أحمق من هبنقة

واسمه يزيد بن ثروان أحد بني قيس بن ثعلبة، ومن حمقه أنه جعل في عنقه قلادةً من ودع وعظام وخزف، وقال: أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به ؛ فحولت القلادة من عنقه إلى عنق أخيه، فلما أصبح قال: يا أخي، أنت أنا وأنا أنت ! وأضل بعيراً، فجعل ينادي عليه: من وجده فهو له، فقيل له: فلم تنشده ؟ قال: فأين حلاوة الوجدان !واختصمت طفاوة وبنو راسب في رجل، ادعى كل فريق أنه في عرافتهم، فقالوا: نحكم علينا من طلع من هذه الجهة وأشاروا إلى نحو جهة فطلع عليهم هبنقة فحكموه، فقال هبنقة: حكمه أن يلقى في الماء، فإن طفا فهو من طفاوة، وإن رسب فهو من راسب، فقال الرجل: إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان.وكان إذا رعى غنماً جعل مختار المراعي للسمان، وينحي المهازيل، ويقول: لا أصلح ما أفسده الله.وشبيه بذلك ما حكى الله تعالى عن بعض المشركين في قوله: 'أنطعم من لو يشاء الله أطعمه' وقال فيه الشاعر:
عش بجد وكن هبنقة القيس
ي نوكاً أو شيبة بن الوليد
رب ذي إربة مقل من الما
ل وذي عنجهية محدود
وقيل: الهبنق والهبنك صفة الأحمق.