أثار سراها والديار نوازح

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٢٣:٤٩، ١٩ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أثار سراها والديار نوازح لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة أثار سراها والديار نوازح لـ لسان الدين بن الخطيب

أثارَ سُراها والدِّيارُ نَوازِحُ

سَنا بارِقٍ منْ مَطْلَعِ الوَحْي لائِحُ

سَفائِنُ تَسْتَفّ الفَلا فكأنّها

سَفائِنُ في بَحْرِ السّرابِ سَوابِحُ

إلَيْكَ رَسولَ اللهِ شُدّتْ نُسوعُها

وغادَرَها الإدْلاجُ وهْيَ طلائِحُ

تَحَمّلْنَ منْ زُوّارِ قَبْرِكَ فِتْيَةً

تُواصِلُ في ذاتِ الهُدَى وتُنازِحُ

همُ القُضْبُ إنْ مالُوا معَ الذِّكْرِ خَشْيَةً

وإنْ رَجّعوهُ فالحَمامُ الصّوادِحُ

حَنانَيْكُما يا صاحِبَيَّ بمُغْرَمٍ

جَوانِحُهُ نحْوَ الحَجيجِ جَوانِحُ

أقامَ يُعاني الشّوْقَ عنْ قَدَرٍ ومَنْ

أقامَ علَى عُذْرٍ كمَنْ هوَ رائِحُ

تَدانَى هَوىً لمّا تَباعَدَ منزِلاً

فَها هُوَ دانٍ في الزِّيارَةِ نازِحُ

وها أنْتَ يا إنسانَ عيْنِ يَقينِه

برَوْضَةِ مَنْ حازَ المَحاسِنَ سارِحُ

كدَحْتَ الى رَبّ الجَمال مُلاقِياً

فَيا أيُّها الإنسانُ إنك كادِحُ

هَنيئاً لكُم يا زائِري تُرْبَةَ الهُدَى

بُلوغَ المُنى والسّعْيُ في اللهِ ناجِحُ

حَلَلْتُمْ بمَثْوى خَيْرِ مَنْ وَطِئَ الثّرى

وأكْرَمِ مَنْ ضَمّتْ صَفاً وصَفائِحُ

مَعاهِدُ فيهِنّ المَلائِكَةُ العُلى

غَوادٍ بتَنْزيلِ الكِتابِ رَوائِحُ

أفاءَ علَيْها اللهُ أفْياءَ نُورِه

فَفيهِنّ منْ دارِ السّلامِ ملامِحُ

تبَوّأهَا مِنْ خِيرَةِ الرّسْلِ مَنْ سَمَتْ

بهِ ليْلَةَ المِعْراجِ فيها المَطامِحُ

وبالأفُقِ الأعْلى منَ العَرْشِ قدْ سَمَتْ

سَجاياهُ يا لَلّهِ تِلْكَ السّجائِحُ

رَسولُ البَرايا جاءَ بالصّدْقِ فامّحَتْ

بنورِ هُداهُ التّرَّهاتُ الصّحاصِحُ

مُبَلّغُهُمْ أهْدى رِسالاتِ رَبِّهِ

أمينٌ على الإسلامِ في اللهِ ناصِحُ

مُغيثٌ ودَعْوَى المُذْنِبينَ خَطيئَتي

ونَفْسي نَفْسي والشّهودُ الجَوارِحُ

لهُ المُعْجِزاتُ المُعْجِزاتُ كأنّها

بُروقٌ بآفاقِ اليَقينِ لوائِحُ

كإخْبارِهِ بالغائِباتِ فعنْدَهُ

لأبوابِ أسْرارِ الغُيوبِ مَفاتِحُ

وفي يومِ بَدْرٍ إذْ رَمَى قَبْضَةَ الثّرى

فولّتْ جُموعُ الشِّرْكِ وهْيَ جَوامِحُ

وأُعْطي عَسيبَ النّخْلِ في حوْمَةِ الوَغَى

فهُزَّ حُسامٌ منْهُ للدّمِ سافِحُ

دَعا اللهَ يَسْتَسْقي فلبّتْ سَماؤهُ

بواكِفَةِ القَطْرِ السّحابُ الدّوالِحُ

وألقَى بأخْلافِ الشِّياهِ يَمينَهُ

فجادَتْ بهِ وهْيَ الضّروعُ الشّحائِحُ

وروّى ظِماءَ الجيْشِ ماءُ بَنانِهِ

فلِلّهِ أمْواهٌ هُناكَ سَوائِحُ

وفي ليْلَةِ المِيلادِ لاحَتْ شَواهِدٌ

تَوالَتْ بِها للّهِ فِينا المَنائِحُ

أضاءَتْ قُصورُ الشّامِ منْهُنّ وانْجَلَتْ

مَعالِمُ ما ضُمَّتْ عَلَيْهِ الأباطِحُ

وهُدَّ لَها إيوانُ كِسْرى مَهابَةً

وأُخْمِدَ منْ نِيرانِ فارِسَ لافِحُ

وغاضَ بِها وادِي السّماوةِ فانْثَنَتْ

تقَلِّصُ ذَيلَ الخَصْبِ فيهِ المَسارِحُ

وأبْصَرَ سَيْفُ المُلْكِ رُؤْيا فأصْبَحَتْ

لتَذْكارِها تَرْتاعُ منْهُ الجَوارِحُ

وأعْلَمَهُ كَهّانُهُ أنّ أرْضَهُ

أُتيحَ لَها منْ سَيّدِ العُرْبِ فاتِحُ

فمَنْ كرَسولِ اللهِ للخَلْقِ ملْجَأ

إذا طوّحَتْهُمْ للزّمانِ الطوائِحُ

عنايَتُهُ بالمُذْنِبينَ عظيمةٌ

إذا عَظُمَتْ يومَ الحِسابِ الفضائِحُ

وإنّا اقْتَدَيْنا فاهْتَدَيْنا بصَحْبِهِ

وما صَحْبُهُ إلا النّجومُ اللّوائِحُ

أبادُوا شَياطينَ الضّلالِ وزَيّنَتْ

سَماءَ رُسومِ الحَقِّ منْهُمْ مَصابِحُ

وأذْهَبَ لَيْلَ الشّكّ صُبْحُ يَقينِهمْ

فأسْفَرَ منْ وَجْهِ الحَقائِقِ واضِحُ

وقامَتْ علَى الدّين الحَنيفِ أدِلّةٌ

تَبَيّنَ مَرْجوحٌ بهِنّ وراجِحُ

أُولاكَ الأُلى بالأنْفُسِ اشْتَروا الهُدى

فتَجْرُهُمْ في جنّةِ الخُلْدِ رابِحُ

رَعَوْا لرَسولِ اللهِ حَقَّ وَصاتِهِ

فذاعَتْ بهِمْ في المُسْلِمينَ النّصائِحُ

ومازالَ في الإسْلامِ منْهُمْ أئِمّةٌ

تُناضِلُ عنْ دِينِ الهُدى وتُكافِحُ

وتُنْجِبُ منْ أبْنائِها كلَّ ناصِرٍ

يَفُلُّ شَباةَ الخَطْبِ والخطْبُ فادِحُ

فمَنْ مِثْلُ موْلانا الخَليفَةِ يوسُفٍ

إذا عدّدَ الفَخْرَ الملوكُ الجَحاجِحُ

أيادِيهِ سحّتْ في الوَرَى برَكاتُها

فأيّامُهُمْ بيضُ اللّيالي صَوالِحُ

إمامَ الهُدى يا خيْرَ مَنْ بَذَلَ اللُّهى

وشادَتْ عُلاهُ المَعْلُواتِ الصّرائِحُ

إذا اشتَبَهَتْ آيُ الخلائِفِ في النّدى

فآيُ نَداكَ المُحْكَماتُ الفَواتِحُ

وإنْ رُوِيَتْ عنْهُمْ عَوالي علائِهِمْ

فآثارُ عَلْياكَ الحِسانُ الصّحائِحُ

وإنْ مِدَحٌ في المَكْرُماتِ تَعارَضَتْ

فأنْتَ الى الأدْنى منَ اللهِ جانِحُ

أقَمْتَ لمِيلادِ الرّسولِ شَعائِراً

بِها اللهُ عنْ ذَنْبِ المُسيئينَ صافِحُ

تَباهَتْ بأمْداحِ الرّسولِ مُحمّدٍ

فطابَتْ بذِكْراها الرِّياحُ النّوافِحُ

إذا نُشِرَتْ فيها صَحائِفُ مَدْحِهِ

وذاعَتْ بنَشْرِ الحَمْدِ منْها المَمادِحُ

تَلقّتْكَ منْ أرْضِ الهُنودِ لَطائِمٌ

يَنِمُّ بِها مِنْ مِسْكِ دارينَ فائِحُ

هيَ اللّيلةُ الغَرّاءُ حسبُكَ لَيلةً

بِها نَجْمُ دينِ اللهِ أزْهَرُ لائِحُ

إذا ما أضاءَتْ لي مَطالِعَ نورِها

فقَلْبي لَها زَنْدَ الفَصاحةِ قادِحُ

فَيا لَيْلَةَ الميلادِ دونَكِ مِدْحَةً

وأيْسَرُ ما تُهْدَى إليْكِ المَدائِحُ

وإنْ أنْتَ بالإقْبالِ قابَلْتَ وَفْدَها

فتَسْمَحُ بالأمْداحِ فيكَ القَرائِحُ

وأنْتَ لها أحْيَيْتَ يا مُحْيي الهُدى

فُروضاً بهِنّ اللهُ صَدْرَكَ شارِحُ

يَميناً لقد قرّتْ بدَوْلتك الرِّضَى

عُيونٌ برَوْضِ العَدْلِ منْكَ سوارِحُ

فما الناسُ طُرّاً غيرُ صِنْفَيْنِ حامدٌ

على فَضْلِ ما تُولي وآخَرُ مادِحُ

فدُمْ ناصِراً للدّينِ ما حَنّ نازِحٌ

وما افتَنّ في غُصْنِ الأراكَةِ صادِحُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أثار سراها والديار نوازح

قصيدة أثار سراها والديار نوازح لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ستون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي