تكذيب رسمي لسيدة ثرثارة

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تكذيب رسمي لسيدة ثرثارة لـ نزار قباني

لماذا تقولين للناس إني حبيبك ؟ ..
في حين لا أتذكر أني ...
وتروين أشياء مرت بظنك أنتِ ،
ولكنها لم تمر بظني ؟
*
لماذا تقولين ما لا يقال ؟
وتبنين كل قصورك فوق الرمال
وتستمتعين بنسج أقاصيص فاقت حدود الخيال
لماذا تقولين : إني خدعتك ..
إني ابتززتك ..
إني اغتصبتك ..
في حين لا أتذكر أني ..
فهل تفعلين الذي تفعلين ؟
ترى من قبيل التمني ..
*
لماذا تغشين في ورق الحب ؟.
تحترفين الفضيحة ،
تحترفين الإشاعة ،
تحترفين التجني ..
لماذا تقولين :
إن بقايا الأظافر فوق ذراعك مني ...
وإن النزيف الخفيف بزاوية الثغر مني ...
وإن شظايا الزجاج المكسر ما بين نهديك .. مني ..
*
لماذا تقولين هذي الحماقات ؟
في حين لا أتذكر أني رأيتك ..
لا أتذكر أني اشتهيتك ..
لا أتذكر أني لمستك ...
لا أتذكر أني ..
فهل تفعلين الذي تفعلين ؟
ترى من قبيل التمني ..

لماذا تسيئين فهم حناني ؟
وتخترعين كلامًا عن الحب ما مر فوق لساني
وتخترعين بلادًا إليها ذهبنا ..
تخترعين فنادق فيها نزلنا ..
وتخترعين بحارًا ..
تخترعين مواني
وتخترعين لنفسك ثوبًا
من الورد ، والنار ، والأرجوانِ ..
لماذا ، على الله سيدتي ، تكذبين ؟
وهل تفعلين الذي تفعلين ؟
ترى من قبيل التمني ..
*
لماذا تقولين ؟
إن ثلاثة أرباع شعري ..
عن الحب ، كانت أليك ..
وإني اقتبست حروف الكتابة من شفتيك ..
وإني تربيت مثل خروف صغير على ركبتيك ..
لماذا تجيدين فن الرواية ؟
تختلقين الزمان ..
المكان ..
الوجوه ..
الحوار ..
الثياب ..
المشاهد ..
*
في حين لا أتذكر وجهك بين حطام الوجوه ،
وبين حطام السنين ..
ولا أتذكر أني قرأتك ..
في كتب الورد والياسمين
فهل تكتبين السيناريو الذي تشتهين ؟
لكي تطمئني ..
وهل تفعلين الذي تفعلين ؟
ترى ، من قبيل التمني ...
*
لماذا تقولين بين الصديقات والأصدقاء ؟
بأني اختطفتك ..
- رغم احتجاج رجال القبيلة ،
رغم نباح الكلاب ، وسخط السماء -
لماذا تعانين من عقدة النقص ؟
تختلقين الأكاذيب ..
تنتحرين بقطرة ماء ..

تستعملين ذكاءك حتى الغباء ..
لماذا تحبين تمثيل دور الضحية ؟
في حين ليس هناك دليل ..
وليس هناك شهود ..
وليس هنا دماء ..
*
لماذا تقولين :
إنك مني حملتِ .. وأَجهضت ..
في حين لا أتذكر أني تشرفت يومًا بهذا اللقاء
ولا أتذكر من أنتِ .. بين زحام النساء
ولا ربط الجنس بيني وبينك ..
لا في الصباح .. ولا في المساء
ولا في الربيع .. ولا في الشتاء
فكيف إذن تزعمين
بأني .. وأني .. وأني ..
وهل كان حملك مني
ترى من قبيل التمني ؟ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي