَقْرَع النَّاقُوسَ بعدَ انْهِزامِه

ولكنَّه من بَعْدِه قَرعَ السِّنَّا

وأَضْحى أَسيراً بادَوِيل وغيرُه

قُرونُ ملوكٍ كَمْ أَبادُوا لهم قِرْنا

أَسارى جُبارى لا يُرَجُّون فديةً

ولا يأْملُون الدَّهْرَ فكّاً ولا أَمْنَا

وهل زادهْم بالسِّجن ضيقاً عليهِمُ

وقَدْ جَعَلَ الأَرْضَ الفضاءَ لهم سِجْنا

بكى الكِنْدُ واليَسْكَند لا وحشةً لهم

ولَكِنْ على نفسيْهما أَسْبَلا الجَفْنا

غدا بادويل وهْو يَلْعنُ نفسَه

وحُقَّ لِتِلْكَ النَّفْسِ أَن تَرْبحَ الَّلعْنا

يُروِّعُه الصُّبحُ المنيرُ إِذا بَدا

ويُوحِشُه اللَّيلُ البهيمُ إِذا جنَّا

ويَشْربُ لكن إِن جرى دمعُه دماً

ويطرَبُ لكن إِن شدا قيْدُه لحْنَا

وقَدْ رَيْثَما زفَّت عليه قُيودُه

فحنَّت وأَنَّتْ مِثْل ما حنَّ أَوْ أَنَّا

وقد أَصبح الإِسْلامُ والكُفْرُ كُلما

بنيْتُ لِذَا رُكْناً هدَمْتُ لِذا رُكُنا

وقد أَصْبَحتْ مذ سِرْتَ مصرُ وأَهْلُها

كمعنىً بلا لفْظٍ ولفظٍ بلا مَعْنى

غدت مثل يَعقوب النبيِّ وقد نأَى

سميُّكُ عنه تشتكِي البَثَّ والْحُزْنا

وما أَنْتَ إِلا الشَّمْسُ أَظلَم بعدَها ال

بلادُ وإِلا السُّحْبُ قد أَقْلعَتْ عنا

فطوبى لعينٍ أَبصرتْها وحبَّذاً

محلُّك من مَثْوىً ومَغْنَاك من مَعْنى

فلا زِلْتَ تَبْقى للنبيِّ ودِينِه

وأُمَّتِه يَفْنَى الزمانُ ولا تفنى

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبى صدها أن يجمع الحسن والحسنى

قصيدة أبى صدها أن يجمع الحسن والحسنى لـ ابن سناء الملك وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن ابن سناء الملك

ابن سناء الملك

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي