دردشة مع قطة متوحشة !!

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:٤٢، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دردشة مع قطة متوحشة !! لـ نزار قباني

1
في هذه الليلة
المثقوبة بالبروق .. والرعود .. والأمطار ..
سوف أقول لك ( أحبك ) دون خطابة ..
ودون ميكروفونات ..
ومكبرات أصوات ..
فالخطابات على سرير الحب ..
لا تقنع المستمعات ..
ولا العاشقات .
إنها كالخطابات الإيديولوجية ..
والخطابات السياسية ..
والخطابات الانتخابية ..
لا يصغي إليها أحد ..
ولا يتحمس لها أحد ..

2
في هذه الليلة
المضرجة بدم القصائد ..
لن أتلو عليك الوصايا العشر
ولكنني سأقرأ عليك بعض الشعر ..
وأقدم لك الشكر ..
لأنك سمحت لي بقيلولة قصيرة ..
على خط الزلزال ..
الممتد من شمال أنوثتك .. إلى جنوبها ..
ومن ذهب عمودك الفقري ..
إلى فضة الخاصرة ..
ومن صخرة ( الروشة ) ..
إلى مضيق جبل طارق ..
ومن جزيرة أرواد .. إلى جزر الكناري ..
ومن أنهار دمشق السبعة ..
إلى أنهارك التي لا تعرف العصافير عددها !! ..

3
في هذه الليلة
التي يرتبط فيها مصيري
بمصير هذا الكيمونو البرتقالي
المفتوح على الجهات الأربع ..
لن تكون هناك أسئلة أطرحها عليك ..
ستكونين أنت السؤال الكبير …
والجواب الكبير …

4
في هذه الليلة
لن أكون كاهناً ، كما تتوقعين ..
ولكنني سوف أكون شاعراً ..
مذبوحاً كالديك بسيف قصيدته …

5
في هذه الليلة
سأضع كل أعمالي الشعرية في الخزانة ..
وأكتبك من جديد …

6
في هذه الليلة ..
التي نبحر فيها بلا خرائط .. ولا تفاصيل ..
لا أريد أن أقف خطيباً
على قدح من النبيذ الأحمر ..
فالنبيذ الفرنسي لا يفهم اللغة العربية ..
وعطر ( شانيل )
لا يحفظ شيئاً من شعر المتنبي …
ونهداكِ المغروران ..
لا يعترفان بقانون الجاذبية !! .

7
في هذه الليلة الحبلى
بالقلق ، والدهشة ، والنبوءات ..
لن أتثاقف ..
ولن أتفاصح ..
ولن أقرأ عليك نشيد الإنشاد ..
أو كتاب ( أوفيد ) عن فن الحب ..
أو كتاب ( طوق الحمامة ) لابن حزم الأندلسي ..
ولا أي كتاب يتحدث عن شهداء الهوى ومجانينه .
فالحب العظيم لا يقرأ إلا كتابه ..
ولا يصدق إلا نفسه …

8
ليس هناك حب
يسمونه حب ما قبل الحداثة
أو حب ما بعد الحداثة ..
فكل حب يضربنا ..
سواء في القرن الأول .. أو في القرن العاشر ..
أو في القرن الواحد والعشرين ..
هو حب حديث ..

9
أيتها الغجرية الهاربة من جنسيتها .
أيتها القصيدة الهاربة من موسيقاها .
هكذا أحبك ..
قطة برية ترفض أن تقص أظافرها ..
وترفض أن تطفئ سجائرها ..
وترفض أن تسكن في ضريح النصوص ..
والكلمات المأثورة …

10
هكذا أحبك
قطة سيامية وحشية الطباع .
تخرمش وجوه الرجال ..
وجوارب السيدات …
ولا تتخلى عن بوصة واحدة من حريتها ..
ولا تعرف من الثقافات ..
سوى ثقافة جسدها !! .

11
من أجل الشِعر ، يا سيدتي
أتوسل إليك ..
أن تكوني غجرية بلا حدود ..
وعاصفة بلا حدود ..
وامرأة بلا حدود ..
فكلما ازددتِ حكمة
خمدت حرائقي ..
وكلما ازددتِ توازناً
تخلخلت موازين الشعر !! .

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي