لا تحسبي شيب رأسي أنه هرم

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٠٢:٠٥، ٢١ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا تحسبي شيب رأسي أنه هرم لـ ابن أبي حصينة

اقتباس من قصيدة لا تحسبي شيب رأسي أنه هرم لـ ابن أبي حصينة

لا تَحسَبي شَيبَ رَأسي أَنَّهُ هَرَمُ

وَإِنَّما أَبيَضَّ لَمّا اِبيَضَّتِ اللِمَمُ

وَلا تَظُنّي نُحولَ الجِسمِ مِن أَلَمٍ

فَالهَمُّ يَفعَلُ مالا يَفعَلُ الأَلَمُ

كَتَمتُ حُبَّكِ دَهراً ثُمَ بُحتُ بِهِ

وَسِرُّ كُلِّ مُحِبٍّ لَيسَ يَنكَتِمُ

عَذَّبتُمُ بِالهَوى قَلبي وَلا عَجَباً

أَن شَرَّقَ الماءُ وَهوَ البارِدُ الشَبمُ

وَشَفَّ ما في ضَميري مِن مَحبَّتِكُم

وَإِنَّما شَفَّ لَمّا شَفَّني السَقَمُ

ضِنّي بِوَصلِكِ أَو مُنّي عَليَّ بِهِ

فَواحِدٌ عِنديَ الوِجدانُ وَالعَدَمُ

ما أَقبَحَ العِرضَ مَدنُوساً بِفاحِشَةٍ

يَخُطُّها اللَوحُ أَو يَجري بِها القَلَمُ

وَالحُسنُ لا حُسنَ في وَجهٍ تَأَمَّلُهُ

إِن لَم تَكُن مِثلَهُ الأَخلاقُ وَالشِيَمُ

وَلِلشَبِيبَةِ بُنيانٌ تُكَمِّلُهُ

لَكَ الثَلاثونَ عاماً ثُمَّ يَنهَدِمُ

وَمَن يَكُن بِأَبي العُلوان مُعتَصِماً

فَإِنَّهُ بِحِبالِ اللَهِ مُعتَصِمُ

مُبارَكُ الوَجهِ صاغَ اللَهُ طِينَتَهُ

مِن طينَةٍ مِنها الجُودُ وَالكَرَمُ

تُريكَ هَضبَ هُمامٍ في حِجى مَلِكٍ

مِن آلِ مِرداسَ في عِرنينهِ شَمَمُ

أَغنى الجَزيرَةَ لَمّا أَن أَقامَ بِها

عَن أَن تُشامَ لَها الأَنواءُ وَالدِيَمُ

وَأَمَّنَ اللَهُ أَهلَ الرقَّتينِ بِهِ

أَن يَستَبِدّ بِهِم ظُلمٌ وَلا ظُلَمُ

جَنابُهُ لَهُمُ رِيفٌ وَجانِبُهُ

مِنَ المُلِمِّ الَّذي يَخشونَهُ حَرَمُ

ظَنَّ الأَعادي بِهِ ظَنّاً فَأَخلَفَهُ

لَمّا اِلتَقوا وَعُبابُ الظُلمِ يَلتَطِمُ

رَماهُمُ بِليوثٍ لَو رَمى بِهِمُ

دَعائِمَ الطَودِ لَم تَثبُت لَها دَعَمُ

وَفِتيَةٍ كَاللُيوثِ الغُلبِ لَيسَ لَهُم

إِلّا السَنَوَّر أَغيالٌ وَلا أَجَمُ

شابَت نَواصي الوَغى مِنهُم فَهُم عَجَمٌ

وَعُودُهُم غَيرُ خوّارٍ إِذا عُجِمُوا

مِن حَولِ أَروَعَ تُغنيهِم مَهابَتُهُ

عَنِ السُيوفِ الَّتي أَغمادُها القِمَمُ

حَتّى إِذا اِشتَجَرَ الخَطّيُّ بَينَهُمُ

تَبَيَّنَ القَومُ أَيُّ الحاضِرينَ هُمُ

في مَأزِقٍ زُوِّقَ المَوتُ الذُعافُ بِهِ

وَشابَتِ العُذرُ مِمّا تَنفُضُ اللُجُمُ

لَو كانَ غَيرُ اِبنِ فَخرِ المُلكِ حارَبَهُم

لَم يَنهَهُ عَنهُمُ قُربى وَلا رَحِمُ

وَإِنَّما حارَبُوا قَرماً يَعُوذُ بِهِ

خِيَمٌ كَريمٌ وَلَحمٌ طَيِّبٌ وَدَمُ

وَآلُ مِرداسَ خَيرُ الناسِ إِن رَحَلوا

وَإِن أَقامُوا وَإِن أَثَروا وَإِن عَدِمُوا

لا يَبخَلونَ بِمَعروفٍ إِذا سُئِلوا

وَلا يَخِفُّونَ عَن حِلمٍ إِذا نَقِمُوا

تَعَلَّموا كُلَّ فَضلٍ مِن نُفوسِهِمِ

فَما يُزادونَ عِلماً فَوقَ ما عَلِمُوا

لَو شاهَدَ اِبنُ أَبي سُلمى مَكارِمَهُ

لَكانَ غَيرَ كَريمٍ عِندَهُ هَرِمُ

وَلَو رَأَى حاتمُ الطائِيُّ فَضلَهُمُ

لَقالَ مِن آلِ مِرداسٍ بَدا الكَرَمُ

يُصَغِّرونَ عَظيماً مِن مَحَلِّهِم

فَكُلَّما صَغَّرُوا مِن قَدرِهِم عَظُمُوا

سَمادِعٌ شَيَّعوا ذِكري بِذِكرِهِمُ

فَصرتُ أُعرَفُ بِالوَسمِ الَّذي وَسَمُوا

يا مَن يُحَمِّلُّ مِن شُكري لِنِعمَتِهِ

حِملاً تُحمِّلُ مِثلي مَثلَهُ الأُمَمُ

إِنّي وَزَنت بِكَ الأَملاكَ قاطِبَةً

فَما وَفى بِكَ لا عُربٌ وَلا عَجَمُ

ما صَحَّ مَذهَبُ أَهلِ النَسخِ عِندَهُمُ

إِلّا بِأَنَّكَ أَنتَ الناسُ كُلُّهُمُ

جَمَعتَ ما في جَميعِ الناسِ مِن كَرَمٍ

فَالفَضلُ عِندَكَ مَجموعٌ وَمُقتَسَمُ

أَفدي بِنَفسي نَفيسَ النَفسِ عادَتُهُ

أَن لا يُذَمَّ لَهُ فِعلٌ وَلا ذِمَمُ

أَزُورُهُ وَبِوُدّي لَو مَشى بَصَري

عَنّي وَلَم يَمشِ لي ساقٌ وَلا قَدَمُ

وَلَو قَدِرتُ لَما زارَت مُقَفِّلَةً

إِلّا بِخَدّي إِلَيهِ الوُخد الرُسُمُ

كَرامَةً لِكَريمِ الخيمِ ما كَبُرَت

إِلّا لَهُ عِنديَ الآلاءُ وَالنِعَمُ

فَسَوفَ أَشكُرُهُ حَيّاً وَتَشكُرُهُ

عَنّي إِذا ما ثَوَيتُ الأَعظُمُ الرِمَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا تحسبي شيب رأسي أنه هرم

قصيدة لا تحسبي شيب رأسي أنه هرم لـ ابن أبي حصينة وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن أبي حصينة

الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى. وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هـ‍ فمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هـ‍ فمنحه المستنصر لقب الإمارة. ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج. له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.[١]

تعريف ابن أبي حصينة في ويكيبيديا

ابن أبي حصينة (388 هـ - 457 هـ / 998 - 1065م)، شاعر من أهل الشام. هو الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار، أبو الفتح، ابن أبي حصينة السلمي. ولد ونشأ في معرة النعمان. انتقل إلى حلب وكانت تحت حكم بني مرداس. حقق أسعد طلس ديوانه عندما قطن بغداد.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن أبي حصينة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي