حبيبتي تقرأ فنجانها

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠٠:٢٤، ٢٠ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حبيبتي تقرأ فنجانها لـ نزار قباني

-1-
توقفي .. أرجوك .. عن قراءة الفنجان حين تكونين معي ..
لأنني أرفض هذا العبث السخيف ، في مشاعر الإنسان .
فما الذي تبغين ، يا سيدتي ، أن تعرفي ؟
وما الذي تبغين أن تكتشفي ؟.
أنت التي كنت على رمال صدري ..
تطلبين الدفء والأمان ..
وتصهلين في براري الحب كحصان
ألم تقولي ذات يوم ..
إن حبي لك من عجائب الزمان ؟
ألم تقولي إنني ..
بحر من الرقة والحنان ؟
فكيف تسألين ، يا سيدتي ،
عني .. ملوك الجان ؟
حين أكون حاضراً ..
وكيف لا تصدقين ما أنا أقوله ؟
وتطلبين الرأي من صديقك الفنجان ...

-2-
توقفي .. أرجوك .. عن قراءة الغيوب ..
إن كان من بشارة سعيدةٍ ..
أو خبر ..
أو كان من حمامة تحمل في منقارها مكتوب ..
فإنني الشخص الذي سيطلق الحمامه ..
وإنني الشخص الذي سيكتب المكتوب ..
أو كان يا حبيبتي من سفرٍ..
فإنني أعرف من طفولتي .. خرائط الشمال والجنوب ..
وأعرف المدائن التي تبيع للنساء أروع الطيوب ..
وأعرف الشمس التي تنام تحت شرشف المحبوب ..
وأعرف المطعم الصغير الذي يشتبك الأيدي به ..
وتهمس القلوب للقلوب ..
وأعرف الخمر التي تفتح يا حبيبتي نوافذ الغروب
وأعرف الفنادق الصغرى التي تعفو عن الذنوب
فكيف يا سيدتي ؟
لا تقبلين دعوتي
إلى بلادٍ هربتْ من معجم البلدان
قصائد الشعر بها ..
تنبت كالعشب على الحيطان ..
وبحرها ..
يخرج منه القمح .. والنساء .. والمرجان ..
فكيف يا سيدتي ..
تركتـني .. منكسر القلب على الإيوان
وكيف يا أميرة الزمان ؟ .
سافرت في الفنجان ...

-3-
تـوقـفـي فورا ..
فإني لست مهتما بكشف الفال ..
ولست مهتما بأن أقيم أحلامي على رمالْ
ولا أرى معنى لكل هذه الرسوم ، والخطوط ، والظلال ..
مادام حبي لك يا حبيبتي .. يضربني كالبرق والزلزال ..
فما الذي يفيدك الإسراف في الخيال ؟
ما دام حبي لك يا حبيبتي
يُـطْـلِـعك كل لحظة سنابلا من ذهبٍ .. وأنهرا من عسل .. وعطر برتقال ..
فما الذي يفيدك السؤال ؟
عن كل ما يأتيك من رسائـلٍ
وكل ما يأتيك من أطفال ..
وكيف ، يا سيدتي ،يفكر الرجال ..
* * *
توقـفي فـورا ..
فإني أرفض التزيـيف في مشاعر الإنسان
توقفي .. توقفي ..
من قبل أن أحطم الفنجان...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي