إلى صامتة

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠١:٢٣، ٢٠ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى صامتة لـ نزار قباني

تكلمي .. تكلمي ..
أيتها الجميلة الخرساء
فالحب .. مثل الزهرة البيضاء
تكون أحلى .. عندما
توضع في إناء ..
*
تحدثي إلي .. في بساطة
كالطير في السماء ..
والأسماك في البحار
واعتبريني منك يا حبيبتي
هل بيننا أسرار ؟
أبعد عامين معاً ..
تبقى لنا أسرار ؟
*
تحدثي ..
عن كل ما يخطر في بالك من أفكار
عن قطة المنزل ..
عن آنية الأزهار
عن الصديقات اللواتي
زرت في النهار ..
والمسرحيات التي شاهدتها ..
والطقس .. والأسفار
*
تحدثي ..
عما تحبين من الأشعار
عن عودة الغيم وعن رائحة الأمطار
تحدثي إلي عن بيروت
وحبنا المنقوش ...
فوق الرمل والمحار
فإن أخبارك يا حبيبتي
سيدة الأخبار ..
*
تصرفي حبيبتي ..
كسائر النساء
تكلمي .. عن أبسط الأشياء
وأصغر الأشياء
عن ثوبك الجديد ..
عن قبعة الشتاء
عن الأزاهير التي اشتريتها
من ( شارع الحمراء ) ..
*
تكلمي .. عما فعلت اليوم
أي كتاب مثلاً ..
قرأت قبل النوم ؟
أين قضيت عطلة الأسبوع ؟
وما الذي شاهدت من الأفلام ؟
بأي شط كنت تسبحين ؟
هل صرت ..
لون التبغ والورد ككل عام ؟
*
تحدثي .. تحدثي ..
من الذي دعاك ..
هذا السبت للعشاء ؟
بأي ثوب كنت ترقصين ؟
وأي عقد تلبسين ؟
فكل أنبائك يا أميرتي ..
أميرة الأنباء ..
*
عادية ...
تبدو لك الأشياء ...
سطحية ...
تبدو لك الأشياء
لكن ما يهمني ...
أنت مع الأشياء
وأنت .. في الأشياء ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي