مصابي جليل والعزاء جميل

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٩:٢١، ٣١ مارس ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مصابي جليل والعزاء جميل لـ أبو فراس الحمداني

اقتباس من قصيدة مصابي جليل والعزاء جميل لـ أبو فراس الحمداني

مُصابي جَليلٌ وَالعَزاءُ جَميلُ

وَظَنّي بِأَنَّ اللَهَ سَوفَ يُديلُ

جِراحٌ تَحاماها الأُساةُ مَخوفَةٌ

وَسُقمانِ بادٍ مِنهُما وَدَخيلُ

وَأَسرٌ أُقاسيهِ وَلَيلٌ نُجومُهُ

أَرى كُلَّ شَيءٍ غَيرَهُنَّ يَزولُ

تَطولُ بِيَ الساعاتُ وَهيَ قَصيرَةٌ

وَفي كُلِّ دَهرٍ لايَسُرُّكَ طولُ

تَناسانِيَ الأَصحابُ إِلّا عُصَيبَةً

سَتَلحَقُ بِالأُخرى غَداً وَتَحولُ

وَمَن ذا الَّذي يَبقى عَلى العَهدِ إِنَّهُم

وَإِن كَثُرَت دَعواهُمُ لَقَليلُ

أُقَلِّبُ طَرفي لا أَرى غَيرَ صاحِبٍ

يَميلُ مَعَ النَعماءِ حَيثُ تَميلُ

وَصِرنا نَرى أَنَّ المُتارِكَ مُحسِنٌ

وَأَنَّ صَديقاً لايُضِرُّ خَليلُ

أَكُلُّ خَليلٍ هَكَذا غَيرُ مُنصِفٍ

وَكُلُّ زَمانٍ بِالكِرامِ بَخيلُ

نَعَم دَعَتِ الدُنيا إِلى الغَدرِ دَعوَةً

أَجابَ إِلَيها عالِمٌ وَجَهولُ

وَفارَقَ عَمروُ بنُ الزُبَيرِ شَقيقُهُ

وَخَلّى أَميرَ المُؤمِنينَ عَقيلُ

فَيا حَسرَتا مَن لي بِخِلٍّ مُوافِقٍ

أَقولُ بِشَجوي مَرَّةً وَيَقولُ

وَإِنَّ وَراءَ السَترِ أُمّاً بُكاؤُها

عَلَيَّ وَإِن طالَ الزَمانُ طَويلُ

فَيا أُمَّتا لاتَعدَمي الصَبرَ إِنَّهُ

إِلى الخَيرِ وَالنُجحِ القَريبِ رَسولُ

وَيا أُمَّتا لاتُخطِئي الأَجرَ إِنَّهُ

عَلى قَدَرِ الصَبرِ الجَميلِ جَزيلُ

أَما لَكِ في ذاتِ النِطاقَينِ أُسوَةٌ

بِمَكَّةَ وَالحَربُ العَوانُ تَجولُ

أَرادَ اِبنُها أَخذَ الأَمانِ فَلَم تُجِب

وَتَعلَمُ عِلماً أَنَّهُ لَقَتيلُ

تَأَسّي كَفاكِ اللَهُ ما تَحذَرينَهُ

فَقَد غالَ هَذا الناسُ قَبلَكِ غولُ

وَكوني كَما كانَت بِأُحدٍ صَفِيَّةٌ

وَلَم يُشفَ مِنها بِالبُكاءِ غَليلُ

وَلَو رَدَّ يَوماً حَمزَةَ الخَيرِ حُزنُها

إِذاً ما عَلَتها رَنَّةٌ وَعَويلُ

لَقيتُ نُجومَ الأُفقِ وَهيَ صَوارِمٌ

وَخُضتُ سَوادَ اللَيلِ وَهوَ خُيولُ

وَلَم أَرعَ لِلنَفسِ الكَريمَةِ خِلَّةً

عَشِيَّةَ لَم يَعطِف عَلَيَّ خَليلُ

وَلَكِن لَقيتُ المَوتَ حَتّى تَرَكتُها

وَفيها وَفي حَدِّ الحُسامِ فُلولُ

وَمَن لَم يُوَقِّ اللَهُ فَهوَ مُمَزَّقٌ

وَمَن لَم يُعِزِّ اللَهُ فَهوَ ذَليلُ

وَما لَم يُرِدهُ اللَهُ في الأَمرِ كُلِّهِ

فَلَيسَ لِمَخلوقٍ إِلَيهِ سَبيلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مصابي جليل والعزاء جميل

قصيدة مصابي جليل والعزاء جميل لـ أبو فراس الحمداني وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن أبو فراس الحمداني

أبو فِراس الحَمْداني، الحارثُ بن سعيد بن حمْدان التَّغلِبي الرَّبْعي، أميرٌ شاعرٌ فارِسٌ، وهو ابنُ عَمِّ سيفِ الدولة. كان الصاحبُ ابنُ عبَّادٍ يقولُ: «بُدئَ الشِّعرُ بمَلِكٍ وخُتِمَ بمَلِكٍ.» يعني: امرأَ القيسِ وأبا فِراسٍ. وله وقائعُ كثيرةٌ قاتلَ بها بين يدَي سيفِ الدَّولة. وكان سيفُ الدَّولةِ يحبُّه ويُجلُّه ويَستصحبُه في غزَواته، ويُقدِّمه على سائرِ قَومه. كان يَسكُن مَنْبِجَ (بين حلَبٍ والفُرات)، ويتنقَّلُ في بلاد الشَّام. وأسَرَتْه الرُّومُ في بعضِ وَقائعِها بمَنْبِجَ (سنة ٣٥١ه) وكان مُتقلِّدًا لها، فامتازَ شعرُه في الأسرِ برُوميَّاتِه، وماتَ قَتيلًا في صَدَد (على مقرَبة من حِمص)، قتلَه أحدُ أتباعِ أبي المعالي بنِ سيف الدَّولة، وكان أبو فراس خالَ أبي المعالي وبينَهُما تنافسٌ.

مولِدُه سنة عشرين وثلاثمائة – ووفاتُه سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة هجرية.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي