أريدك أنثى

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٥:٤١، ٢ أكتوبر ٢٠٢١ بواسطة imported>Al-Adab
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أريدك أنثى لـ نزار قباني

1
أريدك أنثى ..
ولا أدّعي العلمَ في كيمياء النساءْ
ومن أين يأتي رحيقُ الأنوثة
وكيف تصيرُ الظباءُ ظباءْ
وكيفَ العصافيرُ تتقنُ فنَّ الغناءْ
أريدك أنثى ..
وأعرفُ أنَّ الخيارات ليست كثيرهْ
فقد أستطيع اكتشافَ جزيرهْ
وقد أستطيع العثورَ على لؤلؤهْ
ولكنَّ من ثامن المعجزاتِ , اختراعَ امرأهْ ..
2
أريدكِ أنثى ..
وأجهلُ كيف يـُركـّبُ هذا العقارُ الخطيرْ
وأجهلُ كيف الفراشة ُ تكتبُ شعراً ..
وكيفَ الأناملُ تقطرُ شهداً
وأجهلُ أيَّ بلادٍ يبيعون فيها الحريرْ
أريدكِ أنثى ..
بخطكِ هذا الصغير ِ .. الصغيرْ ..
ونهدكِ هذا المليء .. المضيء .. الجريء ..
العزيز ِ .. القديرْ ..
3
أريدكِ أنثى ..
ولا أتدخل بين النبيذِ وبين الذهبْ ..
وبين الكريستال .. والأقحوانْ
ولستُ أفرقُ بين بياض ِ يديكِ
وبين مداساتِ هذا البيانْ ..
ويكفي حضوركِ كي لا يكونَ المكانْ
ويكفي مجيئكِ كي لا يجيء الزمانْ
وتكفي ابتسامة ُ عينيكِ كي يبدأ المهرجانْ
فوجهك تأشيرتي لدخول بلاد الحنانْ ..
4
أريدكِ أنثى
كما جاءَ في كتبِ الشعر منذ ُ ألوفِ السنينْ
وما جاءَ في كتبِ العشق ِ والعاشقينْ
وما جاءَ في كتبِ الماءِ .. والوردِ .. والياسمينْ
أريدكِ وادعة ً كالحمامهْ ..
وصافية ً كمياه الغمامهْ ..
وشاردة ً كالغزالهْ ,
ما بين نجدٍ .. وبين تهامهْ ..
5
أريدكِ .. مثل النساء اللواتي
نراهنَّ في خالداتِ الصورْ
ومثل العذارى اللواتي
نراهن فوق سقوف الكنائس ِ
يغسلن أثداءَهنَّ بضوء القمرْ
أريدكِ أنثى .. ليخضرَّ لونُ الشجرْ
ويأتي الغمامُ إلينا .. ويأتي المطرْ ..
أريدكِ أنثى ولا أدعيكِ لنفسي
ولكنْ .. ليسعدَ كلُّ البشرْ ..
6
أريدكِ أنثى
لتبقى الحياة على أرضنا ممكنهْ ..
وتبقى القصائد في عصرنا ممكنهْ ...
وتبقى الكواكبُ والأزمنهْ
وتبقى المراكبُ ، والبحرُ ، والأحرفُ الأبجديهْ
فما دمتِ أنثى فنحنُ بخير ٍ
وما دمتِ أنثى ..
فليس هنالك خوفٌ على المدينهْ
7
أريدكِ أنثى
بزينتكِ المدرسيهْ
وأطواقكِ المعدنيهْ
وشعر ٍ طويل ٍ وراءك يجري كذيل ِ الحصانْ
وحُمرة ِ ثغر ٍ خفيفهْ
ورشةِ عطر ٍ حفيفهْ
ولمسةِ كحل ٍ خفيفهْ
ونهدٍ أربيـّه مثل الطيور الأليفهْ
وأمنحهُ التاجَ والصولجانْ ..
8
أريدكِ أنثى ..
وهذا رجائي الوحيدُ إليكِ
وآخرُ أمنيةٍ أتوجهُ فيها إلى شفتيكِ
أريدكِ باسم الطفولة أنثى ..
وباسم الرجولة أنثى ..
وباسم الأمومة أنثى ..
وباسم جميع المُغنين والشعراءْ
وباسم جميع الصحابة والأولياءْ
أريدكِ أنثى ..
فهل تقبلينَ الرجاءْ ؟
9
أريدكِ أنثى اليدينْ
وأنثى بهسهسةِ القرط في الأذنين
وأنثى بصوتكِ .. أنثى بصمتكِ ..
أنثى بضعفكِ .. أنثى بخوفكِ
أنثى بطهركِ .. أنثى بمكركِ ..
أنثى بمشيتكِ الرائعهْ
وأنثى بسُلطتكِ التاسعهْ ..
وأنثى أريدكِ , من قمةِ الرأس للقدمينْ ..
فكوني سألتكِ كلَّ الأنوثةِ ..
لا امرأة ً بينَ .. بينْ ..
10
أريك أنثى ..
لأن الحضارةَ أنثى ..
لأن القصيدةَ أنثى ..
وسنبلة َ القمح أنثى ..
وقارورة َ العطر أنثى ..
وباريسَ - بين المدائن - أنثى ..
وبيروتَ تبقى - برغم الجراحات - أنثى ..
فباسم ِ الذين يريدونَ أن يكتبوا الشعرَ .. كوني امرأهْ ..
وباسم ِ الذين يريدونَ أن يصنعوا الحبَّ ... كوني امرأهْ ..
وباسم ِ الذين يريدونَ أن يعرفوا اللهَ .. كوني امرأهْ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي