ما جال بعدك لحظي في سنا القمر

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠١:٢١، ٢٠ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما جال بعدك لحظي في سنا القمر لـ ابن زيدون

اقتباس من قصيدة ما جال بعدك لحظي في سنا القمر لـ ابن زيدون

ما جالَ بَعدَكِ لَحظي في سَنا القَمَرِ

إِلّا ذَكَرتُكِ ذِكرَ العَينِ بِالأَثَرِ

وَلا اِستَطَلتُ ذَماءَ اللَيلِ مِن أَسَفٍ

إِلّا عَلى لَيلَةٍ سَرَّت مَعَ القِصَرِ

ناهيكِ مِن سَهَرٍ بَرحٍ تَأَلَّفَهُ

شَوقٌ إِلى ما اِنقَضى مِن ذَلِكَ السَمَرِ

فَلَيتَ ذاكَ السَوادَ الجَونَ مُتَّصِلٌ

لَو اِستَعارَ سَوادَ القَلبِ وَالبَصَرِ

أَمّا الضَنى فَجَنَتهُ لَحظَةٌ عَنَنٌ

كَأَنَّها وَالرَدى جاءا عَلى قَدَرِ

فَهِمتُ مَعنى الهَوى مِن وَحيِ طَرفَكِ لي

إِنَّ الحِوارَ لَمَفهومٌ مِنَ الحَوَرِ

وَالصَدرُ مُذ وَرَدَت رِفهاً نَواحِيَهُ

تومُ القَلائِدِ لَم تَجنَح إِلى صَدَرِ

حُسنٌ أَفانينُ لَم تَستَوفِ أَعيُنُنا

غاياتِهِ بِأَفانينٍ مِنَ النَظَرِ

واهاً لِثَغرِكِ باتَ يَكلَؤُهُ

غَيرانُ تَسري عَواليهِ إِلى الثُغَرِ

يَقظانُ لَم يَكتَحِل غَمضاً مُراقَبَةً

لَرابِطِ الجَأشِ مِقدامٍ عَلى الغِرَرِ

لا لَهوُ أَيّامِهِ الخالي بِمُرتَجِعٍ

وَلا نَعيمُ لَياليهِ بِمُنتَظَرِ

إِذ لا التَحِيَّةُ إيماءٌ مُخالَسَةً

وَلا الزِيارَةُ إِلمامٌ عَلى خَطَرِ

مُنىً كَأَن لَم يَكُن إِلّا تَذَكُّرُها

إِنَّ الغَرامَ لِمُعتادٌ مَعَ الذِكَرِ

مَن يَسأَلِ الناسَ عَن حالي فَشاهِدُها

مَحضُ العِيانِ الَّذي يُغني عَنِ الخَبَرِ

لَم تَطوِ بُردَ شَبابي كَبرَةٌ وَأَرى

بَرقَ المَشيبِ اِعتَلى في عارِضِ الشَعَرِ

قَبلَ الثَلاثينَ إِذ عَهدُ الصِبا كَثَبٌ

وَلِلشَبيبَةِ غُصنٌ غَيرُ مُهتَصِرِ

ها إِنَّها لَوعَةٌ في الصَدرِ قادِحَةٌ

نارَ الأَسى وَمَشيبي طائِرُ الشَرَرِ

لا يُهنَىءِ الشامِتَ المُرتاحَ خاطِرُهُ

أَنّي مُعَنّى الأَماني ضائِعُ الخَطَرِ

هَلِ الرِياحُ بِنَجمِ الأَرضِ عاصِفَةٌ

أَمِ الكُسوفُ لِغَيرِ الشَمسِ وَالقَمَرِ

إِن طالَ في السِجنِ إيداعي فَلا عَجَبٌ

قَد يودَعُ الجَفنَ حَدُّ الصارِمِ الذَكَرِ

وَإِن يُثَبِّط أَبا الحَزمِ الرِضى قَدَرٌ

عَن كَشفِ ضُرّي فَلا عَتَبٌ عَلى القَدَرِ

ما لِلذُنوبِ الَّتي جاني كَبائِرِها

غَيري يُحَمِّلُني أَوزارَها وَزَري

مَن لَم أَزَل مِن تَأَنّيهِ عَلى ثِقَةٍ

وَلَم أَبِت مِن تَجَنّيهِ عَلى حَذَرِ

ذو الشيمَةِ الرَسلِ إِن هيجَت حَفيظَتُهُ

وَالجانِبِ السَهلِ وَالمُستَعتِبِ اليَسَرِ

مَن فيهِ لِلمُجتَلي وَالمُبتَلي نَسَقاً

جَمالُ مَرأَىءً عَليهِ سَروُ مُختَبَرِ

مُذَلِّلٌ لِلمَساعي حُكمَها شَطَطاً

عَليهِ وَهُوَ العَزيزُ النَفسِ وَالنَفَرِ

وَزيرُ سَلمٍ كَفاهُ يُمنُ طائِرِهِ

شُؤمَ الحُروبِ وَرَأيٌ مُحصَدُ المِرَرِ

أَغنَت قَريحَتُهُ مُغنى تَجارِبِهِ

وَنابَتِ اللَمحَةُ العَجلى عَنِ الفِكَرِ

كَم اِشتَرى بِكَرى عَينَيهِ مِن سَهَرٍ

هُدوءُ عَينِ الهُدى في ذَلِكَ السَهَرِ

في حَضرَةٍ غابَ صَرفُ الدَهرِ خَشيَتَهُ

عَنها وَنامَ القَطا فيها فَلَم يَثُرِ

مُمَتَّعٌ بِالرَبيعِ الطَلقِ نازِلُها

يُلهيهِ عَن طيبِ آصالٍ نَدى بُكَرِ

ما إِن يَزالُ يَبُثُّ النَبتَ في جَلَدٍ

مُذ ساسَها وَيَفيضُ الماءَ مِن حَجَرِ

قَد كُنتُ أَحسُبُني وَالنَجمَ في قَرَنٍ

فَفيمَ أَصبَحتُ مُنحَطّاً إِلى العَفَرِ

أَحينَ رَفَّ عَلى الآفاقِ مِن أَدَبي

غَرسٌ لَهُ مِن جَناهُ يانِعُ الثَمَرِ

وَسيلَةً سَبَباً إِلّا تَكُن نَسَباً

فَهُوَ الوِدادُ صَفا مِن غَيرِ ما كَدَرِ

وَبائِنٍ مِن ثَناءٍ حُسنُهُ مَثَلٌ

وَشيُ المَحاسِنِ مِنهُ مُعلَمُ الطُرَرِ

يُستَودَعُ الصُحفَ لا تَخفى نَوافِحُهُ

إِلّا خَفاءَ نَسيمِ المِسكِ في الصُرَرِ

مِن كُلِّ مُختالَةٍ بِالحِبرِ رافِلَةٍ

فيهِ اِختِيالَ الكَعابِ الرَودِ بِالحِبَرِ

تُجفى لَها الرَوضَةُ الغَنّاءُ أَضحَكَها

مَجالُ دَمعِ النَدى في أَعيُنِ الزَهَرِ

يا بَهجَةَ الدَهرِ حَيّاً وَهُوَ إِن فَنِيَت

حَياتُهُ زينَةُ الآثارِ وَالسِيَرِ

لي في اِعتِمادِكَ بِالتَأميلِ سابِقَةٌ

وَهِجرَةٌ في الهَوى أَولى مِنَ الهِجَرِ

فَفيمَ غَضَّت هُمومي مِن عُلا هِمَمي

وَحاصَ بي مَطلَبي عَن وِجهَةِ الظَفَرِ

هَل مِن سَبيلٍ فَماءُ العَتبِ لي أَسِنٌ

إِلى العُذوبَةِ مِن عُتباكَ وَالخَصَرِ

نَذَرتُ شُكرَكَ لا أَنسى الوَفاءَ بِهِ

إِن أَسفَرَت لِيَ عَنها أَوجُهُ البُشَرِ

لا تَلهُ عَنّي فَلَم أَسأَلكَ مُعتَسِفاً

رَدَّ الصِبا بَعدَ إيفاءٍ عَلى الكِبَرِ

وَاِستَوفِرِ الحَظِّ مِن نُصحٍ وَصاغِيَةٍ

كِلاهُما العِلقُ لَم يوهَب وَلَم يُعَرِ

هَبني جَهِلتُ فَكانَ العِلقُ سَيِّئَةً

لا عُذرَ مِنها سِوى أَنّي مِنَ البَشَرِ

إِنَّ السِيادَةَ بِالإِغضاءِ لابِسَةٌ

بَهاءَها وَبَهاءُ الحُسنِ في الخَفَرِ

لَكَ الشَفاعَةُ لا تُثنى أَعِنَّتُها

دونَ القَبولِ بِمَقبولٍ مِنَ العُذُرِ

وَاِلبَس مِنَ النِعمَةِ الخَضراءِ أَيكَتَها

ظِلّاً حَراماً عَلى الآفاتِ وَالغِيَرِ

نَعيمَ جَنَّةِ دُنيا إِن هِيَ اِنصَرَمَت

نَعِمتَ بِالخُلدِ في الجَنّاتِ وَالنَهَرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما جال بعدك لحظي في سنا القمر

قصيدة ما جال بعدك لحظي في سنا القمر لـ ابن زيدون وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن ابن زيدون

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد. وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف. فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد. ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين. وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.[١]

تعريف ابن زيدون في ويكيبيديا

أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي القرشي المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م في قرطبة - أول رجب 463 هـ/5 أبريل 1071 م) وزير وكاتب وشاعر أندلسي، عُرف بحبه لولادة بنت المستكفي.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن زيدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي