أحمر.. أحمر.. أحمر..

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أحمر.. أحمر.. أحمر.. لـ نزار قباني

1
أحمر أحمر أحمر
لاتفكر أبداً ..فالضوء أحمر
لاتكلم أحداً ..فالضوء أحمر
لاتجادل في نصوص الفقه ، أو في النحو ،
أو في الصرف أو في الشعر ، أو في النثر
إن العقل ملعون ، ومكروه ، ومنكر

2
لاتغادر قنك المختوم بالشمع
فإن الضوء أحمر..
لاتحب امرأة ..أو فأرة
إن ضوء الحب أحمر
لاتضاجع حائطا ، أو حجراً ، أو مقعداً
إن ضوء الجنس أحمر
إبق سرياً ...ولاتكشف قرارتك
حتى لذبابة
إبق أمياً ..ولاتدخل شريكاً في الزنى أو في الكتابة
فالزنى في عصرنا أهون من جرم الكتابة

3
لاتفكر بعصافير الوطن
وبأشجار ، وأنهار ، وأخبار الوطن
ولاتفكر بالذين اغتصبوا شمس الوطن
إن سيف القمع يأتيك صباحاً
في عناوين الجريدة
وتفاعيل القصيدة ..
وبقايا قهوتك
لاتنم بين ذراعي زوجتك
إن زوارك عند الفجر
موجودون تحت الكنبه

4
لاتطالع كتباً في النقد أو في الفلسفه
إن زوارك عند الفجر
مزروعون ، مثل السوس ، وفي كل رفوف المكتبة
إبق في برميلك المملوء نملاً ..وبعوضاً ..وقمامة
إبق من رجليك مشنوقاً إلى يوم القيامة
إبق من صوتك مشنوقاً إلى يوم القيامة
إبق من عقلك مشنوقاً إلى يوم القيامة
إبق في البرميل حتى لاترى
وجه هذي الأمة المغتصبة

5
أنت لو حاولت أن تذهب للسلطان
أو زوجته ، أو صهره المسؤول عن أمن البلاد
والذي يأكل أسماكاً ..وتفاحاً ..وأطفالاً
كمن يأكل من لحم العباد
لوجدت الضوء أحمر

6
أنت لو حاولت أن تقرأ يوماً
نشرة الطقس ..وأسماء الوفيات ..وأخبار الجرائم
لوجدت الضوء أحمر
أنت لو حاولت أن تسأل عن سعر دواء الربو
أو أحذية الاطفال ...أو سعر الطماطم
لوجدت الضوء أحمر
أنت لو حاولت أن تقرأ يوماً صفحة الأبراج
كي تعرف ما حظك
أو تعرف مارقمك مابين طوابير البهائم
لوجدت الضوء أحمر

7
أنت لو حاولت أن تبحث عن بيت من الكرتون يأويك
أو سيدة - من بقايا الحرب - ترضى أن تسليك
..أو ثلاجة مستعملة
لوجدت الضوء أحمر
أنت لو حاولت أن تسأل في الصف ...لماذا ؟
يتسلى عرب اليوم بأخبار الهزائم ؟
ولماذا عرب اليوم زجاج بعض فوق يتكسر ؟
لوجدت الضوء أحمر

8
لاتسافر بجواز عربي ..
لا تسافر مرة أخرى لأوربا..
فأورباء - كما تعلم - ضاقت بجميع السفهاء
أيها المنبوذ والمشبوه ، والمطرود من كل الخرائط
أيها الديك الطعين الكبرياء...
أيها المقتول من غير قتال
أيها المذبوح من غير دماء
لاتسافر لبلاد الله ..إن الله لا يرضى لقا الجبناء ...

9
لا تسافر بجواز عربي
وانتظر كالجرذ في كل المطارات ..فإن الضوء أحمر
لاتقل باللغة الفصحى : أنا مروان ،
انا عدنان أو سحبان..
للبائعة الشقراء في (هارودز )
إن الاسم لا يعني لها شيئاً
وتاريخك - يا مولاي - تاريخ مزور

10
لا تفاخر ببطولاتك في ( الليدو )
فسوزان ..وجانين ..وكوليت
وآلاف الفرنسيات لم يقرأن يوماً
قصة الزير وعنتر!!
أنت تبدو مضحكاً في ليل باريس
فعد فوراً إلى الفندق ..إن الضوء أحمر

11
لا تسافر بجواز عربي ..بين أحياء الغرب
فهم من أجل قرش يقتلونك ..
وهم في حين يجوعون مساءً _ يأكلونك
لا
لا تكن ضيفاً على حاتم طي
فهو كذاب ..ونصاب
فلا تخدعك آلاف من الجواري
وصناديق الذهب

12
ياصديقي
لاتسر وحدك ليلاً
بين أنياب العرب
أنت في بيتك محدود الاقامه
أنت في قومك مجهول النسب
ياصديقي :
رحم الله العرب ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي