المسلخ

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة المسلخ لـ نزار قباني

1
هنا الجنس ..
ليس سوى مسلخ للنساء
هنا الديك يحكم وحدهْ .
كما الثور يحكم وحده .
كما القرد يحكم وحده .
كما الحاكمُ الفرد في العالم العربيِّ
يغني .. ويسمع وحده .
فلا من حوار ..
ولا من سؤال ٍ..
ولا من جوابْ ..
2
هنا الجنسُ ..
معتقل عسكريٌ
ففيه غسيل دماغ
وكسر عظام
وفيه سياط ..
وجَلدٌ..
وفيه اغتصابْ ...
3
هنا ..
مصنع جاهلي قديمٌ
لتعليب لحم الطيور ..
وتجليد شدو الحمامْ ..
هنا ..
يتطاير ريشُ الدجاجْ
وتلمع , فوق الفراش ِ
عيونُ الذئابْ ..
هنا الجنس
أشبه في حفلات (الكوريدا)
فتطعن فيه النهودُ ..
وتسفك فيه الدماء .
هنا .. يذبحون المها ..
وعيونَ المها ..
ولا يسمحون لها بالبكاءْ ..
4
هناكَ رجالٌ ..
يرونَ النساء مجرد ثقب ..
وحفلة جنس ِ ..
هناك رجالْ.
يطنون أن اقتحام البكارة
لعبة سيف وترس ..
وثمّ نساءٌ ..
يضاجعن كل ذكور القبيلة
دون رضاءٍ .. ودون اشتهاء .
ومن غير نفس ..
5
هناكَ رجالٌ .
يحبون مثل الجواميس
من غير فكر ٍ..
ومن غير حس ِ ..
أنا لست من هؤلاء الرجال
فصعبٌ عليّ ممارسة الحب
من غير رأسي ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي