اللغة الأنثى

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة اللغة الأنثى لـ نزار قباني

1
لغتي أنتِ ..
التي يقرأ فيها الناس عينيك ..
إذا هم قرأوها .
ويشمون بها رائحة الورد الدمشقي
إذا ما استنشقوها .
ويحطون على ثغرك أسراباً من النحل ،
إذا هم سمعوها ..

2
لغتي أنت .. التي أشبهها .
والتي تشبهني .
والتي تسكنني .
مثلما أسكن فيها ..
والتي إن ضيعوني
وجدوا عينيك فيها …

3
لغتي أنت .. التي شكلتها
من مياه الأنهار السبعة في الشام ,
ومن دوزنة الرصد ,
وتقسيم المواويل .. وموسيقى البيات ..
لغة أسبح في إيقاعها
مثلما الأسماك في نهر الفرات …

4
لغتي أنتِ .. التي لا لغة تشبهها
بين آلاف اللغات ..
لغة منسوجة من وبر الخوخ ..
ومن دمع الكمنجات ..
ومن غزل البنات …

5
لغة منقولة عنك
فطول الشعر واحد …
ومحيط الخصر واحد ..
وامتلاء الثغر واحد ..
وجنون الصدر واحد ..
وصراخ الحلمات !! .

6
لغتي أنتِ .. التي ألبسها في عنقي
مثل القلادة ..
والتي أحفظها عن ظهر قلب
قبل لحظات الولادة …
والتي جمَّلتها بالشِعر أثناء الولادة ..
ووضعتُ الذهب المشغول في معصمها
بعد تاريخ الولادة …

7
لغتي أنتِ التي لملمتـُها
من بخارى.. وسمرقند ..
وكشمير.. وتبريز .. وبغداد ..
وأسواق دمشق .. ومزارات النجف ..
والتي رصعتها بدموعي ..
كأباريق الخزف …

8
يا التي صارت بشعري لغة …
وبنثري لغة .. وبعشقي لغة ..
سافري شرقاً وغرباً ..
وشمالاً وجنوباً ..
سافري حتى نهايات السفر ..
أن أشعاري التي غنيتها لك يا سيدتي
سوف تعطيك جوازاً للسفر !! ..

9
لغتي أنت ..
وكم يسعدني أن أحب امرأة ..
هي من أحلى ..
ومن أرقى ..
ومن أصفى اللغات ..
لغتي الأم التي تشعرني
أنني ما زلتُ موجوداً على قيد الحياة …

10
كلماتي أنتِ ..
إن لم تزرعيها
بين نهديكِ ..
فلا معنى لكل الكلمات !! .

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي