أوعية الصديد

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أوعية الصديد لـ نزار قباني

" لا .. لا أريد .. "
" المرة الخمسون .. إني لا أريد .. "
ودفنتَ وجهكَ للجدار .. أيا جداراً من جليد
وأنا وراءك - يا صغير النفس - نابحة الوريد
شعري على كتفي بديد ..
والريح تفتل مقبض الباب الوصيد
ونباح كلبٍ من بعيد
والحارسُ الليليُّ , والمزراب متصل النشيد ..
حتى الغطاء .. سرقته
وطعنت لي الأملَ الوحدْ
أملي الذي مزقته ..
أملي الوحيد ..
ماذا أريدْ ؟
وقـُبيل ثانيتين ..
كنت تجول كالثور الطريد
والآن ..
أنت بجانبي ..
قفصٌ من اللحم القديد ..
ما أشنع اللحم القديدْ ..
ماذا أريد ؟
يا وارثاً عبد الحميد ..
والمتكى التركيُّ , والنرجلية الكـَسلى تئن وتستعيد
والشركسيات السبايا حول مضجعه الرغيدْ
يسقطن فوق بساطه ..
جيداً فجيدْ ..
وخليفة الإسلام , والملك السعيدْ
يرمي .. ويأخذ ما يريد ..
لا .. لم يمت عبد الحميدْ
فلقد تقمص فيكم عبد الحميدْ
حتى هنا . حتى على السرر المقوسة الحديدْ
نحن النساء لكم عبيدْ
وأحط أنواع العبيدْ ..
كم مات تحت سياطكم نهد شهيدْ
وبكى من استثارهم خصرٌ عميدْ ..
*
ماذا أريد ؟
لا شيء . يا سفاح . يا قرصان . يا قبو الجليدْ
فأنا وعاءٌ للصديدْ ..
يا ويل أوعية الصديدْ ..
هي ليست تملك .. أن تريدَ ولا تريدْ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي