إلى امرأة لا تقرأ .. ولا تكتب

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى امرأة لا تقرأ .. ولا تكتب لـ نزار قباني

1
أضـُخـُك بالحب ليلاً نهاراً
وأرمي على قدميك
سلال الفواكه والياسمين ..
وأتلو عليك كلاماً عن العشق
ما جاء في كتب الأولين .
ولا جاء في كتب الآخِرين .
فمِن أي شيء تــُرى تشتكين ؟

2
أضخ دمائي على ركبتيك ..
وأنت محدقة في سطور الجريدة ..
وأنزف عند حلول الظلام قصيدة .
وعند طلوع الصباح قصيدة .
وأنت ككل النساء الكسولات
تنتظرين حنيناً
ولا تعرفين شعور الحنين …

3
أضخك ..
برقاً ، ورعداً ، وموجاً
وأنت تعيشين في كوكب آخر ..
فلا تسخنين .. ولا تبردين ..
ولا تضحكين .. ولا تحزنين ..
ولا تمضغين الشراشف ..
لا تغمدين الأظافر داخل لحمي ..
ولا تأكلين زجاج المرايا ..
ولا تعرقين ..
فكيف أمام الزوابع لا تصرخين ؟ …

4
أرش بماء البنفسج جسمك
رابية … رابية ..
وأهبط مثل العصافير
فوق تضاريسك العالية ..
وأصرخ مثل المجانين
بين المدينة و البادية .
وأنت أمامي كتمثال شمع
فلا أنت سكرى ولا صاحية
ولا أنت مكسوة بحشيش الربيع
ولا عارية …

5
أضخ دقائق عمري .. لأوقظ فيك أنوثتك النائمة ..
فأنت كأية كونتيسة من زمان المليكة فكتوريا
تعيشين أيامك الخاوية
على هامش البؤس والبائسين
وتنتظرين فطور الصباح يجيء إليك .. مع الساعة العاشرة .
وتنتظرين حضوري لأحمل كوب الحليب إلى شفتيك ..
مع الساعة العاشرة ..
وتنتظرين مجيئي لأغمر بالقبلات يديك ..
مع الساعة العاشرة ..
فمَن أنت أيتها المرأة المستريحة في زمن الكادحين ؟
وفي أي عصر تــُرى توجدين ؟؟ ..

6
أفتش عنك بكل الزوايا ..
أفتش فوق السرير .. وتحت السرير ..
وبين المرايا .. وخلف المرايا ..
فلست أشاهد في غرفة الحب
شخصاً سوايا ..
ولا تتصادم إلا شفاهي
ولا تتعانق إلا يدايا …

7
أنادي على جسدٍ ضيع الذاكرة ..
على سمكٍ كان يسبح في فضة الخاصرة ..
وأعرف أنك لا تعرفين ملامح وجهي
وأعرف أنك لا تسمعين ..
أنادي على كل مشط ..
على كل دبوس شعر ..
على كل قفطان قطن ..
على كل كنزة صوف ..
على كل قرط مثير الرنين ..

8
أنادي على امرأةٍ من نحاس ..
على شفةٍ مات فيها اللهيب ..
أنادي
على ناهدٍ لا يدر الحليب !! .
أنادي عليك .. وأنت أمامي
وأحفر .. أحفر ..
فوق بياض الرخام
ولا مِن مجيب …

9
أضخك بالكلمات الجميلة
حتى تصيري امرأة …
وأحرق نفسي حياً
لعلي أحرك شهوتك المطفأة ..
أضخك قمحاً .. ولوزاً .. وتيناً … وخوخاً ..
إلى أن تقولي : (( شبعتْ )) ..
وأغسل بالشعر نهديك ..
حتى تقولي : (( تعبتْ )) ..
وكيف من الشعر ، سيدتي ، تتعبين ؟؟ .

10
أغطيك ليلاً ، بصوت البيانو ، وضوء القمر ..
وأعطيك عند الصباح قميص الشجر ..
وأهطل مناً عليك وسلوى
ولا تسمعين هطول المطر ..
فماذا تريدين مني ؟
وعن أي مجد ، تــُرى ، تبحثين ؟؟

11
صنعتُ لأجلك سبع لغات
وكونت خصرك من دوزنات الكمان
ومن أدمع الماندولين .
وأنزلت كالأنبياء عليك .. كلامي المبين ..
ويؤسفني أن أقول ..
بأنك لا تقرأين .. ولا تكتبين !! .

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي