أرقت كأني بت ليلي على الجمر

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠٣:٥٣، ٣١ مارس ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرقت كأني بت ليلي على الجمر لـ ابن الرومي

اقتباس من قصيدة أرقت كأني بت ليلي على الجمر لـ ابن الرومي

أرقتُ كأني بتُّ ليلي على الجمرِ

أُراعي كرىً بين السّماكين والنَّسْرِ

كرىً طار عن عيني فحلَّق صاعداً

فأتبعتُه طرفي فأمعنَ في النَّفر

ولِمْ لا وخنزير مهينٌ يُهينني

فيُغضِي على لؤمٍ وأُغضي على قَسْر

سأشكو إلى مستنكرِ النُّكر قاسمٍ

فينظر في أمري بناظرتَيْ صقر

أقاسمُ قد أنفدتُ كلّ وسيلةٍ

وأنفقت ما أثّلتُ من تالد الصبر

على أنك المرء الذي جَبَرتْ به

يدُ الله أوصالَ الكسير من الكسر

وإني الذي لم يُبقِ في الجُهدِ غايةً

لتجبره لوجدتَ للكسر بالجبر

وجشَّمتُ نفسي فيك كلّ عظيمةٍ

إلى أن تكفَّفتُ الشفاعةَ من عمرو

فكان جوابي أنْ حُجبتُ وهكذا

يكونُ جوابَ المبتغي الغوثَ من قبر

وإنّ فقيراً عدّ عَمْراً لفقره

مسدَّاً لذو فقرين فقر على فقر

ففقرٌ من العقل المُسدَّد للهدى

وفقرٌ من المال المشدِّد للأزر

وما كان إلّا القبرَ خبثَ طويَّة

ونَوماً عن الحمد المُجمَّل والأجر

فيا مَنْ رأى مثلي وعمرٌو يردّهُ

بصغرٍ ألا تبكي بذي لجةٍ غَمر

أيحجبني عمرٌو فلا يُحْجَب الحيا

ولا ترتمي الآفاق بالجمر والصخر

ألا ترجُف الدنيا وتهوِي جبالُها

وتخبو مصابيحُ السماء إلى الحشر

بلى قد خبتْ لكن سَطَوْتَ على الدجى

بغرتك المقدوحِ منها سنا الفجر

وقد حجب الله الحيا غيرَ عصمةٍ

بكفَّيك تُغني المقحِطين عن القَطر

تفكرتُ من عمرو وفيّ وفيكُم

فأحسست في الأحشاء جمراً على جمر

وما قصمتْ مذ كنتُ ظهري مصيبةٌ

وطَغْوَى أبي الخُرطوم قاصمة الظهر

أيركب عمرو في الزنوج ولم يزل

يبيت عروساً للزنوج بلا مهر

ويحجب مثلي مستطيلاً بعزكم

وإمدادِكم إياه بالجاه والوفر

عفا اللَّهُ ما أسلفتَهُ من كبيرةٍ

سواها فقد غطّت على الشمس والبدر

وُتِرتُ بوتر فيك لا أستقيده

ولو أنني استنجدت بالصبر والنصر

ولا سِلمَ حتى تُستَرد ظُلامتي

وإلّا فأيقنْ أنّنا فِيئَتا ثغر

ولا حرب إلا عَتبُ نفسٍ كريمةٍ

على سيدٍ في رأيه قال بالظَّفر

تخطى بنُعماه الجسيمة عاتقي

إلى أنْف عمرو تلك آبدةُ العصر

وليس شفائي قتل عمرٍو لأنه

يُراح به من ذلك الجبل الوعر

وما راحتي في طرحهِ ثقلَ أنفه

وما دَركي في أن يُفكّ من الأسر

ولكنْ شفائي أن يطول بقاؤه

بحيث يراني ذا ثَراءٍ وذا وفر

عليّ لَبوسٌ قاسميٌّ من الرضا

وطوق من النعمى وتاجٌ من الفخر

ألا يا لَقومٍ من عَذيريَ من عمرو

غدا ثعلباً يستطعِم الموت من بَبْرِ

عزمت على طيِّ الأهاجيِّ مُنعماً

عليه ومثلي جاد بالصفح والغَفرِ

فعاود ما أنكرت منه بقَطعه

كلامَ شفيعي كاده الله ذو المكرِ

ومن عاد عدنا طالبين بحقنا

ولابد للمستنبِط الماء من حفر

فلا يتعرضْ لي بكيدٍ يخاله

خفيّاً فينكأ فيه بالضرس والظُّفر

لعمرو اليد المقروف شري بظُفرِها

لقد غُرِّرت تغرير قارفة البَثْر

سقى الله بستان الأنيقة منظراً

ومختبراً سُقياً من الدمع والخمر

لعهدي بها يوماً وقد بصُرت به

فقالت تعالى مالكُ الخلق والأمر

ولو لم تألّف قلبَها ببنانها

وقد ريع من عمرو لَطار من الصدر

على أنها قالت دعوه حيالنا

ففي وجهه ملهى عن النَغْم والزمر

دعوا الفيل ذا الخُرطوم يفرح ساعةً

بخُرطومه المقبوح لا وجهه النضر

دعوه يذكِّرنا نكيراً ومُنكراً

وصيحة إسرافيلَ في صِبْحَةِ النشر

دعوه نرددْ لحظَنا فيه إنه

من النُّزَه المغفولِ عنهن في القفر

وما مثلُهُ يبقى علينا لأنه

لنا من هدايا الدهر ذي الغدر والختر

وغنّته صوتاً طيباً وهْو قولها

لصفعُ أبي الخرطوم أحلى من القَمْر

عشقنا قفا عمرٍو وإن كان وجهُهُ

يذكِّرنا قبح الخيانة والغدرِ

فتى وجهُهُ كالهجر لا وصلَ بعدهُ

وأما قفاه فهْو وصل بلا هجرِ

وغنَّتْه صوتاً ثانياً وهْو قولها

طربت إلى أنف صبور على النقرِ

رأى أنفُ عمرو أن يطول كطوله

لنذرٍ جرى منه فزاد على النذر

وعوَّجَ من عمرو تمكُّنُ خبلهِ

كما عوجت كفُّ الصبي من السطر

وغنّته صوتاً ثالثاً وهو قولها

غدا أنف عمرو وهو نهْد على قعر

ولُوِّيَ عمرو لَيَّ لَبلابِ غيضةٍ

وطال فما يَفنى بذرع ولا حزر

إذا ما مشى عمرو ولجّ اضطرابه

فعيناه في شطرٍ ورجلاه في شطر

ثلاثة أصواتٍ تغنت مُجيدةً

بهن لعمرو وهو أفرد من وتر

ولو أنها عاشت قليلاً لأسمعت

طنين قفاه كلّ مستحكم الوَقْر

وذلك جهرُ الحب والشوقُ سرُّهُ

ولا خير في عشق يكون بلا جهر

وكم من ضَروط قد أسال مُخاطها

هواها أبا الخرطوم غَزْراً على غزر

وقد لقبوه نهر بوقٍ تعسفاً

وفي الوغد أشباه من البوق والنهر

فلِلْقدِّ منه طولُ نهرٍ معوَّجٍ

وللأنف منه نغْمة البوق في الكفر

ويا عجباً من أن عمراً مُنادَمٌ

وأني مدحور ألوفٌ مع الدحر

ولو قيل شبِّهْ ريق ظبي تُحبهُ

لشبّهه المخبول بالسمن والتمر

أيا فيل بغداذ إذا عاج خطمُهُ

وخنزير كلواذى إذا عتّ في الجَعْر

ويا مُرزِم القصر المُعجَّب أهله

وحاشاه لا حاشاك يا بومة القصر

أترغم أنفي وهو أنف مكرَّمٌ

وأنفُك أولى بالختان من البظر

وتعقِر قدري مستخفاً بحاجتي

رويدك إن القتل أدهىَ من العقر

منحتُكها يا ابن الوزير تَعلَّةً

وزاداً خفيفاً للمقيمين والسَّفْر

فدونَكها في جوع شهرِك بلُغةً

وفاكهةً تكفيك فاكهة الشهرِ

وطالعْ هلال الصوم في وجه نعمةٍ

مجددةٍ زهراءَ بل نعمٍ عشر

فأنت إذا ما تمَّ أروعُ منظراً

وأعلى مكاناً منه عند أخي حِجر

وكل هلالٍ فهْو غرةُ شهرِهِ

ووجهك فينا غرةُ الشهر والدهر

ومستخبرٍ بالغيب عنك أجبتهُ

وما منطقٌ زكّاه معناك بالنزرِ

فقلت ولم أظلم لك الحق نُقرة

مقالةَ صدق لا يُنهنَه بالزجر

فتى حظه في الصُّنع والعُرف وافرٌ

فلا الصنع في حَظْر ولا العرف في حصر

هو البحر إن يصبح من الله مدُّهُ

ففي الله يمسي جَزْرُه ساعة الجزر

وما جزره إلا استفاضةُ فضله

على ساكني بدو وفي قاطني حَضْر

يفيض إذا فاضت يد الله جارياً

على عادتيه غير ملح ولا كَدر

مُدالاً مُديلاً كلّ يومٍ وليلةٍ

مُنالاً منيلاً زاكيَ الرَّيع والبذر

يناهزه الساقي قريباً مُجمُّهُ

ويسبُرهُ الداهي بعيداً على السبر

متى جئتَ ممتاراً فناهيك من فتى

وإن جئت مرتاداً فناهيك من حَبر

ألم ترني في ظلّ نعمة قاسمٍ

قشرت العصا للمعتدي أيما قشر

وما حار لي حاشاه بل كان سيداً

أبى لي أن يدعونني شحمة الصّهر

ومالي عديدٌ حاضرٌ غير أنني

أروحُ وأغدو في عديدٍ به دَثر

تضيّفتهُ أحلى من الشهد مَرفِداً

وجاورته أحمى حَمِيّاً من الدَّبْر

وسيماً قسيماً يطرِف العينَ نورُهُ

حكيماً عليماً ثابت الجاه والزّبر

تُباكي يداه الغيثَ طوراً وتارةً

يضاحك فوهَ البرقِ عن لؤلؤ حَدْرِ

إذا باع تَجرُ الحمد إياه حَمدَهُم

فقد ربحتْ ربحَ الغنى صفقةُ التجرِ

يروقك من جدٍّ له وفكاهةٍ

بأحسنَ من وجهٍ وأرشق من خصر

ويهوي إليه كل قلبٍ بُودهِ

هُوِيّ القُطاميِّ الغريب إلى الوكر

لذلك أضحى فضّلَ الله نشرَهُ

كتفضيله عَرْف النحور على القبر

وحسبُك أن ألقى عليك اختياره

إمامٌ أطاعتْهُ القلوب بلا قهر

لقاء عليٍّ فيه عند اختبارهِ

وحزم أبي حفص وعدل أبي بكر

وما لمديحي في ثناك زيادةٌ

سوى أنني نظّام جوهرِك النثرِ

أقول وتعطي نائلاً بعد نائلٍ

فأقطعُ من صخرٍ وتغرفُ من بحرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرقت كأني بت ليلي على الجمر

قصيدة أرقت كأني بت ليلي على الجمر لـ ابن الرومي وعدد أبياتها ثلاثة و تسعون.

عن ابن الرومي

علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.[١]

تعريف ابن الرومي في ويكيبيديا

أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، وقيل جورجيس، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الرومي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي