النوادر المُطربة/في طلب الثأر والدية والرخصة في الاقتصاص

من موسوعة الأدب العربي
< النوادر المُطربة
مراجعة ١٢:٠٦، ٢٤ أغسطس ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (في طلب الثأر والدية والرخصة في الاقتصاص)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

في طلب الثأر والدية والرخصة في الاقتصاص

القسم الرابع

قال الله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ.١

والجروح قصاص فقد جعلنا لوليِّه سلطانًا فلا يُسرف في القتل.

قال الجاحظ: كانت الديَّة والصدقة مما عند الرجل إن تمرًا فتمرُ، وإن شاء فشاءُ، وكانوا يعيرون من ديته التمر، قال الشاعر:

أَلَا أَبْلِغُ بَنِي وَهْبٍ رَسُولًا

بِأَنَّ التَّمْرَ حُلْوٌ فِي الشِّتَاءِ

فعُيِّر في هذا بشيئين: بأخذ الدية وبأن ديتهم التمر.

التعيير بترك الثأر والحث على أخذه

رُوي أن أعرابيين أصابهما قحط، فانحدروا إلى العراق جائعين، فوطئت رجل أحدهما فرس لفارس فأدمتها، وكان يسمَّى «حيدان» فتعلَّقا به وأخذا الدية، وكانا جائعين، فقصدا السوق وابتاعا طعامًا، فأكلا فقال الآخر:

فَلَا حِيرَةَ مَا دَامَ فِي النَّاسِ سُوقُهُمْ

وَمَا بَقِيَتْ فِي رِجْلِ حِيدَانَ إصْبَعُ

تحريم الملاهي على المحارب وطالب الثأر

رُوي أن أحد عمال عبد الملك بعث إليه بجارية اشتراها بعشرة آلاف دينار، فلما استحضرها وأنس بها دخل إليه رسول الحجاج بن عبد الرحمن بن الأشعث فأجاب عن كتابه وجعل يقلب كفيه وقال لها: ما دونك مُنية المتمني، فقالت: وما يمنعك؟ قال: بيت الأخطل:

قَوْمٌ إذَا حَارَبُوا سَدُّوا مَآزِرَهُمْ

دُونَ النِّسَاءِ وَلَوْ بَاتَتْ بِأَخْطَارِ

فمكث ثلاث سنين وخمسة أشهر لا يقرب امرأة حتى أتاه خبر قتل ابن الأشعث فكانت أول امرأة تمتع بها.

وقال معاوية: ما ذقت أيام صفين لحمًا ولا حلواء، بل اقتصرت على الخبز حتى فرغت.

قال قيس بن الحطيم: حرام علينا الخمر إن لم نقاتل.

من حَلَّت لَهُ الطَّيبَاتُ لِإِدْرَاكِهِ الثَّأر

قال الشاعر:

اليَومَ حَلَّ لِي الشَّرَابُ وَمَا

كَانَ الشَّرَابُ يَحِلُّ لِي قَبْلُ

من نزع ثوب العار وانطلق لسانه

قال أخو إساف بن عباد اليشكري:

أَلَمْ يَأْتِهَا أَنيِّ صَحَوْتُ وَأَنَّنِي

شَفَانِي مِنْ دَائِي المُخَامِرِ شَافِ

فَأَصْبَحْتُ ظَبيًا مُطْلَقًا مِنْ أَدِيمِهِ

صَحِيحَ الأدِيمِ بَعْدَ دَاءِ إِسَافِ

وَكُنتُ مُغَطَّى فِي قِنَاعِي خَفْيَةً

كَشَفْتَ قِنَاعِي وَاعْتَطَفْتُ عِطَافِي

وقال قاتل غالب:

وَقَدْ كُنتُ مَحْرُورَ اللِّسَانِ وَمُفْحَمًا

فَأَصْبَحْتُ أَدْرِي الْيَوْمَ كَيفَ أَقُولُ

من لا يفوته الثأر

قال البحتري:

تذُمُّ الفَتاةُ الرودُ شيمَةَ بَعلِها

إذَا باتَ دونَ الثَأرِ وَهوَ ضَجيعُها

حَمِيَّةُ شَغبٍ جَاهِلِيٍّ وَعِزَّةٍ

كُلَيبِيَّةٍ أَعيا الرِجالَ خُضوعُها

من قتل بعض ذويه اقتصاصًا

قال قيس بن زهير:

شَفَيتُ النَّفسَ مِن حَمَلِ بنِ بَدرٍ

وَسَيفي مِن حُذَيفَةَ قَد شَفاني

فَإن أَكُ قَد بَرَدتُ بِهِم غَليلي

فَلَم أَقطَع بِهِم إِلَّا بَناني

قال أعرابي:

أَقُولُ لِلنَّفْسِ تِعْزَاءً وَتَسْلِيَةً

إحْدَى يَدَيَّ أَصَابَتْنِي وَلَم تَرِدِ

كِلاهُمَا خَلْفَ مِن فَقَدِ صَاحِبِهُ

هَذَا أَخِي حِينَ أَدْعُوهُ وَذَا وَلَدِي

١ البقرة، آية ١٩٤.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي