اليوميات السرية لقصيدة عربية

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة اليوميات السرية لقصيدة عربية لـ نزار قباني

1
إذا سمعنا شاعراً ..
يقرأ , في أمسيةٍ شعريةٍ, أشعارهُ
قلنا لهُ : (أحسنتَ يا مطربنا الكبيرْ)
إعقدْ على خصركَ شالاً أحمراً ..
وارقص لنا ,
آخرَ ما كتبتَ .. يا شاعرنا الشهيرْ .
أرقصْ لنا .. أرقص لنا ..
فنحن قومٌ لا يرونَ الفرقَ
بين دقة الخصر ِ .. وبينَ دقة التعبيرْ ..
2
إذا رأينا شاعراً
يفتحُ فوقَ منبر شريانهُ
مبشراً بوردة التغييرْ
قلنا لهُ :
نريدُ أن تسمعنا (طقطوقة ً) جديدة
تنقذنا من صحوة الضميرْ
كأنما وظيفة ُ الشاعر
أن يخدرَ العقلَ ..
وأنْ يـُعطل التفكيرْ ..
3
إذا رأينا شاعراًً
ينزفُ من جناحهِ كطائر الكنارْ
من أول الليل , إلى ولادة النهارْ
قلنا لهُ : (ما صارْ) ..
قلنا له : (ما صارْ) ..
لا بدّ أن تموت فوق أصابع القيثارْ
لا بدّ أن تموتَ يا مهيارْ
فليسَ في التاريخ من قصيدةٍ عظيمةٍ
لم تحترق بالنارْ ...
4
إذا رأينا شاعراً
يلفظُ فوقَ منبر ٍ أنفاسهُ
في قاعة ..
تكتظ بالسعال , والتصفيق , والصفيرْ ..
قلنا له :
أعدْ .. أعدْ ..
يا صاحب الحنجرة الحريرْ .
أعدْ ...
أعدْ ...
فما شبعنا طرباً
ولا اشتركنا ,
في طقوس موتكَ المثيرْ ..
يا عندليبَ الليل ..
يا شاعرنا الكبيرْ ..
5
... ونرفع الكؤوسَ نخبَ الشاعر الكبيرْ
ونشربُ الويسكي حتى الرمق الأخيرْ
وعندما يفرغُ من وصلتهِ ..
نطردهُ ..
ونأخذ ُ القصيدة َ العصماءَ للسريرْ ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي