أهواك والحب داء أيما داء

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٢٣:٣١، ١٩ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أهواك والحب داء أيما داء لـ إبراهيم عبد القادر المازني

اقتباس من قصيدة أهواك والحب داء أيما داء لـ إبراهيم عبد القادر المازني

أهواك والحب داءٌ أيما داء

يا مسبلاً حوله أذيال لألاء

خلقت للحسن عباداً أواجهه

كعابد الشمس في صبح وإمساء

يا ليت أني أعمى لا دليل له

أوليت ما في الورى ما يفتن الرائي

عيني لا بروكتما أبداً

أطفتما بالحشا أنياب رقشاء

ولو عميت إذاً لاشتقت نوركما

بقلب راعٍ وفيٍّ غير نساء

أهبت وهناً بذكراكم فما عبأت

شيئاً بصبٍ بجنح الليل دعاء

وسلمتني إلى الآمال قائلة

عني إلى أمل للروح غذاء

مالي وللزمن الآتي وأقربه

مني إذا استثبتت عيناي كاللاء

سلني إذا شئت عن ماضيك مبتدئاً

أرو قلبك منه أي أرواء

عند الأماني ما تبغي فإن لها

عيناً موكلة بالمقبل النائي

قد استوت فوق عرش الوهم حاكمةٌ

مثل المقادير في منح وإكداء

ولها لها دون راجي عرفها حجب

ولا مطال ولا أعراض أباء

من لا تكلفه شيئاً عوارفه

فليس يبخل عن بذل وإيتاء

وخلفتني على الأجداث أحرسها

كالكلب يحرس ليلاً عز أحياء

فليس يذكرني إلا أخو عدم

قد صار من ظنه في جدب صحراء

والمرء ما بيننا حيران مضطرب

من لهو وهم إلى أشباح جوفاء

هذي تضاحكه طوراً وتخدعه

وتلك تبكيه في صبح وإمساء

قد أوسعتكم بني حواء عيشتكم

وطول غفلتكم من كل إزراء

أين الحقيقة الأرماس موطنها

فذاك قلبي رمس بين أحنائي

ماضي حياتي أحلام ومقبلها

غيبٌ وحاضرها في كف خرقاء

كم حدثتني نفسي وهي باكية

عن الشباب وبسامين أكفاء

وأذكرتني أياماً مسلسلة

في ظل وارفة الأظلال لفاء

حيث الزمان ربيع والهوى أنفٌ

والأرض صادحة بالعود والناء

تجنى الكروم إذا آنت مقاطفها

سمر العناقيد في لفاء خضراء

يجري النسيم بأنفاس الورود كما

يجري الرسول ببشرى القرب للنائي

يا حبذا عرفها والريح ساجية

والنجم يلحظنا لحظات هوجاء

والنيل أجراه مجريه للذتنا

من حولنا فلنا عرشٌ على الماء

مطرزٌ بنجوم الليل قاطبة

ومزبدٍ في سماء الليل وضاء

أطنابه حفل الأثمار يانعة

جلت عن الوصف في حسن وإغراء

خمري الحسان ولا حسنٌ كحسنهم

وتقلى اللحظ يشفى علة الداء

غبوقنا بين أغصان مهدلة

ومن صبوحي تقبيل الأحباء

إذا نشاء احتسيناها مصفقة

تسنى لشاربها من كل سراء

أو لم نشأ لم نبع بالسكر لذتنا

في الصحو ما بين بيضاء وحمراء

فأين أين ليالي التي سلفت

صارت حديثاً كأخبار ابن ديحاء

لا تدرك النفس منها حين تطلبها

ألا التفجع أو لدغا بأحشاء

أضحت حياتي ربما مقفراً خربا

من بعد ما عرت للفرح أفنائي

يا سوء منقلب عن حسن مختبر

كالصبح يعقبه إدجان ظلماء

بقيت يا كوكب الأيام مؤتلقاً

يزيدك الدهر ضوءاً فوق أضواء

ويا ربيع الهوى لا زلت في حلل

خضرٍ تباً كرهاً سحبٌ بأنداء

تنضو وتلبس أفوافاً محبرة

مستبدلاً جدداً من بعد أنضاء

فأنت لي ولآمالي وإن بعدت

قوس الغمائم في آفاق غمائي

إقرأ كلامي وابسم حين تقرؤه

وإن يكن لك تحبيري وإنشائي

ولا ترع لدموع بتُّ أنظمها

وإنت تكن عن ضرام بين أحنائي

ولست فأعلم أرجي منك مرحمة

يندى لها القلب في أعقاب رمضاء

أحبكم ولو أني أستطيع إذاً

بدلتكم بالهوى والحب بفضائي

كما تبدلني من صحتي ألما

مرّاً وتوسعني من كل ضراء

قد كنت أطرب للدنيا ويعجبني

في رونق الحسن ماءٌ ليس كالماء

وكان يفتنني تهديل ورقاء

تسمو إلى الغصن أو تهزيج حسناء

فالآن قد صوح الغصن الذي صدحت

عليه أطيار نفسي يوم نعمائي

وصرت لا شيء في الدنيا أسر به

ولا يفزعني دهري بأرزاء

وصرت أنكر أيامي وينكرني

صفو اللذاذات من قصف وإصباء

إذا سمعت لريح الليل زمزمةً

حسبتها نادباً ألحان سرائي

كالبحر نفسي لا مأوى ولا سكنٌ

ولا قرار لها من فرط ضوضاء

أقول في الصيف ويلي من سمائمه

وفي الشتاء ألا بعداً لمشتائي

تمضي الليالي ولكن لا أحس لها

ما كنت أعهد من نور وظلماء

فلا ندىً فوق خد الزهر يلثمه

ولا يفوح له مسكي بوغاء

قد مات مثلي إلّا صورة ثبتت

نفسٌ قضت وهي في جثمان أحيناء

خط اسمها الدهر في قيد الردى فغدت

لا تنفع الناس إلا يوم إحصاء

كأنما الشجر المخضر في نظري

إذا دلفت له عيدان قصباء

وللنجوم بريق لا أفرقه

عن لحظ ميتة حسناء عذراء

في أبحر من زجاج لا بهاء لها

ما بين سوداء أو خضراء زرقاء

حتى النهار وحتى الشمس أنكرها

كأن في نورها ديدان غبراء

طردت في الأرض من فردوس نعمائي

طرد التي غررت قدماً بحواء

فما أطيق نعيماً إن ظفرت به

بعد الذي بز عني يوم إثرائي

أخاف حسنك يوماً أن يذكرني

عهداً مضى فهيج الذكر سودائي

تغلغل السهم في قلب فاق نزعت

كفٌّ ضيت فدع سهمي بأحشائي

هذي حياتي فقل لي كيف أندبها

قد جل ما بي عن سلوى وتأساء

لكل شيءٍ سكونٌ بعد فورته

وكل عين إلى غمضٍ وإغفاء

ألا ترى اليم تطغى فيه موجته

تقطع القلب من هم وبأساء

حتى إذا بلغت مجهودها فنيت

من بعد جلجلة منها وضوضاء

كذاك للنفس في بحر الردى سكن

تلفي به راحة بعد إعياء

شرح ومعاني كلمات قصيدة أهواك والحب داء أيما داء

قصيدة أهواك والحب داء أيما داء لـ إبراهيم عبد القادر المازني وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن إبراهيم عبد القادر المازني

إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني. أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية. نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية. ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر. وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته. وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و (البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض. وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. له (ديوان شعر - ط) ، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و (إبراهيم الكاتب - ط) جزآن، قصة، و (قبض الريح - ط) ، و (صندوق الدنيا - ط) ، و (ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و (رحلة الحجاز - ط) و (بشار بن برد - ط) ، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و (الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط) .[١]

تعريف إبراهيم عبد القادر المازني في ويكيبيديا

إبراهيم عبد القادر المازني (10 أغسطس 1889 - 10 أغسطس 1949م) شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان. يستطيع الكاتب عن الشخصيات أن يختار المهنة التي تناسب الشخصيات التي يقدمها ولكن من الصعب أن يتخيل أحدا للمازني مهنة غير الأدب، «فخيل إليه أنه قادر على أن يعطي الأدب حقه، وأن يعطي مطالب العيش حقها، فلم يلبث غير قليل حتى تبيّن لهُ أنه خلق للأدب وحده، وأن الأدب يلاحقه أينما ذهب فلا يتركه حتى يعيده إلى جواره». حاول المازني الإفلات من استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره فانتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف وراءه تراثا غزيرا من المقالات والقصص والروايات بالإضافة للعديد من الدواوين الشعرية، كما عرف كناقد متميز .[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي