بيان ضد كل شيء

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بيان ضد كل شيء لـ نزار قباني

1
كتابة قصيدة حب ..
في الوطن العربي .
تشبه حياكة قميص من الحرير
لأجسادٍ .. تعودت أن تلبس الخيش !! .

2
كلما تغزلتُ بامرأة جميلة ..
وأهديتها زهرة ياسمين .
جاء عمال البلدية في اليوم الثاني
فاقتلعوها ..
وبنوا في مكانها سجناً للنساء !! .

3
ماذا بوسع الشِعر أن يفعل ؟
إن العالم العربي
يحتاج إلى مليون شاعر
حتى يكتشفوا في رمال الصحراء
إبرة الحرية !! .

4
لا أعتذر عن أية قصيدة نشرتها
فالشاعر يتجمل بأخطائه ..
ويكررها ..
كما يكرر البحر زرقته ..
والقمر بياضه ..
والوردة أريجها ..
والمرأة ماكياجها اليومي …

5
الرجال العرب .
مسؤولون عن وأد المرأة في العصر الجاهلي ..
وعن إهانة عقلها .. وحصار جسدها ..
والمتاجرة بأنوثتها .. وتهميش ثقافتها ..
في عصر الأٌقمار الصناعية …

6
اعشقي .. من شئت ..
وتزوجي .. من شئت ..
وسافري مع من شئت ..
فحيث تكونين ..
أنت جزء من قصيدتي !! ..

7
سوف يأتي يوم
لا تجدين فيه أمامك على طاولة الزينة ..
إلا قصائدي …

8
لكل امرأة جديدة ..
أكتب قصيدة جديدة ..
ليس عندي ثياب جاهزة
لكسوة كل نساء القبيلة …

9
إنني لم أرث حبيباتي
عن عمر بن أبي ربيعة ..
ولا عن سواه من الشعراء الغزليين ..
فأنا أعجن نسائي بيدي ، كفطائر العسل ..
وأسبكهن في مختبري ، كدنانير الفضة ..
إنني في شؤون الحب ..
لا أؤمن باستعارة النساء من الآخرين ..
ولا أقبل أن أعشق امرأة ..
تأتيني عن طريق الهبة ، أو الوصية ، أو الخلعة الأميرية ..

10
إنني في كل خياراتي الشعرية .
أرفض استعمال المستعمل ! ..

11
ثمة رجال مثقفون .
عندما يجلسون مع امرأة ..
يتصرفون كأميين ..
ويُتـَأتِئون على سرير الحب …
كأنهم لا يعرفون القراءة .. ولا الكتابة !! .

12
الجنس عزف حضاري على وترين .
وقصيدة يكتبها جسدان …
ولكنه يفشل في بلادنا
لأنه يحدث بين فراشة ربيعية …
وبين ( بولدوزر ) !! .

13
أذهب إلى موعدك ..
لاهثاً .. ومتحمساً .. ومبهوراً ..
كما أذهب إلى ورقة الكتابة …

14
ليس هناك ما يكسرني
سوى إقلاع طائرتك ..
ليس هناك ما يلصقني
سوى هبوطها مرة ثانية
على صدري …

15
كلما أحببتك ..
كبرت مساحة حريتي .
إنني لا أستطيع أن أعشق امرأة
لا تحررني !! .

16
لا أحب قصائدي
التي تلبس السترة الواقية من الرصاص
وتضع في جيبها بوليصة تأمين ..
وتكون برداً وسلاماً ..
على من يقرأونها …

17
أحب قصائدي .. التي تعصف .. وتفتك ..
وترج طمأنينة الدراويش
وتوصلني .. مرة إلى غرفة الإنعاش ..
ومرة إلى النيابة العامة ..
ومرة .. إلى حبل المشنقة …

18
أنا لا أصنع لكم بشعري كراسي هزازة ..
من أجل قيلولتكم ..
إنني أصنع لكم وسائد محشوة بالأعاصير ..
ودبابيس القلق .. وسكاكين الأسئلة ! ..

19
القصيدة .. ليست مضيفة طيران ..
مهمتها الترفيه عن المسافرين .
ولكنها .. امرأة انتحارية ..
تخطط لخطف الطائرة !! .

20
بيني وبين الشعب العربي
ميثاق شرف ..
عمره خمسون عاماً .
كل المواثيق الأخرى
التي تحمل إمضاء أبي لهب ..
أكلها اللهب !! .

21
يبقى الجمهور العربي
ثروتي القومية .
ولو أنني غامرتُ بهذا الرصيد العظيم
لأعلنتْ محكمة الشعر إفلاسي
وختمتْ قصائدي بالشمع الأحمر ..

22
لم أتناول العشاء أبداً
على مائدة أي سلطان ..
أو جنرال ..
أو أمير ..
أو وزير ..
إن حاستي السادسة كانت تنبئني
أن العشاء مع هؤلاء ..
سوف يكون العشاء الأخير !! .

23
القصيدة التي لا تنزف
على أصابع قرائها ..
مصابة بفقر الدم …

24
منذ أن أصبح الوطن
لا يأكل سوى الخوف ..
ولا يتقيأ سوى الزجاج .. والمسامير ..
توقفت عن الشعر
عن صناعة الشوكولاتة !! .

25
( أعمالي الشعرية الكاملة ) ..
لم تكتمل .. ولن تكتمل أبداً ..
طالما أن الأصابع لا تزال ترتعش ..
والقلب لا يزال مستنفراً ..
وأمطار الكحل لا تزال تنهمر ..
والهاتف لا يزال يرن ..
والبريد لا يزال يصل ..
والنساء الجميلات ..
لا يزلن في غرفة الانتظار !! .

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي