راشيل وأخواتها !

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة راشيل وأخواتها ! لـ نزار قباني

1
وجه قانا ..
شاحب اللون كما وجه يسوع .
وهواء البحر في نيسان ،
أمطار دماء ، ودموع ..

2
دخلوا قانا على أجسادنا
يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب .
ويعيدون فصول المحرقة ..
هتلر أحرقهم في غرف الغاز
وجاؤوا بعده كي يحرقونا ..
هتلر هجَّرهم من شرق أوروبا ..
وهم من أرضنا قد هجَّرونا ..
هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم
ويريح الأرض منهم ..
فأتوا من بعده .. كي يمحقونا !! .

3
دخلوا قانا .. كأفواج ذئاب جائعة ..
يشعلون النار في بيت المسيح .
ويدوسون على ثوب الحسين ..
وعلى أرض الجنوب الغالية ..

4
قصفوا الحنطة ، والزيتون ، والتبغ ،
وأصوات البلابل ..
قصفوا قدموس في مركبه ..
قصفوا البحر.. وأسراب النوارس ..
قصفوا حتى المشافي .. والنساء المرضعات ..
وتلاميذ المدارس .
قصفوا سحر الجنوبيات
واغتالوا بساتين العيون العسلية ! ..

5
… ورأينا الدمع في وجه عليٍّ .
وسمعنا صوته وهو يصلي
تحت أمطار سماءٍ دامية …

6
كل من يكتب عن تاريخ ( قانا )
سيسميها على أوراقه :
( كربلاء الثانية ) !! .

7
كشفت ( قانا ) الستائر ..
ورأينا أمريكا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق ..
وتقود المجزرة ..
تطلق النار على أطفالنا دون سبب ..
وعلى زوجاتنا دون سبب .
وعلى أشجارنا دون سبب .
وعلى أفكارنا دون سبب .
فهل الدستور في سيدة العالم ..
بالعبري مكتوب .. لإذلال العرب ؟؟

8
هل على كل رئيس حاكم في أمريكا ؟
إن أراد الفوز في حلم الرئاسة ..
قتلنا ، نحن العرب ؟

9
انتظرنا عربياً واحداً .
يسحب الخنجر من رقبتنا ..
انتظرنا هاشمياً واحداً ..
انتظرنا قرشياً واحداً ..
دونكشوتاً واحداً ..
قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه …
انتظرنا خالداً .. أو طارقاً .. أو عنترة ..
فأكلنا ثرثرة .. وشربنا ثرثرة ..
أرسلوا فاكساً إلينا .. استلمنا نصه
بعد تقديم التعازي .. وانتهاء المجزرة !! ..

10
ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا ؟
ما الذي تخشاه من ( فاكساتنا ) ؟
فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد ..
فهو نص واحد نكتبه
لجميع الشهداء الراحلين .
وجميع الشهداء القادمين !! .

11
ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟
وجرير .. والفرزدق ؟
ومن الخنساء تلقي شِعرها عند باب المقبرة ..
ما الذي تخشاه من حرق الإطارات ..
وتوقيع البيانات .. وتحطيم المتاجر ..
وهي تدري أننا لم نكن يوماً ملوك الحرب ..
بل كنا ملوك الثرثرة ..

12
ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل ..
ومن شق الملاءات .. ومن لطم الخدود ؟
ما الذي تخشاه من أخبار عاد وثمود ؟؟

13
نحن في غيبوبة قومية
ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريداً …

14
نحن شعب من عجين .
كلما تزداد إسرائيل إرهاباً وقتلاً ..
نحن نزداد ارتخاء .. وبروداً ..

15
وطن يزداد ضيقاً .
لغة قطرية تزداد قبحاً .
وحدة خضراء تزداد انفصالاً .
شجر يزداد في الصيف قعوداً ..
وحدود كلما شاء الهوى ..
تمحو حدودا !!

16
كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟
كيف لا تلغي هشاماً، وزياداً ، والرشيدا ؟
وبنو تغلب مشغولون في نسوانهم …
وبنو مازن مشغولون في غلمانهم ..
وبنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها ..
ويبيحون شفاهاً .. ونهوداً !! .

17
ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب
بعدما صاروا يهودا ؟؟ …

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي