أطل صباح العيد في الشرق يسمع

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٢٠:٣٢، ٣ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أطل صباح العيد في الشرق يسمع لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة أطل صباح العيد في الشرق يسمع لـ معروف الرصافي

أطلّ صباح العيد في الشرق يسمع

ضجيجاً به الأفراح تَمضي وتَرجع

صباح به تبدي المَسرةُ شمسَها

وليس لها إلا التوهمَ مطلع

صباح به يختال بالوَشْي ذو الغنى

ويُعوِز ذا الإعدام طِمْرٌ مرقّع

صباح به يكسو الغنيّ وليده

ثياباً لها يبكي اليتيم المضيَّع

صباح به تغدو الحلائل بالحلى

وتَرفَضّ من عين الأرامل أدمع

ألا ليت يوم العيد لا كان أنه

يجدّد للمحزون حزناً فيَجزَع

يرينا سروراً بين حزن وإنما

به الحزن جدّ والسرور تَصَنُّع

فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم

نحوسٌ بها وجه المسرّة أسفع

قد ابيضَ وجه العيد لكنّ بؤسهم

رمى نُكَتاً سوداً به فهو أبقع

خرجت بعيد النحر صبحاً فلاح لي

مسارح للأضداد فيهنّ مرتع

خرجت وقرص الشمس قد ذَرّ شارقاً

ترى النور سيّالاً به يتدفّع

هي الشمس خَوْ قد أطلّت مُصيخة

على الأرض من افق العلا تتطلّع

كأن تفاريق الأشعة حولها

على الأفق مُرخاةً ذوائبُ أربع

ولما بدت حمراء أيقنت أنها

بها خجل مما تراه وتسمع

فرُحت وراحت ترسل النور ساطعاً

وسرت وسارت في العلا تترفّع

بحيث تسير الناس كلٌ لِوِجهةٍ

فهذا على رِسل وذلك مُسرع

وبعض له أنف أشمُّ من الغنى

وبعض له أنف من الفقر أجدع

وفي الحيّ مزمار لمُشجي نَعِيره

غدا الطبل في درادابه يتقعقع

فجئت وجوفَ الطبل يرغو وحوله

شباب وولدان عليه تجمعوا

لقد وقفوا والطبل يهتزّ صوته

فتهتزّ بالأبدان سوق وأكرُع

ترى مَيْعة الأطراب والطبل هادر

تفيض وفي أعصابهم تتميَّع

فقد كانت الأفراح تفتح بابها

لمن كان حول الطبل والطبل يقرع

وقفت أجيل الطرف فيهم فراغي

هناك صبيّ بينهم مترعرع

صبيّ صبيح الوجه أسمر شاحب

نحيف المباني أدعج العين أنزع

يَزيِن حجاجَيْه اتساع جبينه

وفي عينه برق الفَطانة يلمع

عليه دريس يَعضِر اليُتم رُدْنه

فيقطرُ فقر من حواشيه مُدقع

يُليح بوجه للكآبة فوقه

غُبار به هبّت من اليتم زَعزَع

على كثر قرع الطبل تلقاه واجماً

كأن لم يكن للطبل ثَمةَ مَقرع

كأن هدير الطبل يقرع سمعه

فلم يُلْفِ رجعاً للجواب فيرجع

يردّ ابتسام الواقفين بحسرة

تكاد لها أحشاؤه تتقطع

ويرسل من عينيه نظرة مُجهِشٍ

وما هو بالباكي ولا العين تدمع

له رجفة تنتابه وهو واقف

على جانب والجوّ بالبرد يلسع

يرى حوله الكاسين من حيث لم يجد

على البَرد من بُرد به يتلفّع

فكان ابتسام القوة كالثلج قارساً

لدى حسرات منه الكجمر تَلذَع

فلما شجاني حاله وأفزّني

وقفت وكلّي مَجْزَع وتَوَجُّع

ورحت أعاطيه الحَنان بنظرة

كما راح يرنو العابد المتخشِّع

وأفتح طرفي مُشبَعاً بتعطُّف

فيرتد طرفي وهو بالحزن مشبع

هناك على مهل تقدمت نحوه

وقلت بلطف قول من يتضرّع

أيا ابن أخي من أنت ما اسمك ما الذي

عراك فلم تفرح فهل أنت مُوجع

فهبّ أمامي من رُقاد وُجومه

كما هبّ مزعوبَ والجَنَان المهجِّع

وأعرض عنّي بعد نظرة يائس

رواح ولم ينبِس إلى حيث يهْرَع

فعقّبته مستطلعاً طِلْع أمره

على البُعد أقفو الأثر منه وأتبع

وبيناه ماش حيث قد رُحت خلفه

أدِبّ دبيب الشيخ طوراً وأسرع

لمحت على بُعد اشارة صاحب

ينادي أن ارْجع وهو بالثوب مُلمِع

فأومأت أن ذكرته موعداً لنا

وقلت له اذهب وانتظر فسأرجِع

وعُدت فأبصرت الصبيَّ مُعرِّجاً

ليدخل داراً بابها مُتَضعضِع

فلما أتيت الدار بعد دخوله

وقمت حِيالَ الباب والباب مُرجَع

دنَوت إلى باب الدُوَيرة مطرقاً

وأصغيت لا عن ريبة أتسمّع

سمعت بكاءً ذا نشيج مُردَّد

تكاد له صُمّ الصفا تتصدّع

فحِرت وعيني ترمق الباب خلسةً

وللنفس في كشف الحقيقة مَطمَع

أأرجِع أدراجي ولم أك عارفاً

جَليّة هذا الأمر أم كيف أصنع

فمرّت عجوز في الطريق وخلفَها

فتاةٌ يُغشّيها ازارٌ وبُرقُع

تعرّضتها مستوقفاً وسألتها

عن الأسم قالت إنني أنا بَوْزَع

فأدنيتها مني وقلت لها اسمعي

حنانَيْك ما هذا الحنين المُرجَّع

فقالت وأنّتْ أنّهً عن تَنَهُّد

وفي الوجه منها للتعجُّب مَوْضع

أيا ابنيَ ما يَعْنيك من نَوح أيِّم

لها من رزايا الدهر قلب مُفجَّع

فقلت لها إني امرؤ لا يَهُمّني

سوى من له قلب كقلبي مُروَّع

وإنّي وإن جارت عليّ مواطني

فؤادي على قُطّانهنّ مُوَزّع

أبوزع مُنّي عمركِ الله بالذي

سألتُ فقد كادت حشاي تَمَزَّع

فقالت أعن هذي التي طال نحبُها

سألتَ فعندي شرح ما تتوقّع

ألا أنها سلمى تعيسةُ معشرٍ

من الصِيد أقوت دراهم فهي بَلقَع

وصارعهم بالموت حتى أبادهم

من الدهر عَجّارٌ شديد مُصرِّع

قلم يبق إلا زوجها وشقيقها

خليل وأما الآخرون فودَّعوا

ولم يَلبَث المقدور أن غال زوجها

سعيداً فأودى وهي إذ ذاك مُرضِع

فربّى ابنها سعداً وقام بأمره

أخوها إلى أن كاد يقَوى ويَضْلع

فأذهب عنه الخالَ دهرٌ غَشَمْشَمٌ

بما يُوجِع الأيتام مُغرىً ومُولَع

جَرَت هَنَةٌ منها على خاله انطوى

بقلب رئيس الشرطة الحقدُ أجمع

فزجّ به في السجن بعد تَجَرُّم

عليه بجُرم ما له فيه مَصنَع

عزاه إلى إيقاعه مُوقعاً به

وما هو يا ابن القوم للجرم موقع

ولكنّ غدر الحاقدين رمى به

إلى السجن فهو اليوم في السجن مُودَع

فحُقّ لسلمى أن تنوح فإنها

من العيش سمّاً ناقعاً تتجرَّع

فلا غرو من أم اليتيم إذا غدت

ضحى العيد يُبْكيها اليتيم المُضيَّع

فعُدت وقلبي جازع متوجّع

وقلت وعيني ثَرّة الدمع تَهمَع

ألا ليت يوم العيد لا كان أنه

يجدّد للمحزون حزناً فيَجزِع

وجئت إلى ميعادنا عند صاحبي

وقد ضمّه والصحبَ نادٍ ومَجمَع

فأطلعتهم طِلع اليتيم فأفّفوا

وخبّرتهم حال السجين فرَجَّعوا

فقلت دعوا التأفيف فالعار لاصق

بكم واتركوا الترجيع فالأمر أفظع

ألسنا الأُلى كانت قديماً بلادنا

بأرجائها نور العدالة يسطع

فما بالنا نستقبل الضيم بالرضا

ونعنو لحكم الجائرين ونَخْضَع

شربنا حميم الذُلِّ ملُّ بُطوننا

ولا نحن نشكوه ولا نحن نَيْجَع

فلو أن عَيْر الحيّ يشرب مثلنا

هواناً لأمسى قالساً يتعوَّع

نهوضاً إلى الغرّ الصُراح بعزمة

تخِرّ لمرماها الطُغاة وتركع

ألا فاكتُبوا صكّ النهوض إلى العلا

فإنّي على موتي به لمُوَقِّع

شرح ومعاني كلمات قصيدة أطل صباح العيد في الشرق يسمع

قصيدة أطل صباح العيد في الشرق يسمع لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها ثلاثة و ثمانون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي