حدائق القصر الصيفيّ في ليننغراد

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حدائق القصر الصيفيّ في ليننغراد لـ نزار قباني

أمشي على أوراق الخريف , في حدائق القصر الصيفيّ في ليننغراد .
أكسرها .. وتكسرني ..
ألوان الشجر متدرجة بين لون النار , ولون الذهب العتيق . والأزرق الصفراء , والحمراء , والنحاسية , أشبه بكتاب سطوره تحترق ..
الشمس , على شاطئ بحر البلطيك , برتقالة ٌ غارقة ٌ في الماء . ومياه الخليج الفنلندي تغني بصوتٍ رمادي ..
الله .. كم أحبّ السماوات الرمادية .. والمدنَ الرمادية .. والمواعيد الرمادية ..
وحبي لك كان دائماً طفلاً ذا عينين رماديتين ..
هل أعترف لكِ بشيء ؟.
إن السماوات الكثيفة الزرقة تضايقني .. أفضل السماوات التي تكون العتمة فيها مضيئة , والضوء معتماً .. وأجمل العيون عندي هي العيون التي تكون في حالة تعتيم جزئي ..
على سواحل بحر الشمال تلتفّ ذراعي حول خصرك بحركة تلقائية ..
على كل البحار أنتِ متمددة ..
وعلى سطوح كل المراكب أنت مستلقية ..
سمك منتشر في شراييني كبقعة حبر على ثوب أبيض .. ونهدك يعطيني عنكِ خرافة ..
فنحن نسقط إلى الأعلى , فنتدحرج إلى ذروة الشمس , يمسح الواحدُ منا حدود الآخر .. يـُلغيه ..
حين تكونين معي . يكون واحدٌ منا فقط , ينتهي واحدٌ منا . يصير صوتكِ امتداداً لفمي , وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك .. ويصير شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني .

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي