هذا الصباح على سراك رقيبا

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠١:١٨، ٢٠ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذا الصباح على سراك رقيبا لـ ابن زيدون

اقتباس من قصيدة هذا الصباح على سراك رقيبا لـ ابن زيدون

هَذا الصَباحُ عَلى سُراكِ رَقيبا

فَصِلي بِفَرعِكِ لَيلَكِ الغِربيبا

وَلَدَيكِ أَمثالَ النُجومِ قَلائِدٌ

أَلِفَت سَماءَكِ لَبَّةً وَتَريبا

لِيَنُب عَنِ الجَوزاءَ قُرطُكِ كُلَّما

جَنَحَت تَحُثُّ جَناحَها تَغريبا

وَإِذا الوِشاحُ تَعَرَّضَت أَثناؤُهُ

طَلَعَت ثُرَيّا لَم تَكُن لِتَغيبا

وَلَطالَما أَبدَيتِ إِذ حَيَّيتِنا

كَفّاً هِيَ الكَفُّ الخَضيبُ خَضيبا

أَظَنينَةً دَعوى البَراءَةِ شَأنُها

أَنتِ العَدُوُّ فَلِم دُعيتِ حَبيبا

ما بالُ خَدَّكِ لا يَزالُ مُضَرَّجاً

بِدَمٍ وَلَحظُكِ لا يَزالُ مُريبا

لَو شِئتِ ما عَذَّبتِ مُهجَةَ عاشِقٍ

مُستَعذِبٍ في حُبِّكِ التَعذيبا

وَلَزُرتِهِ بَل عُدتِهِ إِنَّ الهَوى

مَرَضٌ يَكونُ لَهُ الوِصالُ طَبيبا

ما الهَجرُ إِلّا البَينُ لَولا أَنَّهُ

لَم يَشحُ فاهُ بِهِ الغُرابُ نَعيبا

وَلَقَد قَضى فيكِ التَجَلُّدُ نَحبَهُ

فَثَوى وَأَعقَبَ زَفرَةً وَنَحيبا

وَأَرى دُموعَ العَينِ لَيسَ لِفَيضِها

غَيضٌ إِذا ما القَلبُ كانَ قَليبا

ما لي وَلِلأَيّامِ لَجَّ مَعَ الصِبا

عُدوانُها فَكَسا العِذارَ مَشيبا

مَحَقَت هِلالَ السِنِّ قَبلَ تَمامِهِ

وَذَوى بِها غُصنُ الشَبابِ رَطيبا

لَأَلَمَّ بي ما لَو أَلَمَّ بِشاهِقٍ

لَانهالَ جانِبُهُ فَصارَ كَثيبا

فَلَئِن تَسُمني الحادِثاتُ فَقَد أَرى

لِلجَفنِ في العَضبِ الطَريرِ نُدوبا

وَلَئِن عَجِبتُ لِأَن أُضامَ وَجَهوَرٌ

نِعمَ النَصيرُ لَقَد رَأَيتُ عَجيبا

مَن لا تُعَدّي النائِباتُ لِجارِهِ

زَحفاً وَلا تَمشي الضَراءَ دَبيبا

مَلِكٌ أَطاعَ اللَهَ مِنهُ مُوَفَّقٌ

ما زالَ أَوّاباً إِلَيهِ مُنيبا

يَأتي رِضاهُ مُعادِياً وَمُوالِياً

وَيَكونُ فيهِ مُعاقِباً وَمُثيبا

مُتَمَرِّسٌ بِالدَهرِ يَقعُدُ صَرفُهُ

إِن قامَ في نادي الخُطوبِ خَطيبا

لا يوسَمُ الرَأيُ الفَطيرُ بِهِ وَلا

يَعتادُ إِرسالَ الكَلامِ قَضيبا

تَأبى ضَرائِبُهُ الضُروبَ نَفاسَةً

مِن أَن تَقيسَ بِهِ النُفوسُ ضَريبا

بَسّامُ ثَغرِ البِشرِ إِن عَقَدَ الحُبا

فَرَأَيتَ وَضّاحاً هُناكَ مَهيبا

مَلَأَ النَواظِرَ صامِتاً وَلَرُبَّما

مَلَأَ المَسامِعَ سائِلاً وَمُجيبا

عِقدٌ تَأَلَّفَ في نِظامِ رِياسَةٍ

نَسَقَ اللَآلِئَ مُنجِباً وَنَجيبا

يَغشى التَجارِبَ كَهلُهُم مُستَغنِياً

بِقَريحَةٍ هِيَ حَسبُهُ تَجريبا

وَإِذا دَعَوتَ وَليدَهُم لِعَظيمَةٍ

لَبّاكَ رَقراقَ السَماحِ أَديبا

هِمَمٌ تُنافِسُها النُجومُ وَقَد تَلا

في سُؤدَدٍ مِنها العَقيبُ عَقيبا

وَمَحاسِنٌ تَندى رَقائِقُ ذِكرِها

فَتَكادُ توهِمُكَ المَديحَ نَسيبا

كَالآسِ أَخضَرَ نَضرَةً وَالوَردِ أَحمَرَ

بَهجَةً وَالمِسكِ أَذفَرَ طيبا

وَإِذا تَفَنَّنَ في اللِسانِ ثَناؤُهُ

فَافتَنَّ لَم يَكُنِ المُرادُ غَريبا

غالى بِما فيهِ فَغَيرُ مُواقِعٍ

سَرَفاً وَلا مُتَوَقِّعٍ تَكذيبا

كانَ الوُشاةُ وَقَد مُنيتُ بِإِفكِهِم

أَسباطَ يَعقوبٍ وَكُنتُ الذيبا

وَإِذا المُنى بِقَبولِكَ الغَضَّ الجَنى

هُزَّت ذَوائِبُها فَلا تَثريبا

أَنا سَيفُكَ الصَدِئُ الَّذي مَهما تَشَأ

تُعِدِ الصِقالَ إِلَيهِ وَالتَذريبا

كَم ضاقَ بي مِن مَذهَبٍ في مَطلَبٍ

فَثَنَيتَهُ فُسُحَ المَجالِ رَحيبا

وَزَها جَنابُ الشُكرِ حينَ مَطَرتَهُ

بِسَحائِبِ النُعمى فَرُدَّ خَصيبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذا الصباح على سراك رقيبا

قصيدة هذا الصباح على سراك رقيبا لـ ابن زيدون وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن ابن زيدون

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد. وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف. فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد. ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين. وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.[١]

تعريف ابن زيدون في ويكيبيديا

أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي القرشي المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م في قرطبة - أول رجب 463 هـ/5 أبريل 1071 م) وزير وكاتب وشاعر أندلسي، عُرف بحبه لولادة بنت المستكفي.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن زيدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي