من يوميات رجل نصف مجنون

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من يوميات رجل نصف مجنون لـ نزار قباني

1
بعد تاريخ من النرجسية
لا ضفاف له ..
وتاريخ من التعددية ..
والشهريارية ..
والراسبوتينية ..
يلاحقني حيث ذهبت .
أشعر برغبة في تجميل صورتي لديك ،
و الاعتذار عن ماض ٍ لم تكوني فيه …
وعن حماقات لم ترتكبيها ..
عن قصائد حب مجنونة
لم تشتركي في كتابتها …

2
بعدما تخليتُ عن هواياتي الأولى
في جمع الطوابع …
وجمع التحف القديمة ..
وجمع النساء الجميلات …
وبعدما ضجرتُ من جسدي
ومن سيوفي الخشبية
ومعاركي الدونكشوتية
وإقطاعاتي التي لا يغيب عنها النهد …
أطرق بابك لاجئاً شعرياً
مطروداً من جميع فنادق العالم .
حتى أقول لك :
بأنك الأنثى الأخيرة .
والمحطة الأخيرة .
والطلقة الأخيرة .

3
لا حاجة لارتداء الملابس المسرحية
أو للتنكر ، يا سيدتي .
فأنا مكشوف على الجهات الأربع ..
وتاريخي معلق على جدران الجرائد العربية ..
وأسماء حبيباتي .. تبث على كل الموجات
عن طريق الأقمار الصناعية .

4
كيف أقنعك ..
بطهارتي ، وطفولتي ، وصوفيتي ؟
وسيرتي الذاتية ، معروضة في كل المكتبات
وتعرفها حتى القطط .. والأسماك ..
والعصافير …

5
كيف يمكنني أن أكون حبيبك ؟
بعد كل هذا التاريخ الذي لا يمكن تجميله ،
ولا ترميمه ..
ولا غسيله بأي مسحوق من مساحيق الغسيل ..

6
كيف أقنعك يا سيدتي ؟
بعدالة قضيتي .
بعد كل هذا التاريخ المضرج بالفضيحة ..
من أول سطر ، حتى آخِر سطر فيه ..
والموثق بمحاضر البوليس ،
ومطالعة النيابة العامة ،
وإفادات ألوف النساء ؟؟

7
كيف يمكن أن تصدق امرأة مثلك
رجلاً مثلي ؟
يحمل على كتفيه ،
خمسين عاماً من الشعر ..
وخمسين عاماً من الجنون ..
ومليون امرأة !!

8
كيف يمكن لامرأة مثلك ..
أن تحب رجلاً مثلي
يقترف كل يوم
قصيدة جديدة ..
وحبيبة جديدة ؟ .

9
إن مشكلتي معك ..
هي أنني لا أستطيع أن أكون سرياً .
فأنا أفرز كلمات الحب
كما تغزل شرنقة الحرير خيوطها ..
وكما تصنع النحلة عسلها ..

10
هل تسمحين لي أن أحبك ؟؟
قد يكون سؤالي مضحكاً
و اعترافاتي قد تأخرت ثلاثين عاماً .
ومع هذا ..
أدخل عليك ، بلا استئذان
لأرمي سلاحي على قدميك ..
وأعطيك مفاتيح مملكتي .

11
أنا لا أريدك أن تتورطي معي
في أي مشروع عاطفي .
فأنا أعرف أن سوابقي كثيرة
وأن سمعتي في المدينة ليست طيبة الرائحة ..
كما أعرف أن ملفي النسائي بين يديك
سوف ينفجر في أية لحظة .
كل هذا أعرفه.
غير أنني أرجوك أن تعطيني فرصة أخيرة
كي أقول : أحبك ..
ولو لمرة واحدة ..
حتى أبلل حنجرتي ..
و أسقي أزاهير رجولتي …

12
هل تسمحين أن …
هل تسمحين أن ..
إنني لا أنتظر جواب أسئلتي .
فالنساء هن مجموعة من الأسئلة
لا يعرف جوابها ..
إلا الله …

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي