التلاميذ يعتصمون في بيت الخليل بن أحمد الفراهيدي

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة التلاميذ يعتصمون في بيت الخليل بن أحمد الفراهيدي لـ نزار قباني

1
أخرجُ نحو البحرْ
أرتكبُ الخيانةَ العظمي التي
يُقالُ عنها: الشِعْرْ
أنتزعُ الأشكَالَ من أشكَالها
أزَعْزعُ الأشياءَ من مكانِها
أَزْرَعُ سِكّيني بصدر العصرْ..
أُمارسُ العشْقَ على طريقتي
في الجَهْرِ، لا في السّْر
أَفْعَلُهُ تحت المَطَرْْ
أفعله تحت الشجرْ
أفعلُهُ على حَجَرْ..
مُخْتَرقاً كلَّ الخطوطِ الحُمْرْ..
أرتكبُ الشِعْرَ .. ولا يهمُّني
إنْ قيلَ هذا بِدْعَةٌ
أو قيلَ هذا كُفْرْ
فلا أريدُ العَفْوَ من خليفةٍ
أو من طويل العمرْ
ولستُ أنوي..
حَذْفَ بيتٍ واحدٍ كتبتُهُ
إنْ جاءَ يومُ الحشرْ..

*
أرتكبُ القصيدةَ الكثيرةَ الخطايا
أرتكبُ القصيدةَ العظيمةَ الذُنُوبْ
أودّعُ النصَّ الذي يخترعُ الدُرُوبْ..
وأكرهُ الشمس التي تطلع في موعدها
وأعشقُ الشمسَ التي تطلع دون موعدٍ
من شفة المحبوبْ..

*
أُقلِّدُ الشعرَ الذي يكتبهُ الأطفالْْ
وأرسمُ القصيدةَ – الأرنبَ، والقصيدةَ – الغزالْ
وأرسُمُ القصيدةَ – النحلةَ،
والقصيدةَ – البطَّةَ،
والقصيدةََ – الطاووسَ،
والقصيدةَ السنجابَ،
والقصيدةَ الزرقاءَ كالهلالْ
وأرسمُ القصيدةَ – الإعصارَ،
والقصيدةَ – الزلزالْ،
أُحوّلُ الأرضَ إلى فراشةٍ جميلةٍ
أُحوّل الدنيا إلى سؤالْ...

*
أرتكبُ القصيدةَ المغامِرَهْ
واللغةَ المغامِرهْ
والصُوَرَ المغامِرَهْ
ألهثُ فوق الورق الأبيض كالمجنونْ
أشربُ ضوءَ القمرِ الطالعِ من حدائق العيونْ
أدخُلُ في رائحة النَعْنَاعِ،
في كثافةِ السُمَّاقِ،
في تجمّّع المياه تحت الأرضِ،
في حرائق العقيق،
في توجُّع الليمونْ..
أرتكبُ الموتَ على نَهْدينِ طائشْينِ
يجهلانِ، ما هو القانونْ؟؟

*
أرتكبُ النبيذ..
والأريكةَ الخضراءَ..
والدشْدَاشَةَ المصريّةَ النُقُوشِ..
والقُرْطَ العراقيَّ الذي
يَسْرحُ كالغزال فوق عُنْقِكِ الطويلِ ،
والخلخالَ في الساقيْنِ..
والعطرَ الخرافيَّ الذي يخترقُ الأعماق كالسكّينِ،
والخَصْرَ الذي تحسبُهُ حقيقةَ
ثم إذا تمسّكتَ به،
يغيبُ كالظنونْ..

*
أصرخ تحت المَطَرِ الأسْوَدِ في عينيكِ..
كالمجنونْ..
أرحلْ من مرافئ الشِعْر الذي كانَ
إلى مرافئ الشِعْرِ الذي يكونْ....

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي