يا ليل ما تصنع النفس التي سكنت

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٥٦، ٣ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا ليل ما تصنع النفس التي سكنت لـ أبو القاسم الشابي

اقتباس من قصيدة يا ليل ما تصنع النفس التي سكنت لـ أبو القاسم الشابي

يا ليلُ مَا تصنعُ النَّفْسُ التي سَكَنتْ

هذا الوجودَ ومن أعدائها القَدَرُ

ترضى وتَسْكُتُ هذا غيرُ محتَمَلٍ

إِذاً فهل ترفُضُ الدُّنيا وتنتحرُ

وذا جنونٌ لَعَمْري كُلُّهُ جَزَعٌ

باكٍ ورأيٌ مريضٌ كُلُّه خَوَرُ

فإنّما الموت ضَرْبُ من حبائِلِهِ

لا يُفلتُ الخلقُ مَا عاشوا فما النَّظرُ

هذا هو اللغْزُ عَمَّاهُ وعَقَّدَهُ

على الخليقةِ وَحْشٌ فاتكٌ حَذِرُ

قَدْ كبَّلَ القَدَرُ الضَّاري فرائِسَهْ

فما استطاعوا له دفعاً ولا حزَروا

وخاطَ أعينَهم كي لا تُشاهِدَهُ

عينٌ فتعلمَ مَا يأتي وما يَذَرُ

وحاطَهُمْ بفنونٍ من حَبائِلِهِ

فما لَهُمْ أبداً من بطشِه وَزرُ

لا الموت يُنْقِذُهُمْ من هولِ صولَتِهِ

ولا الحياةُ تَساوى النّاسُ والحَجَرُ

حارَ المساكينُ وارتاعوا وأعْجَزَهم

أن يحذَروه وهلْ يُجديهمُ الحَذَرُ

وهُمْ يعيشونَ في دنيا مشيَّدةٍ

منَ الخطوب وكونٍ كلَّه خَطرُ

وكيف يحذرُ أعمَى مُدْلِجٌ تَعِبٌ

هولَ الظَّلامِ ولا عَزمٌ ولا بَصَرُ

قَدْ أيقنوا أنَّهُ لا شيءَ يُنقِذُهُمْ

فاستسلموا لِسُكونِ الرُّعْبِ وانتظروا

ولو رأوه لسارتْ كي تحارِبَه

من الوَرَى زُمَرٌ في إثرِها زُمَرُ

وثارتِ الجنّ والأملاكَ ناقمةً

والبحرُ والبَرُّ والأفلاكُ والعُصرُ

لكنّهُ قوّةٌ تُملي إرادتَها

سِرًّا فَنَعْنو لها قهراً ونأتمرُ

حقيقةٌ مرّةٌ يا ليلُ مُبْغَضَةٌ

كالموتِ لكنْ إليها الوِرْدُ والصَّدَرُ

تَنَهَّدَ اللَّيْلُ حتَّى قلتُ قَدْ نُثِرَتْ

تِلكَ النُّجومُ وماتَ الجنُّ والبَشَرُ

وعادَ للصَّمتِ يُصغي في كآبته

كالفيلسوف إلى الدنيا ويفتكرُ

وقَهْقَهَ القَدَرُ الجبَّارُ سُخْريةً

بالكائناتِ تَضاحَكْ أَيُّها القَدَرُ

تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ باكيةً

طوائفُ الخَلْقِ والأشكالُ والصُّوَرُ

وأنت فوقَ الأسى والموت مبتسمٌ

ترنو إلى الكون يُبْنَى ثمَّ يندَثِرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا ليل ما تصنع النفس التي سكنت

قصيدة يا ليل ما تصنع النفس التي سكنت لـ أبو القاسم الشابي وعدد أبياتها اثنان و عشرون.

عن أبو القاسم الشابي

أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي. شاعر تونسي في شعره نفحات أندلسية، ولد في قرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية في الجنوب. قرأ العربية بالمعهد الزيتوني بتونس وتخرج من مدرسة الحقوق التونسية وعلت شهرته. ومات شاباً بمرض الصدر ودفن في روضة الشابي بقريته. له (ديوان شعر -ط) و (كتاب الخيال الشعري عند العرب) و (آثار الشلبي -ط) و (مذكرات -ط) .[١]

تعريف أبو القاسم الشابي في ويكيبيديا

أبو القاسم الشَّابِّي الملقب بشاعر الخضراء (24 فبراير 1909 - 9 أكتوبر 1934م) شاعر تونسي من العصر الحديث ولد في قرية الشَّابِّية في ولاية توزر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي