شرب القوم من لماك عقارا

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٣٦، ٢٢ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شرب القوم من لماك عقارا لـ الأخرس

اقتباس من قصيدة شرب القوم من لماك عقارا لـ الأخرس

شرب القوم من لماك عقاراً

فهمُ اليوم في هواك سكارى

وتجلّى لهم جبينك كالصبح

فراحت به العقول حيارى

قَلَّدَتْك الجفون سيفاً صقيلاً

ومن القدّ ذابلاً خطارا

يا لها من لواحظ في فؤادي

هي أمضى من الحسام غرارا

يا غني الجمال عن كل حسن

لست أشكو إلاَّ إليك افتقارا

سائلينا يا ميّ ما صنع الحبّ

فقد جاور الحدود وجارا

في سبيل الهوى حشاشة صبٍّ

صيرتها حرارة الوجد نارا

ملكت رقة الحسان وأضحت

بهواها تستعبد الأحرارا

لا أقرّ الندى عيون ظباءٍ

أعْدَمتْنا يوم الفراق القرارا

من مجيري من لوعة وغرام

تركتني أُعالجُ الأفكارا

ودموعاً يذيلها ألَم البين

وقلباً من بعدهم مستطارا

ساعداني على الغرام فهذا ال

وجد لم أستطع عليه اصطبارا

وأنشدا لي قلباً مضى أثر الرك

ب وقولاً عن ركبهم أين سارا

آل ميّ وللمحبّ حقوق

هل عَرَفْتُم من بعدهن الذمارا

ما رعيتم حق الجوار لصبٍ

ظَلَّ يرعى ذِمامَكم والجوارا

واصطفى قلبه هواكم ولإنْ كا

ن كما قيل صفوُهُ أكدارا

كم دموع قد أطلق الوجد منّا

وقلوب بالرقمتين أسارى

باكرتها الصّبا صباحاً فجاءت

تحمل الزند عنهم والعرارا

بَلِّغينا يا ريحُ أنفاس أرضٍ

طالما قد خَلَعْتُ فيها العذارا

ووهبنا منه العقول عقاراً

أدركتْ من حوادث الدهر ثارا

أطلعت أكؤس السقاة شموساً

يستحيل الظلام منا نهارا

تحسب الكأس والحباب عليه

فلكاً في نجومه دوّارا

كم تبدّت لنا بوجه مليح

جنّةً تدخل المحبَّ النارا

وكأنَّ النجوم طرف حسود

قد رأى طلعة الصباح فغارا

إذ تجلّى كأنّه ظُلمة الشّعر

تبدّى على نحور العذارى

وعلى هذه اللذائذ مرّت

واستمرَّت أوقاتها استمرارا

أفيقضى لها بردٍ فأقضي

من ليالي أيّامها أوطارا

قوضّي للمسير أيّتها النوق

وجوبي مهامهاً وقفارا

أهبوب النسيم ذكّرك الحيّ

وأذكى منك الجوى تذكارا

وادكرتِ الأطلال حياً فأرسل

ت عليه من الدموع الغزارا

والهوى للنفوس لا زال كالريح

يذيع الأشجان والأسرارا

وكأنّي أرى هواك وإن لم

تظهريه إلى الحمى إقرارا

لا سقاك الحيا إذا أنت حاولت

سوى ربع محمود دارا

آية الله يفحم الله فيه

كلّ من كانَ فاجراً كفارا

يذهل الفكر بالمعاني وبالخطّ

يروق العيون والأبصارا

راكب من سوابق العزم خيلاً

أمِنَتْ في سباقهن العثارا

أظهر المعجزات في العلم حتَّى

كانَ منها الحسودُ أنْ يتوارى

حجج تلزم الجحود فما يقدر

يوماً لشمسها إنكارا

قلّد الله ديننا بشهاب ال

دين سيفاً مهنداً بتارا

فحقيق لمثل بغداد أن تفخر

فيه وتفضل الأمصارا

يا أبا عبد الله قد نلت عزاً

كانَ ذلاً على عداك وعارا

كل من نال غير ذاتك فضلاً

كانَ حلياً من غيره مستعارا

كلما زدت بالعلوم اطّلاعاً

زادك الله رفعة ووقارا

وإذا طاولتك أبواعُ قوم

أصبحتْ عن مدى علاك قصارا

أنتَ في العلم واحدٌ لا يسا

ووك مقاماً ورتبة وفخارا

هل تنوب العصيّ عن مضرب

السيف وتغني عن العقاب الحبارى

فإذا قيست الأكابر في عليا

ك كانوا كما عَلِمْتَ صغارا

أعجز الخلق ما صنعتَ إلى أنْ

علموا أنك الَّذي لا يجارى

وبتفسيرك الكتاب الَّذي أوضح

ت فيه من العلوم منارا

قد حلا لفظه وراق فهل

كنت من الشهد لفظه مشتارا

ومبانيه تملك اللبّ في الحسن

بلاغاً وحكمة واختصارا

كم رموزٍ كشفتها بذكاءٍ

كاشف عن دقيقها الأستارا

بتصانيفك الَّتي الهدي فيها

قد ملأت الفجاجَ والأقطارا

فإذا كنت أكبر الناس قدراً

ما لنا لا نرى بك استكبارا

أنت معنىً كُوِّنْتَ في خاطر ال

دهر إلى أن برزَت منه ابتكارا

وكأنَّ الزمان أذنبَ حتَّى

بك قد جاءنا الزمان اعتذارا

فتنقلت في مناصب مجد

وكذا البدر لم يزل سيارا

صرت تاجاً على رؤوس المعالي

وأرى المجدَ حيثما صرت صارا

مالكي في جمال برّ سجايا

أعْوزَتْنا الأشباه والأنظارا

حيث لم أستطع مكافاتك الفض

ل بشيء أنْشَدْتُك الأشعارا

وقليل لك المديح وإنْ كنتُ

بمديحك شاعراً مكثارا

لا عدمنا على دوام الليالي

طلعةً منك تخجل الأقمارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة شرب القوم من لماك عقارا

قصيدة شرب القوم من لماك عقارا لـ الأخرس وعدد أبياتها اثنان و ستون.

عن الأخرس

عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب. شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة. ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه. له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي