لم تذكري

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لم تذكري لـ نزار قباني

و قلبت ساعاتي مزيج تحسر بتحسر
و الغصة الحمقاء في حلقي . كطعم الخنجر
و براثن الخيبات تقطر من مشاعري
قاليك ألف تشكري . ..
الأمس-ميلادي -مضى. .. لم تذكري
يا من منحتك سحر تاريخي وأروع أسطري
ورسمت يومك في فضاء المشتري
و به جعلت أساس تقويمي ومبدأ أشهري
و فرشت أرضك من نقاء المرمر
و نظمت روحي في جوارك كالعبير العنبر
و حلمت أن تتذكري . ..
... وتقدري . ..
فمضى المساء على نحيب خواطري
و حصاد أوهامي بتربة قلبك المتحجر
فإليك ألف تشكر . وتشكر. .. وتشكر


يا من جبلت من البديع الساحر
من حقك المشروع أن تتكبري . ..
و تبعثري . ..
وتشتتي حزن القلوب على وساد المجمر
لكن حقي أن اعبر عن عميق تأثري
بهدية . .. فاقت حدود تصوري
بهدية مسخت ربيعي في خريف مقفر
وأنا أرى النسيان يعبث في رفات مآثري
وأجاب بالصحراء و الصحراء رد الكوثر!...
مستذكرا أني منحتك أنهري
مستذكرا أني رميت على دروبك جوهري
وجمعت كنز تمنع . . وتكبر . . و تجبر
يا من وهبتك كل أوراقي و كل دفاتري
فأجبت بالنسيان أمجادي . . ولم تتذكري
قد ألتقيك و ليلك القمري يوقظ ناحري
فتراجعي حبا بربك و ابعدي عن ناظري
فتجاهلي . ..
وتحامقي . ..
و تنكري . ..
و تظاهري . ..
و دعي الوساوس تستبيح شعائري
أرجوك . .. لا تتأسفي وتكرري
وتعللي بهشاشة وتبرري
فأنا و حقك لا أبيع وأشتري
وجميع أعذار الخليقة لن تحلل منكري
ورحيق صوتك لن يطيب – بعد جرحك – خاطري
يا من أتيت على جميع كبائري
ووقفت ترتقبين ليل تبعثري
ما عاد يعنيني سواء ذكرت . .. أم لم تذكري

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي