أنا لا أؤجِّرُ للنساءِ سريري!!.

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنا لا أؤجِّرُ للنساءِ سريري!!. لـ نزار قباني

وصلت علاقتنا إلى الرمق الأخير ..
لا بدَّ من وضع النقاط على السطور..

لا أنت عاشقةٌ.. ولا أنا عاشقٌ..
هل نستمر بلعبة التزوير؟؟

ما قيمة الكلمات.. حيث نقولها.
إنْ كانت الكلمات دون شعور؟

نتبادل القبلات, دون حماسةٍ
والقلب من خشبٍ.. ومن قصدير..

لمساتنا صارت بغير حرارةٍ..
وورودنا صارت بغير عبير..

ودموعنا صارت بغير مدامع.
وجذورنا صارت بغير جذور...

لكم انحدرنا في مشاعرنا.. فلا
لغةً توحِّدنا سوى لغةِ السرير!!..

***
عصرٌ من العشق الكبير قد انتهى
لم يبق منه الآن, غير قشور..

ما عدت طاغية الجمال.. مثيرةً
وأنا سقطت مضرجاً بغروري!!..

كنَّا على كل الشفاه, كقصةٍ
للحبِّ.. بين أميرةٍ وأمير...

كان الحريرُ يلفني بحنانه..
واليوم, تخنقني خيوط حريري!!.

كانت عطورك ذات يوم جنتي..
فأنا أموت مسممَّاً بعطوري!!

كانت عيونك مرفأ أرسو به
والآن, أجهل ما يكون مصيري..

واليوم, قد أخذوا الإمارة من يدي ..
واستملكوا ذهبي.. وكل قصوري !!.

***
إني مللت من الكلام مُكرراً..
ومللت من جسدي .. ومن تفكيري ..

إن القصيدة في الشفاه تجمدت ..
لا شعر يكتب تحت هذا الزمهرير ..

لن تسمعي مني كلاماً كاذباً ..
صعبٌ عليَّ بأن أخون ضميري!!.
***

يا مرأةً .. تركت شظايا صوتها
ما بين أشيائي.. وفوق سطوري...

إني لأرجوك السماح.. إذا أنا
أسرفت .. أو أوجعت في تعبيري!!.

أنا لا أتساوم في شؤون قصيدتي
أو أنحني يوماً لأيِّ كبير!!.
***
ما كنت يوماً, شهرياراً ثانياً ...
حتى أؤجر للنساء سريري!!....

ولأنني في العشق لست مُهرجاً ..
لا بد من وضع النقاط على السطور !!..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي