مع فاطمة في قطار الجنون

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠٠:٢٤، ٢٠ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مع فاطمة في قطار الجنون لـ نزار قباني

-1-
ابحثي عن رجل غيري ..
إذا كنت تريدين السلامه ..
كل حُـبٍّ حارقٍ ..
هو ـ يا سيدتي ـ ضد السلامه
كل شعر خارق .. هو ـ في تشكيله ـ ضد السلامه
فابحثي عن رجل غيري ..
إذا كنت تحسين بأصوات الندامه
ابحثي عن رجل ..
يمتلك القدرة والصبر .. لتثـقيف حمامه فأنا من قبل .. ما حاولت تـثـقـيـف حمامه ...
إن حبي لك يا سيدتي
أشبه بيوم القيامه ..
من تـُـرى يقدر أن يهرب من يوم القيامه ؟
فاقبلي ما قسم الله عليك ..
بإيمان عميق ٍ .. وابتسامه ..
واتبعيني ..
عندما أركب في الليل قطارات الجنون ..
طالما أنت معي ..
لست مهتما بما كان ..
وما سوف يكون ...

-2-
آهِ .. يا سنبلة القمح التي تخرج من وسط الدموع
دخل السيف إلى القلب ، ولا يمكننا الآن الرجوع
إننا الآن على بوابة العشق الخطيره ..
وأنا أهواك حتى الذبح ..
حتى الموت .. حتى القشعريره ..
نحن مشهوران جدا ..
وجريئان على التاريخ جدا ..
والإشاعات كثيره ..
هكذا يحدث دوما في العلاقات الكبيره ..
آه .. يا فاطمتي ..
يا التي عشت وإياها ملايـين الحماقات الصغيرة
إنني أعرف معنى أن يكون المرء في حالة عشقٍ خلف أسوار الزمان العربي
وأنا أعرف معنى أن يبوح المرء ..
أو يهمس ..
أو ينطق ..
في هذا الزمان العربي ..
وأنا أعرف معنى أن تكوني امرأتي ‎رغم إرهاب الزمان العربي ..
فأنا تطلبني الشرطة للتحقيق في ألوان عينيك ..
وفيما تحت قمصاني ..
وفيما تحت وجداني ..
وأسفاري .. وأفكاري .. وأشعاري الأخيرة .. وأنا لو أمسكوني ..
أسرق الكحل الذي يمطر من عينيك ..
صادتني بواريد العشيره ..
فافتحي شعرك عن آخره ..
إنني مضطهدٌ مثل نبيّ ..
ووحيد كجزيره ..
افتحي شعرك عن آخره ..
وانزعي الدبابيس .. فهذي فرصة العمر الأخيره

-3-
آه .. يا أيقونة العمر الجميلة
يا التي تأخذني كل صباح من يدي نحو ساحات الطفوله ..
وتريني تحت جفنيها شموساً مستحيله ..
وبلاداً مستحيله ..
أنها الكنز الخرافي الذي كان معي في قطارات الشمال ..
إن حبر الصين في عينيك ـ يا سيدتي ـ فوق احتمالي
يا التي تمرق من بين شرايـيني .. كعطر البرتقال ..

-4-
يا التي تشطرني نصفين في الليل ..
وعند الفجر ، تلقيني على ركبتها .. نصف هلالِ ..
يا التي تحتلني شرقا .. وغربا .. ويمينا .. وشمالا ..
استمري في احتلالي ..
أنا مشتاق إلى أيام ( وندر مير)..
مشتاق لأن أمشي وإياك على الماء ..
وأن أمشي على الغيم ..
وأن أمشي على الوقت ..
ومشتاق لأن أبكي على صدرك حتى آخر العمر ..
وحتى آخر الشعر ..
ومشتاق لحانات الضواحي ..
وكراسينا أمام النار ..
مشتاق إلى كل الذرى البيضاء ..
حيث أختلط الكحل الحجازي مع الثلج ..
ومشتاق إلى شيءٍ من الكونياك .. في برد الليالي ..

-5-
أهِ .. يا عصفورة الماء التي تجلس قربي ..
في قطارات الشمال ..
امسكيني من ذراعي جيدا ..
فالقرارات التي يصدرها السلطان لا تشغل بالي ..
وملفاتي لدى الشرطة لا تشغل بالي ..
وحده حبك ـ يا سيدتي ـ يشغل بالي ..
نحن قامرنا كثيرا ..
وتطرفنا كثيرا ..
وتجاوزنا إشارات المرور ..
فامسكيني من ذراعي جيدا ..
لتدور الأرض ..
فالأرض بلا حبٍّ كـبـيـر .. لا تدور ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي