أبى المجد إلا أن أهم فأقحما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أبى المجد إلا أن أهم فأقحما لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة أبى المجد إلا أن أهم فأقحما لـ حسن حسني الطويراني

أَبى المَجدُ إِلا أَن أَهمّ فأَقحما

وَأَقسم إِلا أَن أَقول وَأُفحِما

وَعوّدني عزمي وَحرُّ سجيتي

ثباتاً إِذا ما خاصم الدَهر خاصما

وَذلل لي عزَّ الصعاب تجلدي

وَنفسٌ تَرُدُّ البأسَ مهما تقدّما

وَعلمني علمي بعقبى حقائق

أَرى الغَيب منها بادياً ما تكتّما

خُلقتُ أَبيَّ الطبع لا الذل نائلي

وَلا الخَطب أَخشى أَن يجور ويظلما

وَلا بدعة ما جئت فيما أَقوله

وَلكنه قول لقومي تقدّما

وَما نزعةٌ شرقيةٌ جلّ شَأنُها

تبيح لنا إِلا العلا وَالتكرّما

فدع عنكَ غَيري وَاعتبرنيَ تعترف

فَما أَنطق الأَقوال إِلا لتعلما

وَما شئتَ حدِّث عن همومك إِنني

أَرى كل همّ الكَون ظنّاً مرجَّما

وَهات الَّذي تقضي بِهِ ثم نادني

أُجبك بصوت يبلغ الأَرض وَالسَما

فَهل تخفضن لي زأرة لا تروعها

طوال الليالي إن دجى الخطب أَظلما

وَهل تعظمن عندي العظائم بعدما

أَبت همتي أَن ترتضي الدَهر قيّما

وَهَل تثمر الأَهوال عندي سِوى يَد

تُجبِّهُ من عيص الكَريهة هيصما

وَهل تمنع الوَيلات صَبري وشدّتي

وَأدفعها إِلا خَميساً عرمرما

وَهل يَشتَفي مني زَمانٌ بمأرب

فَلم أَدعه إِلا بلبَّيكَ ريثما

سترتُ جبيني باليمين خجالةً

إِذا ارتدّ أَن يَلقى الظُبَى وَاللهاذما

وَنزّهت نَفسي عَن فُؤادي إِذا شكى

خطوب الليالي وَالزَمان المذمّما

وَبرّأت رُوحي عَن بَقاها إِذا انثنت

تحاول أَن أَرقى لتنجو سُلَّما

وجرّدت عَن مبدا هيولايَ صورتي

إِذا ساءَني أَن أَلقَ خطباً غشمشما

خُلقتُ على ما يرتجى المَجدُ وَالعُلا

هُما وَلِيا طَبعي فَكُنت رَجاهما

فَما أَنا ممن يتقي بَأسَ دَهره

وَيحذر مقدوراً عَلى العَبد مبرَما

وَهل يَدفع الأَقدارَ أَن يذهل الفَتى

فَيَخشع إذ ناب القَضا أَو تحكَّما

وَهَيهات ما يُغني عن المرء ذلُّه

إِن الخَطب أَردى أَم إِن اللَه سَلَّما

وَلَكن لذل النَفس أَيّةُ خِسّةٍ

يحدّث عَنها ذاهبُ الناس قادِما

وَلَيسَت حياة المَرء إِلا تجارة

تُباع ليشرى المَجد غُنماً وَمغرما

فَعش للعلا إِن عشت حرّاً معززاً

وَمت ماجداً شَهماً لتُبقي المكارما

فَما بَين عَيش الحرّ وَالعَبد غَير أَن

تَصون حَياة الذكر أَو تَبقى معدما

وَقُل للذي يَبغى الدَنيئة لا تَخف

فَلَن تَلقى إِلا الذُل ثُم التنعُّما

مَتى اعتادَت النَفس الهَوانَ تَخلصت

كواهلها مما يضرّ الأَكارما

وَمَن قرّ عَيناً بِالحَقارة لَم يَجد

عَلى الضَيم أَحزاناً وَلَن يَتجشما

وَلا يَستَحق الحَمدَ إِلا مهذَّبٌ

يكرّ عَلى حرب القَضا حَيث أَجرَما

يُناهض صَعب الأَمر وَالأَمر واقع

وَإِن بَكَت الهَيجاء يَوماً تَبسما

وَيُقبل وَالأقبال في الناس مدبِرٌ

وَيهزأ وَالأَقدار فاغرةٌ فما

وَيَجهل طَعم المَوت قَبل مذاقه

وَيَهواه إن يَلقى المَذلة مطعما

وَيَأنف ظل الأنس عزاً وَرفعة

وَيَألف حر الصَعب وَالدَهر أَضرَما

وَيَهجر بَدر التمّ في برج قصره

إِذا أَطلعت زرق الأَسنة أَنجُما

وَيَسلو اللَّمى إِن شابه ذَوقُ شائب

وَيَرشف من ثَغر المَنايا الرَدى لَمَا

يَرى أنَّ عمر المَرء طيِّبُ ذكرِه

إِذا ضَمه رَمسٌ وَخلّف مأَتما

يَرى أنَّ عَيش المرء شَيء وَيَنقضي

وَتُبقي اللَيالي وَصمةً أَو تَرَحُّما

يَرى أنَّ عقبى كُلِّ حيّ مصيرُه

لما تنقل الأَجيال خَيراً وَمَأثما

فَذاك الَّذي يحيى بخير وَإن يمت

تَرى المَجد يَستبكي عَلَيهِ الغَمائما

وَلَيس ينال المَجد من جُلُّ همِّه

سلامةُ نفسٍ كلما ذلّت اِنتَمى

تعز المَعالي إِن يُحاول نيلها

حَليف الرضا لا يَتقي الدَهر لُوّما

وَتكبر أَن تبدي الجلال محللاً

لِمَن لا يَرى ذل الجوار محرّما

فَما أَحسَن الفتيانَ تَهوى جباهُهم

عُيون المواضي تروي من مائها الظما

وَما أَشرف المقدامَ يبذل رُوحَه

عَلى شَرف يَبقى فَيُبقي الدَوائما

يُحاول ما بين المَنايا أَمانياً

وَيَطلب ما بَين الأَعادي تقدّما

وَيَعتنق السُمرَ اللدانَ مداعباً

وَيَلتثم البيض المَواضي منادما

وَيَفزع للداعي إِذا حان حينُه

وَيَعدو على العادي لِيَرمي بِما رَمى

أَخا الجأش دَعني أَهجر الأُنس وَالهَوى

وَأَطلب عز النَفس في نُصرة الحِمى

وَلا تجعلنّي كَالَّذي لا يَهولُه

سِوى شَأنه ما ذلّ إِلا تلوّما

وَلا تخدعنّي بالأَكاذيب وَالمُنى

فَكُم خَدَعت قَبلي وَقَبلك حازِما

وَلا تزجرا طَيري فَما تلك عادَتي

وَلَكن ذَراني وَالكُميتَ المُطَهَّما

وَلا تَعِداني غبطةً أَو رفاهةً

وَلَكن عداني ذات سردٍ وَشيظما

فَيا كم أَرى في الغرب رُوحَ مُقَنَّعٍ

تحرّك بَين الشَرق جسماً مُعَمَّما

وَلا ترويا عَني سِوى ذكرِ مَوقفٍ

صَريحاً وَإِن عزَّ الصَريحُ فجَمْجِما

فَإِن تعداني بالإِخاء فنِعمَ ما

تناقله الدُنيا وِللّه أَنتما

وَإِن خفتما مما تهاب صعابه

فكونا عَلى الذكرى حريصين وَاسلما

ملكنا فملَّكناكمُ عن سماحة

فلما ملكتم خلتم المَجد أعقما

ملكناكمُ حيناً سوائمَ جُهَّلاً

تتيهون في دوّ الهَوان نعائما

فَلما اِكتَسى العاري وأُشبِع جائعٌ

وَأَصبَح مخدوماً فَتى كانَ خادِما

جهلتم حقوقَ الترك وَهِيَ جَلية

وَلم تحفظوهما شيمة الحرّ أَنعما

وَشوّهتمُ الحُسنى بِما قَد بَدا لَكُم

وَقُلتم كَذا كُنا وَكُنتُم وَبئس ما

جَهلتم أَيادينا وَخنتم عُهودنا

وَحللتم حَقاً وَكانَ محرّما

فَهَلا ذكرتم في المحافل ما قَضَت

أَوائلُكم إِذ تحسدون البهائما

وَقَد أَنزل اللَه المواخاةَ بيننا

فلا تجعلوها أخوة تسفك الدما

وَإنا بكم حقاً كما أَنكُم بِنا

كَلانا أَخ في الدين يَبغي التَلازما

وَلا فضل إِلا بالتقى وَهوَ بَيننا

سواء وَفضلُ اللَه خصَّ وَعمّما

وَكلٌّ أَبوه في الحَقيقة آدمٌ

فَمن شاء تذليلاً لأصل فآدما

وَأَما نبيّ اللَه فالكل قَومه

وَأَكرمهم مَن لَم يَسئه وَأَكرما

نَصحتُ بَني مصر وَحذرت كلهم

وَقلت المَقال الحَق لَكن تجرّما

وَقُلت لَهُم سدّوا من السيل بَدأَهُ

لكي لا يَزول السدّ إن هوَ قَد طمى

وَقُلت كُلوا مَن بات يَقرع نابَه

عَلى أَكلكم لا تأمنوا من تَنهّما

وَكم قلت صدّوهم وَفي الناس قادر

وَكان قضاء بالعباد تحتما

وَناديتُ لا يستأسد الكلبُ فاحذروا

وَشدّوا عَلى الأَيدي العدوّة أَدهما

وَخوّفتهم ما بَعدَ زُخرفِ قولِه

وَحذّرتهم ظبياً حَوى فوهُ أَرقما

وَقلت لهم يا قَوم ما أَنا كاهن

وَلكن أَرى في مقبل الأَمر عالما

سكتُم عَلى فَردٍ فكثّر جمعَه

وَنمتم عن الموهوم حَتّى تجسما

وَقام بقول الحَق يَطلبُ باطلاً

وَأَحكم زورَ الغش حَتّى تحكّما

وَقَد كانَ خَطب القَوم في الناس هَيناً

تهاون فيهِ الناس حَتّى تعاظما

عفاء عَلى دهر ضنين بخيره

وَلكنه بالشر يُخجل حاتما

فَكم هو قَد أَخنى عَلى كل ماجد

وَأخّر قَوماً في الرجال وقَدّما

فَقِرَّ عَلى رَوعٍ وَفارِقْ بحسرةٍ

عزيزٌ عَلى الحرّ الكَريم كلاهما

فَأَمّا أَنا وَاللَه يَحفظ حكمتي

أَرى السهل صعباً متهماً إِذ أَراهما

وَأُنكِرُ تدبيرَ الفتى وَهوَ قادرٌ

وَأَعلمُ أَن اللَه لو شاءَ أَلهما

وَما كُنتُ وَالرَحَمن يَشَهد خائِناً

وَلا قائِلاً ما قالَ واش ورجّما

أَطاعَ كبارُ الناس فيَّ صغارَهم

وَلو عَرَفوا صدقي أَصابوا وَإِنَّما

وَلا أَبتغي عِندَ الخَلائق أَجرَها

وَما هوَ إِلا الدين آخى فأَلزَما

أَبَيتُ الجَزا حَتّى تَكُون شموسُها

دَنانيرَ وَالزُهرُ الدراري دراهما

إِذا لَم يَمُت مَولاي فَالكُل هينٌ

كَفرتُ إِذاً إِن كُنت أَخشى العَوالما

شرح ومعاني كلمات قصيدة أبى المجد إلا أن أهم فأقحما

قصيدة أبى المجد إلا أن أهم فأقحما لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها تسعون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي