أأعزي الكون أن البدر غابا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أأعزي الكون أن البدر غابا لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة أأعزي الكون أن البدر غابا لـ جعفر الحلي النجفي

أَأُعزي الكَون أَن البَدر غابا

أَم أَهنِّيه بِأَنَّ السَعد آبا

أَعلى آيبه أَحسو طلا

أَم عَلى غايبه أَجرَع صابا

حرّ قَلبي وَهنيئاً لِلحِمى

فَلَقَد أَصبَح مخضراً جَنابا

بغيوث ضحك الدَهر بِهُم

وَلَيوث اتخذت مَغناه غابا

فاضحكي يا أَدمع العَين لَهُم

وَاسق حرّانا مِن القَلب شَرابا

وَارقصي يا عبرة الصَدر فَقَد

آب مِن نرقبه وَالنشر طابا

وَازدهي بِالخصب يا أَرض الحِمى

فَلَقَد أَصبَحت لِلدَمع مصابا

آه يا دَهر لَما جئت بِها

فَلَقَد أَغربت صُنعاً وَارتِكابا

فَلَقَد جئت بِها صادمة

مَلأت حاشية الكَون اِكتِئابا

رجع المَهدي لَكن رجعة

هزَّ مِنها الفلك الأَعلى اضطِرابا

يا أَخا الود وَمِن شَأن الصَفا

أَن دَعى صاحبه الخل أَجابا

قُم نعزّي الدين في حادِثة

إنَّهُ قَد فَقَد اليَوم الكِتابا

وَلعمري صَدعت بَيضته

وَأَصابَ الخَطب مِنهُ ما أَصابا

فَاجرعي الصَبر بني عَمرو العلى

وَاخلَعي اليَوم مِن العزّ ثِيابا

طُلتِ بِالمهدي وَاليَوم بِهِ

قَد طَواك الدَهر شَيخاً وَشَبابا

وَاحتَبِس يا مجتدي الغَيث فَقَد

رَجع الماء بِواديكُم سَرابا

وَاتئد يا رائِداً رَوض النَدى

أَصبَح المَرعى مِن الغَيث يبابا

وَعَلى العافين تَرديد الشجى

قَد قَضى الدَهر بِأَن تَقضي سغابا

لَم تَزل تَمتار مِن أَنوائه

هزَّل العام فيعطيها الرِغابا

فَبِجَدواه إِذا السُحب هَمَت

وَلِمَغناه إِذا ما الركب جابا

كَم تَعرضنا رِكابا بِعدَه

وَزَجرنا خشية البَين غَرابا

فَأَصَبنا بِالَّذي نحذره

وَكَذا الحادث أَن يحذر أَصابا

أَذنَب الدَهر وَلَكن ما عَلى

مذنب شَيء إِذا اِستَعفى وَتابا

كَفكفي الأَدمُع يا عَين العُلى

فَأَبو الهادي عَن المَهديّ نابا

كَوكَب حجبه اللَه وَفي

أُفق العَلياء كَم أَبقى شِهابا

بَل أَبو الهادي ذكاً في أُفقِها

قَد جَلى عَن وَضح الدين الضَبابا

بَشِّر العَليا ففي أَفلاكها

تَبزغ الشَمس إِذا ما البَدر غابا

لا رآني شامت أَبكي امرأً

لَم يُفارق دسته حَتّى اِستَنابا

قَد رمقنا مِن أَبي الهادي فَتى

موئل الأَعلام مَرجواً مهابا

سَيد توّجه الفَخر بِما

قيل فيهِ إِنَّما المَهدي آبا

جَمعت فيهِ المَزايا أَروع

عَذب المَدح بِهِ وَالشعر طابا

ملك عاش الوَرى في عَدله

وَالسَرى تَحدو بِذكراه الرِكابا

أَمن الجور بِهِ حَتّى لَقَد

صَحبت سائِمة الضان الذِئابا

وَتَواخى الصعو وَالصَقر مَعاً

وَالقَطا الكدري لَم يَخشَ العِقابا

لا يَنال الضَيم فيهِ مَعشراً

وجهت تَلقاءه الدهم العرابا

جرَّدته صارِماً كَفّ الهُدى

صَقلت مِنهُ التَجاريب ذُبابا

بِعُلاه عزَّ مِن فَوق الثَرى

وَنَداه مَلأ البيد الرِحابا

كُلَّما بَين المَساعي وَالحِمى

أَخصبت فيهِ سُهولاً وَشِعابا

يا رعاه اللَه مِن مُبتهج

بِقُرى الضَيف ذَهاباً وَإِيابا

أَما وَالشَأن الَّذي خَصَّ بِهِ

وَعُلوم كَم جَلى عَنها النِقابا

لِأَبو القاسم ضاهاه عُلاً

وَنَداه بخَّل الغر السَحابا

أَي شَهم ضَمنت أبراده

مثل ما قَد ضمن القشر لبابا

ثاقب العزمة ما إن هتفت

باسمه صارخة إِلا أَجابا

شادَ في إِيمانه ذكر الهُدى

وَبَنى لِلفَخر فيء الجَوزا قِبابا

هُوَ لِلعَليا حسين باسمه

نَطرد الهَم وَنَستَسقي السَحابا

يَقتل الجدب نَدى راحتهِ

إِن أَصابَ الناس أَياماً صِعابا

قَد تَجلى في مَيادين التُقى

وَكَفى فيهِ نِضالاً وَغلابا

لا أَعيب الدَهر ما دُمتُم بِهِ

فَزَمان قَد حَواكُم لَن يُعابا

وَأَرى العَيش شَباباً فيكُم

نَضر العُود وَلَولاكُم لَشابا

أَيُّها المُحيي عُلوماً دَرَّسا

وَالمنضي عَن مَعماها النِقابا

يَشتَكي الشَرع لِعلياك خَفا

فَأَبن أَحكالمه بابا فَبابا

إِنَّما مِثلك مَن يَلقى الرَدى

بِثَبات العَزم صَبراً وَاِحتِسابا

أَنتُم الرَّجح أَحلامَكُمُ

لا يَهدُّ الخَطب مِنهُن هِضابا

لا عَدا الوَسمي بَطحاء الحِمى

وَسَقاها الغَيث سَحّاً وَاِنسِكابا

وَغَدَت مَهبط أَملاك السَما

أقبر قَد طيبت مِنهُ التُرابا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أأعزي الكون أن البدر غابا

قصيدة أأعزي الكون أن البدر غابا لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي