خطرت تحمل من سلمى سلاما

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٢٣:٠٣، ١٩ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خطرت تحمل من سلمى سلاما لـ عماد الدين الأصبهاني

اقتباس من قصيدة خطرت تحمل من سلمى سلاما لـ عماد الدين الأصبهاني

خطرتْ تحملُ من سَلْمى سلاما

فانثنى يشكرُ إنعامَ النُّعامى

مُغرمٌ هاجتْ جواهُ نَسْمةٌ

يا لها من نسمة هاجتْ غراما

نفحةٌ أذكَتْ بقلبي لَفْحةً

كلّما هبّتْ له زادتْ ضِراما

عاتبتْ سلمى سُميراً أَم ترى

غازلتْ بالرَّوضِ أَنفاس الخُزامى

يا لأَوطارِي فقد أَنشرها

نشرها من بعدِ ما كانتْ رِماما

ذكّرتْ ريحُ الصّبا رَوْحَ الصِّبا

وزماناً كنتُ بل كانَ غلاما

ونديماً ليَ لم أَندمْ بهِ

يا رعاهُ اللّهُ من بينِ النُّدامى

ألهمَ الدَّوح التّثنِّي بثّهُ

شَجْوَهُ بل علّمَ النّوْحَ الحَماما

قالَ ما أَطيبَ أَيامَ الصِّبا

قلتُ ما أَطيبَهُ لو كان داما

كان وعداً بالأَماني مُزنُهُ

كلّما استسقيتُهُ عادَ جَهاما

وهضيمُ الكَشْحِ في حبّي له

لم يَزدْني كاشحي إلاَّ اهتضاما

كَرُمَ العاشقُ منه مثلما

لؤُمَ العاذِلُ فيه حينَ لاما

بقَوامٍ علّمَ الهزَّ القنا

ولحاظٍ تُودِعُ السُّكرَ المُداما

أَتراهُ إذْ تثنّى ورنا

سمهريّاً أَمْ سلّ حُساما

خدَّهُ يجرحُهُ لحظُ الورى

فلذا عارِضُهُ يلبسُ لاما

ويُريكَ الخطّ منه دائراً

هالةَ البدرِ إذا حطَّ اللِّثاما

وكثيبُ الرَّملِ قد أَخجلَهُ

وقضيبُ البانِ رِدفاً وقَواما

أَنا منه ومن العُذّال في

نَصَيبٍ أَشكو مَلالاً وملاما

لم تكن تلكَ وق لاحَظْنَني

لحظاتٍ إنّما كانتْ سهاما

تركتْ في غَمَراتٍ مُهْجَتي

غمرات ملكت منها الزِّماما

مهجةٌ أَرخصَها سَوْمُ الهوى

وتسامى عزَّةً من أَنْ تساما

ومقامي بعد توديعهمُ

بالحِمى ما خِلتُهُ إلاَّ حِماما

عَدِمَ الإصباح ليلي بعدَكُمْ

أَسفِروا لي مرّةً تجلُو الظلاما

بتُّ عن طيفكُمُ مُتسخبِراً

من غرامي بكُمُ من كان ناما

وغرامي رُمْتُ أَنْ أَكتمه

فأَبى الدَّمعُ لأَسراري اكتتاما

ولماذا ظمئِتْ نحوَكُمُ

مقلةٌ إنسانُها في الدَّمعِ عاما

يا رفيقيَّ ارفقا بي فالهوى

عُنْفُهُ يكفي المحِبَّ المُستهاما

أَنجِداني فبنجدٍ أَرَبي

حين غيري شامَ بالغَوْرِ الشَّآما

وانشُرا عنديَ أَخبار الحمى

فبأَخبارِ الحمى قلبيَ هاما

ناظري من دمعتي في شُغُلٍ

فانظُروا عنّيَ هاتيكَ الخِياما

سارَ قلبي يومَ ساروا وانْثَنَوا

نحوَ نجدٍ وأَقاموا فأَقاما

عَلِّلاني بأَحاديثِهمُ

فأَحاديثُهُم تَشفي الأُواما

هذه أَطلالُهمْ تشكو الظَّما

فدعا الأَدمُعَ تنهلُّ انسجاما

رِفقاً نستَسقِ جَدْوَى ظَفَرٍ

فهو من بَخَّلَ بالجودِ الغَماما

فهو الغيثُ إذا بَثَّ اللُّها

وهو اللّيثُ إذا فَلَّ اللَّهاما

لم يزِدْ أَعداءَه يومَ الوغى

والقنا إلاَّ انحطاطاً وانحِطاما

إجتلَى من مَشرِق المجدِ السّنا

وامتطى من بازلِ المُلك السَّناما

وأَضاءَتْ بسَنا سُنّتهِ

ظُلَمُ الظُّلمِ لأَيامِ الأَيامى

أولدَتْ أَنعمُهُ عُقْمَ المُنى

وشفى من يأسِنا الدّاءَ العُقاما

كرمٌ يُحيي وبأْسٌ مهلِكٌ

وهما ما صَحِبا إلاَّ هُماما

أَنتَ عذْرُ الدَّهر يا واحدَهُ

ولقد أَعظمَ لولاه اجتراما

ببنيهِ ملكاً أَو سُوقةً

ملأَ الأرضَ طغاةً وطَغاما

ليس بدْعاً سَقَمي من صحتي

فالقنا حُطِّمَ من حيثُ استقاما

وإذا المرءُ تشكّى خطّةً

كانت الصِحّة للنفسِ سَقاما

صُغتُها منظومةً في مدحِكُمْ

فتلاها الدُّرُّ فذّاً وتُؤاما

جمعتْ لفظاً ومعنىً شائقاً

بَعُدا في الحُسن مرمىً ومراما

هيَ راحٌ كيف حلّتْ عَجَباً

وهي سِحرٌ كيف ما كانت حراما

فاغتنمها إنَّما أَوفى الورى

مَنْ يَرى من مثليَ الحمد اغتناما

شرح ومعاني كلمات قصيدة خطرت تحمل من سلمى سلاما

قصيدة خطرت تحمل من سلمى سلاما لـ عماد الدين الأصبهاني وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن عماد الدين الأصبهاني

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني. مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه. واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق. فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين. وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه. لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها. له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي