كل ابن آدم مقهور بعادات

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٢١:٤٣، ٣ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كل ابن آدم مقهور بعادات لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة كل ابن آدم مقهور بعادات لـ معروف الرصافي

كل ابنِ آدم مقهور بعادات

لهنّ يَنقاد في كل الارادات

يَجري عليهنّ فيما يبتغيه ولا

يَنفكّ عنهنّ حتى في الملّذات

قد يَستلِذّ الفتى ما أعتاد من ضرر

حتى يرى في تعاطيه المسرّات

عادات كل امرىءٍ تأبى عليه بأن

تكون حاجاته إلاّ كثيرات

أنّي لفي أسْر حاجاتي ومن عَجبِ

تَعوُّدي ما به تزداد حاجاتي

كل الحياة افتقار لا يفارقها

حتى تنال ِغناها بالمنيّات

لو لم تكن هذه العادات قاهرةُ

لما أسيغت بحالٍ بنت حانات

ولا رأيت ِسكارات يدخّنها

قوم بوقت انفراد واجتماعات

أن الدخان لثانٍ في البلاء إذا

ما عُدّتِ الخمر أولى في البليّات

وربّ بيضاءِ قيدِ الأصبع احترقت

في الكفّ وهي احتراق في الحشاشات

أن مَرّ بين ِشفاه القوم أسودها

ألقي اصفراراً على بيض الثنيّات

وليتها كان هذا حظُّ شاربها

بل قد تفُتّ بكفّيه المرارات

عوائد عمّت الدنيا مصائبُها

وإنما أنا في تلك المصيبات

أن كلّفَتْني السكاري شُربَ خمرتهم

شربت لكن دخاناً من سكاراتي

واخترت أهون شرّ بالدخان وأن

أحرقت ثَوبي منه بالشرارات

وقلت يا قوم تكفيكم مشاركتي

أياكم في التذاذ بالمُضِرّات

أنّي لأمتصَ جمراً ُلفَّ في وَرَق

إذ تشربون لَهيباً ملء كاسات

كلاهما حُمُق يَفتّر عن ضرر

يَسُمّ من دمنا تلك الكُرَيّات

حسبي من الحمق المُعتاد أهونه

أن كان لابد من هذي الحماقات

يا مَن يدخّن مثلي كل آوِنةٍ

لُمْني أَلُمْك ولا تَرض َأعتذاراتي

أن العوائد كالأغلال تَجمعنا

على قُلوب لنا منهنّ أشتات

مقيَّدين بها نمشي على حَذَر

من العيون فنأتي بالمداجاة

قد نُنكِر الفعل لم تألفه عادتنا

وأن علمناه من بعض المُباحات

وربّ شَنعاء من عاداتنا حَسُنت

في زعمنا وهي من أجلَى الشناعات

عناكب الجهل كم ألقت بأدمغة

من الأنام نسيجاً من خرافات

فحرّموا وأحَلّوا حسب عادتهم

وشَوّهوا وَجه أحكام الديانات

حتى تراهم يرون العلم مَنقَصةٌ

عند النساء وأن كنّ العفيفات

وحجّبوهنّ خوف العار لَيتهم

خافوا عليهنّ من عار الجهالات

لم تُحصِ سيّئةَ العادات مقدرتي

مهما تَفَنّنت منها في عباراتي

فكم لها بِدَع سُود قد أصطَدَمت

في الناس منهنّ آفات بآفات

لو لم يكُ الدهر سوقاً رابح باطلها

ما راجتِ الخمر في سوق التجارات

ولا أستمرّ دخان التَبغ ُمنتشراً

بين الورى وهو مطلوب كأقوات

لو أستطعت جعلت التبغ محتكَراً

فوق أحتكار له أضعافَ مَرّات

وزِدت أضعاف أضعاف ضَريبته

حتى يَبيعوه قيراطاً ببدْرات

فيستريحَ فقير القوم منه ولا

يُبْلى به غير مُثرٍ ذي سفاهات

الحُرّ من خرق العادات مُنْتَهِجاً

نهج الصواب ولو ضدّ الجماعات

ومن إذا خَذَل الناس الحقيقة عن

جهل أقام لها في الناس رايات

ولم يَخَف في أتّباع الحق لائمةً

ولو أتَته بحدّ المَشرَفِيّات

وعامل الناس بالإنصاف مُدَّرعا

ثوب الأخوّة من نسج المساواة

أغبىَ البريّة أرفاهم لعادته

وأعقل الناس خرّاق لعادات

شرح ومعاني كلمات قصيدة كل ابن آدم مقهور بعادات

قصيدة كل ابن آدم مقهور بعادات لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها أربعون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي