أنا من جعلتك ست النساء

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنا من جعلتك ست النساء لـ نزار قباني

1
لماذا كسرتِ الإناء ؟
وأصبحتِ ضد الكتابة ،
ضد الثقافة ، ضد الأنوثة ، ضد الطفولة ،
ضد النقاء …
لماذا خلعتِ القصيدة عنك؟
وأصبحت ضائعة في العراء ..
أنا من جعلتك ، بالشعر ، ست النساء !! .
وغنيت باسمك .. حتى زرعتك بين نجوم السماء .
وهندست نهدك شكلاً .. وحجماً ..
وعلمته الزهو والكبرياء .
وبعثرتُ شَعرك شرقاً وغرباً
فشق كسيفٍ غلاف الفضاء ..

2
لماذا تسللتِ من غرفة الشعر ..
حيث البخور ، وحيث الشموع ، وحيث النبيذ ،
وحيث الذهب ..
لماذا هجرتِ الفراش الوثير ؟
لكي تصبحي قطة من خشب ..
لماذا انتحرتِ بغير سبب ؟

3
لماذا تركتِ مكانك بين البيانو .. وبين الكتاب ؟
وبين دموع موزارت .. وبين دموع السحاب .
وبين أناشيد لوركا .. وصوت الرباب .
لماذا احترفتِ التسكع بين الدكاكين ..
خلف الجديد .. وخلف المثير ..
وخلف التماع السراب ؟
فصرتِ مجرد ثوب
يُعلق بين ألوف الثياب !! …

4
لماذا كفرتِ بآلاء شِعري عليك ؟
ألا تعرفين بأني اخترعتُ بياض يديك ؟
وأني اقترحتُ مكان الأصابع في راحتيك ؟
وأني اقترحتُ بأن يطلع الفجر من حلمتيك ؟
وأني اشتغلتُ نهاراً وليلاً ..
لأرسم بالفحم والزيت غمازتيك ..
فكيف كسرتِ المرايا ؟
وحطمتِ ما صنعتْه يدايا ..
وكيف تكونين في مثل هذا الغباء ؟ …

5
لماذا تغارين من كلماتي ؟
لماذا تخافين فتح دفاتر حبي القديم ؟
لماذا تخافين من هلوساتي ؟
ألا تذكرين بأني عجنتك يوماً
بجلدي .. ولحمي .. وماء حياتي ؟؟

6
خسرتِ الرهان على كل شيء ..
ولم يبق في ملعب الحب أي حصان ..
ولم يبق قرب سريرك
ديوان شِعر ..
ولم يبق ورد ولا أقحوان ..
ولم يبق من مجد روما
سوى حلقات الدخان !! .

7
إذا ما رفعتُ يدي
عن قميصك يوماً ..
فلن تعرفي أبداً موسم الياسمين !! ..

8
لماذا تفرين من قبضة الذاكرة ؟
لماذا تنكرتِ للخبز .. والملح ..
والبحر .. والثلج ..
والمدن الماطرة ؟
ألا تذكرين بأني
كتبتك فوق الوسائد سطراً .. فسطرا ..
وأني اكتشفت أقاليم جسمك ..
براً .. وبحرا ..
ولملمتُ من تحت إبطيك قمحاً ..
وحولتُ ماء الأنوثة خمرا ؟ ..

9
جمالك .. ليس جميلاً بدوني ..
وسحرك ليس قوياً بدوني ..
وكل كنوزك ..
من بعض ما أبدعته ظنوني ..
فمن سيحبك بعدي ؟
إذا لم أعطرك يوماً بعطر جنوني ؟؟

10
كفاكِ غروراً وجهلا ..
فلولاي لم يكُ هذا الجبين جبينا .
ولم تكُ هذي الشفاه شفاها .
فلا تقربي من قصائد شعري
فإنك لستِ على مستواها !! .

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي