خير الأحاديث ما يبقى على الحقب

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ٢٠:٠٢، ١٩ يونيو ٢٠٢٢ بواسطة Adab (نقاش | مساهمات) (اضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خير الأحاديث ما يبقى على الحقب لـ ابن أبي حصينة

اقتباس من قصيدة خير الأحاديث ما يبقى على الحقب لـ ابن أبي حصينة

خَيرُ الأَحاديثِ ما يَبقى عَلى الحِقَبِ

وَخَيرُ مالِكَ ما دارا عَنِ الحَسَبِ

لا ذِكرَ يَبقى لِمَن يَبقى لَهُ نَشَبٌ

وَالذِكرُ يَبقى لِمَن يَبقى بِلا نَشَبِ

عَرضُ الفَتى حينَ يَغدُو أَبيَضاً يَققاً

خَيرٌ مِنَ الفِضّةِ البَيضاءِ وَالذَهَبِ

بَنى المُعِزُّ لَنا فَخرينِ شادَهُما

بِالمَكرُماتِ وَبِالهِندِيَّةِ القُضُبِ

مُشَيَّعٌ لا يُريحُ الخَيلَ مِن تَعَبٍ

وَالمالَ مِن عَطَبٍ وَالعِيسَ مِن نَصَبِ

يَلقى العُفاةَ بِرِفدٍ غَيرِ مُحتَبِسٍ

عَنِ العُفاةِ وَوَعدٍ غَيرِ مُرتَقَبِ

رُوحي فِدىً لِأَبي العُلوانِ مِن مَلِكٍ

سَمحِ اليَدَينِ بِتاجِ المُلكِ مُعتَصِبِ

بَنى القِبابَ رَفيعاتِ الذُرى شُهُباً

مَخلوطَةً بِنُجومِ الحِندِسِ الشُهبِ

مُطَنَّباتٍ إِلى العَلياءِ ما اِفتَقَرَت

إِلى عَمُودٍ وَلا اِحتاجَت إِلى طُنُبِ

مِثلَ الجِبالِ الرَواسي كُلَّما لَعِبَت

بِها الصَبا رَقَصَت من شِدَّةِ الطَرَبِ

لا يَومَ أَحسَنُ مِنهُ مَنظَراً عَجَباً

في مَطعَمٍ عَجَبٍ في مَشرَبٍ عَجَبِ

خَمسُونَ أَلفاً قَراهُم ثُمَّ شَرَّعَهُم

مُعَتَّقَ الراحِ لَم تُقطَب وَلَم تُشَبِ

سَدَّت عَقائِرُهُ الغيطانَ أَو تَرَكَت

لَونَ البَرى لَونَ ما في الحَوضِ مِن ذَهَبِ

حَتّى لَكادَ مَعينُ الماءِ يَصبِغُهُ

ما شاعَ في الأَرضِ مِنها مِن دَمٍ سَرِبِ

ظَلَّت وَباتَت قُدورُ المَجدِ راكِدَةً

تُشَبُّ بِالمَندَلِ الهِندِيِّ لا الحَطَبِ

يَنتابُها الناسُ أَفواجاً فَتَفغَمُهُم

طِيباً وَتُشبِعُ جُوعاهُم مِنَ السَغَبِ

قَد بَيَّضَت نارُها الظَلماءَ أَو تَرَكَت

لَونَ الدُجى لَونَ رَأسِ الأَشمَطِ الجَرِبِ

تَسرِي الرِكابُ وَضَوءُ النارِ يُوهِمُها

وَيُوهِمُ الرَكبَ أَنَّ الشَمسَ لَم تَغِبِ

تَكَرُّماً ما سَمِعنا في القَديمِ بِهِ

وَلا قَرَأناهُ في الأَخبارِ وَالكُتُبِ

تَفنى اللَيالي وَيَبقى ذِكرُ ما صَنَعَت

هَذي البُيوتُ عَلى الأَيامِ وَالحِقَبِ

وَفي القِبابِ الَّتي قَد أُبرِزَت مَلِكٌ

يَمينُهُ رَحمَةٌ صُبَّت عَلى حَلَبِ

إِن طَبَّقَ الأَرضَ إِمحالٌ وَأَخلَفَها

وَعدُ الغَمامِ فَلم تُمطَر وَلَم تُصَبِ

وَفي العَواصِمِ قَومٌ ما اتِّكالُهُمُ

إِلّا عَلى راحَتَيهِ لا عَلى السُحُبِ

ما إِن رَأَيتُ وَلا خُبِّرتُ عَن أَحَدٍ

بِمثلِ ما فيهِ مِن بَأسٍ وَمِن أَدَبٍ

تَلقى المُلوكَ كَثيراً إِن عَدَدتَهُمُ

وَفي الذَوابِلِ فَخرُ لَيسَ في القُضُبِ

لا تَطلُبِ الجُودَ عِندَ الناسِ كُلِّهِمِ

فَلَيسَ لِلشَريِ طَعمُ الأَري وَالضَرَبِ

ما كُلُّ مَن جادَ بِالمَعروفِ جاءَ بِهِ

عَن نِيَّةٍ وَضَميرٍ صادِقِ الأرَبِ

قَد يَبذُلُ المالَ مَغصُوباً أَخو بُخُلٍ

كَالتَمرِ يَخرُجُ مِن لِيفٍ وَمِن كَرَبِ

وَالجُودُ أَصبحَ منسُوباً إِلى مَلِكٍ

مَحضِ الجُدُودِ كَريمِ الخِيمِ وَالنَسَبِ

تَعَوَّدَ الصارِمُ الهِندِيُّ في يَدِهِ

ضَربَ الجَماجِمَ تَحتَ البِيضِ وَاليَلَبِ

لا يَنثَني وَوُجوهُ الخَيلِ ساهِمَةٌ

أَو يَنثَني وَالقَنا مُحمَرَّةُ العَذبِ

تَسِيلُ مِن عَلَقِ اللَبّاتِ أَكعُبُها

كَأَنَّما صُبِغَ المُرّانُ بِالنَجَبِ

ما سارَ نَحوَ العِدى في جَحفَلٍ لَجِبٍ

إِلّا وَقامَ مَقامَ الجَحفَلِ اللَجِبِ

في ظَهرِ عارِيَةِ اللَحيَينِ قَد دَرِبَت

بِالطَعنِ مِن تَحتِ طَبٍّ بِالوَغى دَرِبِ

تَعُودُ مُبيَضَّةَ المَتنَينِ مِن زَبَدٍ

مُحمَرَّةَ الفَمِ وَألرُسغَينِ وَاللَبَبِ

كَقَهوَةٍ صُفِّقَت في الكَأسِ فَاكتَسَبَت

بِالمَزجِ لُوِّنَ لَونَ الراحِ وَالحَبَبِ

يا ناشِرَ الفَضلِ في دانٍ وَمُنتَزِحٍ

وَقاسِمَ الرِزقِ في ناءٍ وَمُقتَرِبِ

طَهَّرتَ شِبلَيكَ لِلتَقوى وَما اِفتَقَرا

إِلى طُهُورٍ مِنَ الفَحشاءِ وَالرَيَبِ

لَقَد خَلَفتَ أَخاكَ المَيتَ في وَلَدٍ

حَلَلتَ مِنهُ مَحَلَّ الوالِدِ الحَدِبِ

رَفَعتَهُ مُستَحِقاً وَاِجتَهَدتَ لَهُ

مِن ذَلِكَ اليَومِ في التَشريفِ وَاللَقَبِ

وَزِدتَّهُ رِفعَةً لَمّا جَعَلتَ لَهُ

ذِكراً كَذِكرِكَ لا يَخلُو مِنَ الخُطَبِ

مِن أَينَ يَفعَلُ هَذا الفِعلَ ذُو حَسَبٍ

دانٍ بِذي حَسَبٍ أَو غَيرِ ذي حَسَبِ

سَجِيَّةٌ مِن كَريمِ الطَبعِ في مَلِكٍ

مُهَذَّبٍ لَم يَغِب يَوماً وَلَم تَغِبِ

إِذا نَظَرتَ إلى ما بَذَّرَت يَدَهُ

أَيقَنتَ أَنَّ السَماحَ المَحضَ في العَرَبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة خير الأحاديث ما يبقى على الحقب

قصيدة خير الأحاديث ما يبقى على الحقب لـ ابن أبي حصينة وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن أبي حصينة

الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى. وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هـ‍ فمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هـ‍ فمنحه المستنصر لقب الإمارة. ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج. له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.[١]

تعريف ابن أبي حصينة في ويكيبيديا

ابن أبي حصينة (388 هـ - 457 هـ / 998 - 1065م)، شاعر من أهل الشام. هو الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار، أبو الفتح، ابن أبي حصينة السلمي. ولد ونشأ في معرة النعمان. انتقل إلى حلب وكانت تحت حكم بني مرداس. حقق أسعد طلس ديوانه عندما قطن بغداد.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن أبي حصينة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي