ثمن قصائدي

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠٠:٢٣، ٢٠ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ثمن قصائدي لـ نزار قباني

" لقد أحبت شاعراً "
و تمضغ النساء في المدينة القديمة ..
قصتنا العظيمة ..
ويرفع الرجال في الهواء
قبضاتهم .. وتشحذ الفؤوس ..
وتقرع الكؤوس بالكؤوس ..
كأنها .. كأنها جريمة ..
بأن تحبي شاعراً ...
فراشي ..
يا ليت باستطاعتي
أن لا أكون شاعراً ..
يا ليتني ..
أقدر أن أكون شيئاً آخراً
مرابياً , أو سارقاً ..
أو قاتلاً ..
أو تاجراً
يا ليتني أكون يا صديقتي الحزينه ..
لصاً على سفينه ..
قربما تقبلني المدينة ..
مدينة القصدير والصفيح , والحجر .
تلك التي سماؤها لا تعرف المطر ..
وخبزها اليومي ..
حقد وضجر ..
تلك التي .. تطارد الحرف ..
وتغتال القمر ..
يا ليت باستطاعتي ..
يا نجمتي ,
يا كرمتي ,
يا غابتي ,
أن لا أكون شاعراً ..
لكنما السعر قدر ..
فكيف , يا لؤلؤتي وواحتي ..
أهرب من هذا القدر ؟
*
الناس في بلادنا السعيدة ..
لا يفهمون الشاعرا ..
يرونه مهرجاً يحرك المشاعرا ..
يرون قرصاناً به
يقتنص الكنوز .. والنساء .. والحرائرا
يرون فيه ساحرا ..
يحول النحاس فس دقيقة
إلى ذهب ..
ما أصعب الأدب !
فالشعر لا يقرأ في بلادنا لذاته ..
لحرسه ..
أو عمقه ..
أو محتوى لفظاته ..
فكل ما يهمنا ..
من شعر هذا الشاعر ..
ما عدد النساء في حياته ؟
وهل له صديقة جديدة ؟
فالناس ..
يقرأون في بلادنا القصيده ..
ويذبحون صاحب القصيده ..
أعطيت هذا الشرق من قصائدي بيادرا
علقت في سمائه .. النجوم والجواهرا
ملأت يا حبيبتي ..
بحبه الدفاترا ..
ورغم ما كتبته ..
ورغم ما نشرته
ترفضني المدينة الكئيبة ..
تلك التي سماؤها لا تعرف المطر ..
وخبزها اليومي .. حقد وضجر ..
ترفضني المدينة الرهيبة ..
لأنني .. بالشعر يا حبيبه .
غيرت تاريخ القمر ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي