آنستني بالأملا المغري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة آنستني بالأملا المغري لـ إبراهيم عبد القادر المازني

اقتباس من قصيدة آنستني بالأملا المغري لـ إبراهيم عبد القادر المازني

آنستني بالأملا المغري

يا موحشي بالنظر الشزر

أعوذ من ذكريك بالصبر

وأين مني راحة الصبر

يا نجم أرضي يا سماء الهوى

تومض فيها أنجم السحر

خواطري السوداء مغروسةً

في الذهن كالسرحة والصدر

تسود منها الشمس رأد الضحى

فالعيش ليلٌ سابغ الستر

مالي ارى كفي مملوءةً

من كل ما أكره من دهري

لكنها خاليةً مما عسى

يحلى مذاق الألم المر

يا مجري النهر إلى البحر

ومسقط الطل على الزهر

وجامعاً بين الثرى والحيا

عند التياح الأرض للقطر

وناظماً في خيط هذا الدجى

عقود هذي الأنجم الزهر

وواهب الموجة صدر أختها

والأغصن الميس للطير

أطفئ بماء القرب جمر الهوى

وزوج الحسن من الشعر

لا غرق الساعات في قبلة

من خده الواضح الثغر

ماذا ترى يمنعني قربه

لو أن في العالم من يدري

أبيننا بحرٌ يرد الخطى

أم تقذف النيران بالجمر

أم سدت الأرض فلا وجهةٌ

أم حال ظل الموت أن نسري

أينقضي العمر وما صافحت

عيناي عينيه بلا ذعر

ولا جرى في مسمعي صوته

جرى نمير الماء في الغدر

ولا تخطيت ولو ظله

فما انتفاعي اليوم بالعمر

حتى الكرى يبديه لي مبهماً

كالزهر في أكمامه الخضر

أو حاجب الشمس إذا ما بدا

بين غمامٍ دنف الذر

كأنما الأحلام أستاره

تصرف عنه نظر الفكر

أدعوه في الأحلام حلو الجنى

على سبيل الهزء والسخر

أناديه وما أفتري

يا زهرة صيغت من الصخر

وربما سميته باسمه

كأنما لا شك في الأمر

إن كنت حقاً حلماً ساحرا

فهل ترى أحلم بالهجر

وبالأسى والحرقات التي

ما أطفأتها عبرةٌ تجري

راح على عطفي ثوب الأسى

محلو لك المجول والصدر

وآدني ثقل الهوى إنه

حقيبةٌ ملأى من الشر

وعمق الأحزان أني أرى

نفسي في مثل دجى القبر

يا ليت للزفرة روحاً إذا

أصعدتها تكشف عن سرى

لا غياةٌ لي أتعزى بها

حيناً ولا أقنع بالذكر

هو المنى لو أن لي حيلةً

آهٍ على ملتمسي الوعر

يا ملء عيني وفؤادي أما

تنفس البلجة في الفجر

ذكرك نسكٌ لي تحت الدجى

فأين محرابي وأحرى

وأين لا أين بخور الهوى

أنفاسك القطرية النشر

يا رب إني حفلٌ أمره

ولا أراه حافلاً أمري

لم تقض لي منه سوى حبه

وذا قضاء بين الجور

فازدحم القلب بأحبابه

مثل ازدحام الرأس بالشعر

فليتني كان لحبي صدىً

يبيته مني على ذكر

يا شقوة العاشق أمسى وما

يحسه المعشوق أو يدري

وهل يفيد الصب أن يشتكي

في شعره طوراً وفي النثر

كأنني إذ أتشكى الهوى

محدثٌ نفسي في الجهر

إن هي إلا أسطرٌ قلما

يعبرها واضيعة الشعر

دفنت فيها كل ما مر بي

وهل لما يدفن من نشر

ما أضأل الأمال زاداص وما

أخونها في موقف النصر

من زاحف الأيام في جيشها

فبالطلى كر على البتر

ومن أبى غير المنى حيلةً

أسلمه الحظ إلى العثر

شرح ومعاني كلمات قصيدة آنستني بالأملا المغري

قصيدة آنستني بالأملا المغري لـ إبراهيم عبد القادر المازني وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن إبراهيم عبد القادر المازني

إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني. أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية. نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية. ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر. وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته. وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و (البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض. وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. له (ديوان شعر - ط) ، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و (إبراهيم الكاتب - ط) جزآن، قصة، و (قبض الريح - ط) ، و (صندوق الدنيا - ط) ، و (ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و (رحلة الحجاز - ط) و (بشار بن برد - ط) ، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و (الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط) .[١]

تعريف إبراهيم عبد القادر المازني في ويكيبيديا

إبراهيم عبد القادر المازني (10 أغسطس 1889 - 10 أغسطس 1949م) شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان. يستطيع الكاتب عن الشخصيات أن يختار المهنة التي تناسب الشخصيات التي يقدمها ولكن من الصعب أن يتخيل أحدا للمازني مهنة غير الأدب، «فخيل إليه أنه قادر على أن يعطي الأدب حقه، وأن يعطي مطالب العيش حقها، فلم يلبث غير قليل حتى تبيّن لهُ أنه خلق للأدب وحده، وأن الأدب يلاحقه أينما ذهب فلا يتركه حتى يعيده إلى جواره». حاول المازني الإفلات من استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره فانتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف وراءه تراثا غزيرا من المقالات والقصص والروايات بالإضافة للعديد من الدواوين الشعرية، كما عرف كناقد متميز .[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي