لمن تركت فنون العلم والأدب

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٢٠:٤٥، ٣ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن تركت فنون العلم والأدب لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة لمن تركت فنون العلم والأدب لـ معروف الرصافي

لمن تركت فنون العلم والأدب

أما خشيت عليها من يد العطب

نلك المدارس قد أوحشتها فغدت

خلواً من الدرس والطلاب والكتب

ما إن تركت لها في العلم من وطر

ولا لمنتابها في الدرس من أرب

إن الألوسي محموداً عرته لدن

لاقاك محمود شكري خفة الطرب

فاهتزّ لابنٍ أبٌ قي قبره وغدا

يبدي الحفاوة خير ابن لخير أب

بحرين في العلم عجّاجين قد ثويا

فاتصبّ مضطرب في جنب مضطرب

من فخر أزماننا في العلم أنّهما

علاّمتا هذه الأزمان والحقب

عليك شكري غدت شكرى مدامعنا

تكفيك أدمعها السقيا من السحب

ما كنت فخر الألوسيّين وحدهم

بل كلّ من ساد من صيّابة العرب

ولا رزأت النهى والعلم وحدهما

بل قد رزأت صميم المجد والحسب

ولم يخصّ الأسى داراً نعيت بها

بل عمّ مبتعداً من بعد مقترب

من العراق إلى نجد إلى يمن

إلى الحجاز إلى مصر إلى حلب

لقد ترحّلت في يوم بنا انقلبت

حوادث الدهر فيه شرّ منقلب

حتى تقدّم ما في القوم من ذنبٍ

فصار رأساً وصار الرأس في الذنب

وبات يحسو الطلا بالكأس من ذهب

من كان يشرب رنق الماء بالعلب

فاذهب نجوت رعاك الله من زمن

من عاش فيه دعا بالويل والحرب

تستثقل الصدق فيه إذن سامعه

وتطرب القوم فيه رنّة الكذب

والخير قد ضاع حتى أنّ طالبه

لم يلق منه سوى المسطور في الكتب

أما الرجال فنار الشرّ موقدةٌ

فيهم وهم بين نفّاخ ومحتطب

أفعالهم لم تكن جدّاً ولا لعباً

لكن تراوغ بين الجد واللعب

إذا جلست إليهم في مجالسهم

تلقى القوارض فيها ذات مصطخب

أرقى الصحائف فيما عندهم أدباً

ما شذّ منها بهم عن خطّة الأدب

قد يطربون لشتم المرء صاحبه

كأنما الشتم مدعاة إلى الطرب

ويستلذّون من قوم سبابهم

كما استلذّ بحكّ الجلد ذو جرب

لا يغضبون لأمرٍ عمّ باطله

كأنهم غير مخلوقين من عصب

وليس تندى من النكراء أوجههم

كأنما القوم منجورون من خشب

يا راحلاً ترك الآماق سائلةً

يذرفن منسكباً في إثر منسكب

أجبت داعي موت حمّ عن قدر

وأي نفس لداعي الموت لم تجب

والناس أسرى المنايا في حياتهم

من فاته السيف منهم مات بالوصب

هذي جيوش الردى في الناس زاحفةً

لكنهنّ بلا نقع ولا لجب

بين الدواء وبين الداء معترك

فيه قضى ربنا للداء بالغلب

والناس فيه عتاد للحمام فلا

ينجون من عطب إلاّ إلى عطب

وإن للموت أسباباً يسببّها

من سدّ كلِّ طريق عنه للهرب

ولا يخلق الله مخلوقاً يجول به

دم الحياة بلا أم له وأب

ولا يميت بلا داء ولا سقم

ولا يعيش بلا كدٍ ولا تعب

وليس ذلك مِن عجزٍ بخالقنا

عن أن يزجّ بنا في قبضة الشجب

لكنّه جعل الدنيا مسبّبةً

لكل أمرٍ بها لابدّ من سبب

يا من إذا ما ذكرناه نقوم له

على الأخامص أو نجثو على الركب

لقد تركت يتيم العلم منتجاً

والكتب راثيةً منه لمنتحب

إن كنت في هذه الدنيا لمنقطعاً

إليه عن كل موروث ومكتسب

أعرضت عنها مشيحاً غير ملتفت

إلى المناصب فيها أو إلى الرتب

أولعت بالعلم تنميه وتجمعه

منذ الشباب وما أولعت بالنشب

فعشت دهراً حليف العلم تنصره

حتى قضيت فقيد العلم والأدب

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن تركت فنون العلم والأدب

قصيدة لمن تركت فنون العلم والأدب لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي