الخروج عن النص

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الخروج عن النص لـ نزار قباني

1
أرسم على كراستي مهرين صغيرين
يلعبان على ساحل البحر
ويرشان بعضهما بالماء
واحدٌ له جناح من صوف الأنغورا
والثاني له جناح من دانتيل فينيسيا
واحدٌ يأكل العشب من مراعي القمر
وواحدٌ يأكل العشب من مراعي صدري
واحدٌ .. أضعُ على رأسه نقطة حمراء
وواحدٌ .. أتركه بلا تنقيط
أرسم على كراستي مهرين صغيرين
واحد تعود أنت يرضع حليب أمه ..
وواحدٌ تعود أن يرضع دمي ..
وأسميهما مجازاً ( النهدين ) ..

2
يكفرني الذين لم يشاهدوا في حياتهم نهداً حقيقياً
لأنني رسمت على كراستي حصاناً
وعندما انتهيت من رسم الحصان
قفز من الكراسة , وطار ..
يعتبرون عملي بدعة
وخروجاً عن النص ..
فالنص حجرٌ .. والنهد نافورة ماء
فالنص سجن للنساء
والنهد انقلاب أبيض
والنص نظام استعماري قديم
والنهد حركة ليبراليهْ ..
والنص زجاجة ضيقة العنقْ
والنهد سمكه ...

3
يهاجمني التاريخيون ..
عندما أخبرهم أنني عرفت في أسفاري
نهوداً من جزر ناهيتي
تنبت كأسجار جوز الهند
ونهوداً من بساتين شط العرب
تنط على كتف الرجل .. كضفدعة نهريه
ونهوداً من تايلاد
تختصر رقة كونفوشيوس
وعنفَ ماوتسي تونغ ..
ونهوداً من جنوب السودان
لها رائحة البن المحروق
تدخل في خاصرة العاشق
ولا تخرج .. إلى أن يشاء الله ..

4
يدينني ..
كل الذين لم يشاهدوا في حياتهمْ ..
أرنباً يركض
يطلقون النارَ على أسماكي ..
وضفادعي ..
وأزاهيري الاستوائيه ..
يطلقون النار على حصاني
لأنه حملك على ظهره ذات ليله
ومشى سبعة أيام .. وسبع ليالٍ
حتى أوصلك بسلامة الله
إلى شواطئ صدري ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي